السلام عليكم.. أنا في 3 ثانوي، أنا هاقول مشكلتي من البداية، وأنا في 3 إعدادي اتعرفت على أصحاب وحشين صيّع وبيشربوا سجاير وبتوع بنات برغم صغر سنهم، وأصلا في الزمن ده مافيش حد اسمه صغير.. المهم علموني أشرب سجاير وأكلم بنات زيهم لحد 2 ثانوي، الحالة بعد كده اتطورت جدا وبقيت أشرب حاجات حرام مخدرات (حشيش وبانجو)، وبقيت أسهر برة البيت، المهم جيت آخر السنة لقيت نفسي ساقط أنا وهما طبعا.. كانت صدمة بالنسبة لي ولوالدتي وأبويا، وبدأت تتغير النظرات ليّ والمعاملة من الكل؛ بدأت أفوق بس الظاهر إني فُقْت متأخر جدا، بعد ما بقيت في نظر أمي وأبويا والناس واد فاشل، وأمي قالت لي أبوك قال دي آخر فرصة لو سقط تاني يبقى يتحمّل مسئولية نفسه، كان إحساس وحش جدا لما أصحابي راحوا 3 وأنا لسه في 2 وقاعد مع ناس أصغر مني.. اتخنقت ووقفت وقفة مع نفسي وقلت كفاية لحد كده، أنا لازم آخد قرار إني ماشربش الحاجات دي، وإني أصلّي وأقطع علاقتي بالناس الوحشة دي، حتى موبايلي غيّرت رقمه وذاكرت ونجحت السنة اللي بعدها، ودلوقتي في 3 بس برضه ناس كتير بعدت عني وخسرت ناس كويسة، والناس الوحشة اللي كنت أعرفها طبعا مابطلتش تجيب في سيرتي.. بقيت أندم على كل لحظة مشيتها مع الناس دي، المهم الظروف دي ربّت لي أو جابت لي حالات وحاجات كتير جوايا زي: اكتئاب- وسوسة في أي حاجة وظن وتشكيك في كل شيء- بقيت أخاف من الناس- بقيت باتكسف أتعامل مع حد أو حتى أبص في عينيه- عندي إحساس إني متراقب من كل الناس وفي أي وقت- عصبية مع أي حد مهما كان- قلق شديد معايا في كل مكان- بقيت طيب جدا وباصدق أي حد. المترتب على كل الحاجات دي إني مابقاش عندي أصحاب ومعظم اللي في البيت مخاصمهم، زي أخويا الكبير، والصغير في أوقات كتير باحسه بيقلل مني، بقيت واد خنيق مع أي حد، وأي حد يفكر يضايقني بنظرة حتى ممكن أضربه، بقيت مش عارف أركز في المذاكرة، بقيت كاره البيت والشارع اللي أنا فيهم وعاوز أسافر بعيد، الناس بقت تضحك عليّ. وقرايبي لما بيكونوا موجودين بيفضلوا يشكروا في أخويا الأكبر مني وأنا يرخموا عليّ، فأنا تعبت بجد وزهقت واتخنقت من الماضي ده، مع إنه لما كنت فيه ماكانتش فارقة معايا حاجة، باضحك وبالعب وباشرب وبنات وعايش حياتي، لكن دلوقتي بعد التغيير الكويس ده كرهت كل حاجة.. حتى والدتي لما أبويا يدّيني فلوس سواء كتير أو قليل باحس أمي متضايقة وعاوزة تتخانق، شكلها لسه بتشك فيّ إني باعمل حاجة غلط بالفلوس دي ولا حاجة، ولما تتخانق معايا وأنا أزعق أو أتعصّب تقول لي إنت شكلك بتتعاطى حاجة.. أنا نفسي حد يساعدني لو عنده حل يقول لي يمكن الناس تنسى أو والدتي وإخواتي يتغيروا للأحسن من ناحيتي.. الوحيد اللي اتغير أبويا بس برضه لسه شوية. أنا فكرت أروح لدكتور نفسي بس خايف مش عارف ليه أنا تعبت نفسيا، مش باعرف أتكلم، ممكن حرف كده يطلع غلط أو كلمة بدل كلمة تانية أو أحيانا تهتهة، بس أنا عرفت السبب أنا بالاقي نفسي وأنا باتكلم مع اللي قدامي باسرح وعقلي يروح لبعيد، وتفكير دايم في أقل كلمة علشان كده باغلط أحيانا ومش باظبط الألفاظ أو الحروف، وفيه ناس بدأت تلاحظ ده عليّ.. أنا لسه عندي 19 سنة، وكل ده جوايا وأكتر، بجد حرام بس أنا صابر وباصلّي، وباقول "يا رب اشفِني، يا رب ارحمني.. اللهم أنت أعلم بنفسي وحالي أكثر مني فأبعد عني أي داء واشفني".. وباتمنى ربنا يستجيب مني، أنا عاوز أرجّع علاقتي بكل الناس حلوة وأبطل العصبية والاكتئاب ده، وشخصيتي تبقى قوية تلفت نظر أي حد بس مش عارف.. يا ريت حد يساعدني.
m.altayeb
أهلا وسهلا بك يا ولدي، لا شك أن حياتنا اختيارات، وكل واحد منا يختار كيف وماذا سيكون، ويمكن لو كنت قلت لك الكلام ده قبل ما تقرر تتغير ماكنتش هتصدق كلامي، بس إنت نسيت إن لكل اختيار ثمن لا بد من دفعه.. اخترت زمان العبث ودفعت ثمنه من صحتك ودراستك وعلاقاتك بأقرب الناس ليك، ودلوقتي بعد ما اخترت إنك تكون أفضل مش عاوز تدفع الثمن؟ إنت هزيت ثقة أمك وأبوك فيك، صدمتهم وصدمت نفسك بالسقوط، لزقت بيك الصياعة، يبقى الطبيعي إنك لازم تبذل جهد عشان تسترد ده، ومش هيكون استرداده بالكلام، ولا بإنك تقهر في نفسك كل ما حد يقول كلمة أو يشكر حد تاني، ولا بإنك تربط بين الصح وافتقاد الناس والعلاقات والتعب، إنت هتسترد اللي ضيعته بالفعل والعمل والتركيز على تصليح العلاقات، مش عشان إنت الابن يبقى لازم تستنى المبادرة من الكبير، المهم إن العلاقات ترجع فيها الثقة. مهم إنك تحس بيهم الأول عشان تقدر تستوعب تصرفاتهم وشكوكهم، هما تعبوا فيك ومعاك ولقوك فجأة بتنحدر، وشربت مخدرات وعرفت بنات وشلة بايظة، حسوا بالفشل والخوف والرعب عليك، حسوا إنهم مش أب وأم كويسين، حسوا إنك هتكون مصدر للفضيحة أو الجريمة، قادر تحس بيهم؟ عشان كده اعذرهم، لأن مخاوفهم ما اتمحتش تمامًا، لكن بالاستمرار في النجاح، والاستمرار في التقرب منهم ومواقف تثبت الثقة هتتغير الدنيا كتير. بلاش الكلام السلبي لنفسك عن ماضيك، وعن نظرتهم ليك، غيّر الحوار ده عشان هو اللي مخليك فاقد للثقة بنفسك وبتهته وبتخاف وبتتقوقع وتشك وتقلق، اتكلم مع نفسك كلام تاني، زي: إنك فعلًا قوي بجد وده مش نصب، إنت قدرت بعزيمتك توقف المخدرات، توقف علاقتك بالبنات، توقف الفشل، عارف كام واحد عاجز تمامًا إنه يوقف حاجة واحدة بس منهم؟! افتكر كمان إنك نجحت.. إذن إنت تقدر تنجح وتركز، افتكر إنك ثابت من أكتر من سنة يبقى إنت بتتغير بجد. كلامك لنفسك وطريقة تفكيرك هي الحصان الرابح اللي هيخليك تسترد اللي ضاع، حتى لو تصرفاتهم بتضايقك، بدل ما تقول بيشكوا فيّ ولسه مش مصدقين، قول أنا عاذرهم والأيام هي اللي هتثبت التغيير مش الكلام ولا الخصام، قول لنفسك الموضوع مجرد وقت زي أي حاجة بتاخد وقت عشان تتغير، وإنت نفسك الدليل على ده، مش عاوزة أقف كتير حوالين القلق والوساوس والاكتئاب، لأنها كلها ناتجة عن الضغط اللي بتمر بيه، وبما إنك ماوضحتش إنت وصلت لحد فين في الأمور دي، فأنا بقترح عليك الأول إنك تركز في اللي قلته وتستوعبه وتبدأ في تنفيذه. واعرف إن كل الإشارات دي راجعة في الأصل لفقدك ثقتك بنفسك، ودي أول حاجة لازم تستردها عشان تكمل، واستردادها هيبدأ بكلامك مع نفسك، وطريقة تفكيرك، والصبر والإنجاز الحقيقي، الإنجاز في الدراسة، في الرياضة، في العلاقات، في علاقتك مع الله الذي كرّمك وأفاض عليك بنعمته لما بعت لك القلم إياه عشان تفوق وترجع لنفسك من جديد، إنت قوي فعلا، ماتخليش شوية الملح يبوّظوا الطبخة الرائعة اللي إنت عملتها. ممكن تساعد نفسك بشوية تدريبات تخص تمارين الاسترخاء لو بحثت عنها هتلاقي كتير منها، وبالتدرج في مواجهة المواقف والناس، وبإنك تتجاهل الوسوسة وتشغل ذهنك مش جسمك بأمور تهمك وبتحبها.. يلا كمل وتابعنا بأخبارك. أعتذر للقراء لعدم التزامي باللغة العربية كعادتي دومًا، ولكن أردت أن أكون أقرب لصاحب المشكلة، وفقه الله تعالى للخير.