أنا فعلا في أزمة مبدأ.. والمبادئ لا تتجزأ زي ما بيقولوا.. الناس حاباني عشان أخلاقي، والكل حاببني عشان أنا طيب ومحترم وأخلاق.. المشكلة الغريبة إني مش عاجبني الحاجة دي خالص.. ولو الناس عرفت كده ممكن يستعبطوني أو يستهبلوني أو يستحقروني؛ ولكني فعلا عندي أزمة مبدأ. الأكتر من كده إن الناس نفسها اللي أنا عايز أبقى زيهم، أنا عاجبهم ومش عاجب نفسي..
لو قلنا إن عدم الثقة بالنفس حاجة في مستوى الصفر، وهزيمة نفسية بكل المقاييس؛ فأنا أظن نفسي تحت الصفر، مش عارف ليه؟
صدقوني لو قلت لك إن من اللي باشوفه أو باسمعه أو باقرؤه في المشكلات، بقيت محتار جدا، بقيت أخاف أختار حد، أو باخاف من الستات كلها.. بتخوفني أوي كلمة "ده شاب محترم"، ليها مرادفات كتيرة أوي في الواقع؛ زي: مغفل أو واحد واخد على قفاه، أو شاب مش مخلص.
بقيت باخاف أوي من البنات، مش عارف الواحد يعاملهم إزاي؟ يوريهم العين الحمرا عشان يعجبهم، وده صنف مش موجود في منتدى نسائي؛ بس موجود باعتراف بنات أنا كلمتهم على النت، ودي حاجة غير فطرتي خالص، ومابحبش أتعامل كده؛ لأني مش هاقدر أتعامل كده كتير مهما حاولت.
ولا الواحد يعاملهم زي ما بيقرأ في الكتب ويسمع في البرامج وزي ما وصانا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ودي فطرتي؛ يعني مش هاتعب وأنا باتعامل كده؛ لأني مش هاعمل مجهود؟ وده أنا ماشفتهوش في الواقع؛ بس شفته في نفس المنتدى.
اللي أنا مستغربه فعلا إن الأولاد -اللي مثلا زي أخويا الصغير أو اللي أعرفهم- عندهم البنات -سوري يعني- في مستوى الشوز، وتلاقي البنات بتترمي عليه.. واللي مقدّرهم ومدّيهم قيمة أعلى من قيمتهم يتصرفوا معاه بعنجهية.
الواحد لا بقى واثق يتجوز جواز صالونات، ولا حتى جواز حب، ولا حتى واثق إنه يتجوز حد يصونه.
ومابقيتش أصدق أي كلام يشكر في أخلاقي.. وده مصيبة على مصيبة؛ لأن أنا باسأل نفسي: أخلاقك دي على أي أساس؟ على أساس إنك فعلا قادر تعمل الغلط ومش راضي؟ ولا عشان مش عارف؟
وكمان إيه هي أصلا حدود الكلام بين البنت والولد؟ وبالأخص إمتى أقول على البنت دي مش محترمة؟
mdamido
صديقنا العزيز.. هذا العالم مليء بالمتناقضات، ومعظم البشر على هذه الشاكلة وبداخلهم كل شيء: خير وشر، ملاك وشيطان، طمّاع وأناني، طيب ورقيق وصادق.. وما يجعل الإنسان "كويس أو وحش" هو النسبة التي يحتفظ بها مِن كل شيء، وهذه النسبة تزيد وتقلّ بحُكم الظروف والتربية ورغبات الإنسان واتساع أفقه، وكمان سنه؛ لأن فيه سنوات من العمر بيكون لها خصائص معينة بتفرضها على الشخصية، وإنت في مرحلة تكوين الشخصية.
أنا سعيدة إنك في مشكلتك كنت بتتكلم على نفسك؛ كأنك باصص في مراية، إنت شايف نفسك كويس، وده حاجة ممتازة جدا؛ لأن فيه ناس تانية بتكون مشكلتهم إنهم مش عارفين نفسهم، ومش عارفين هم عاوزين إيه؟
طيب تعالَ نفكر سوا مشكلة المتناقضات دي نعمل فيها إيه؟ الأول فيه حاجة مهمة لازم تفهمها وهافهّمها لك بمثل: لو إنت كريم أوي هتبقى مسرف، ولو مقتصد جدا هتبقى بخيل؛ الكرم المعتدل هو الفضيلة، أو هو القيمة، ومعناه إنك تكون حالة وسط بين الحاجتين دول.
تعالَ نشوف مثلا: لو إنت اجتماعي أوي ومقطّع السمكة وديلها، ممكن تحس إنك مالكش خصوصية ولا هيبة، والناس تاخد عليك.. ولو إنت انطوائي جدا، ومؤدب ومتربي، ممكن تنعزل عن العالم وتتعرض لأزمات نفسية، وكمان مش هتلاقي حد جنبك لو احتجت لحد.
لازم تكون وسط بين الاثنين، تعمل وقت لنفسك ووقت للخروج والناس، وحاول على قد ما تقدر ماتخليش العالم بتاعك كله على النت والمنتديات؛ لأن الناس على النت -وخصوصا البنات- بيلبسوا أقنعة كتير، وبيكونوا غير الحقيقة؛ العالم الحقيقي أفضل بكتير، والاحتكاك بالناس خبرة أكبر من أي خبرة هتاخدها من النت.
تاني هاقول لك إنت في مرحلة بناء شخصيتك والشباب في الفترة دي بيميلوا إنهم يتبعوا الحاجات "الاكستريم"، تلاقي معظم الأولاد ربوا ذقنهم ولبسوا بنطلونات قصيرة وربوا لحاهم، أو عملوا شعرهم زي دبور ولبسوا بناطيل وسطها ساقط.. فكّر كده: ليه مش بتلاقي شباب كتير عندها 30 سنة بيلبسوا بناطيل واقعة، أو بيجروا ورا الموضة مثلا، أو حتى بيكونوا متعصبين زي في سن العشرين؟ لأنهم بيكونوا نضجوا بشكل كبير وشخصياتهم اتكوّنت.
وتفكيرك ده وشغلك على نفسك هو اللي هيخلّي نضجك أسرع وشخصيتك أجمل، حافظ على الاعتدال والتوسط، وحاول تكون زي الإسفنجة اللي بتمتص كل شيء، وفي الآخر قرر إنت هتكون إيه؟ والمبدأ اللي عاوز تثبت عليه وتنفّذه؛ بس عن علم ومعرفة؛ لأن الكون مليان حقائق لازم تعرفها قبل ما تقرر هتصدق إيه؟ وهتآمن بإيه؟
خليك صادق مع نفسك ومع الناس، ولو عاوز تعرف البنت دي محترمة ولا مش محترمة تقدر ببساطة وإنت بتكلمها تسألها عن رأيها في مواضيع مهمة.. اسألها عن نفس الحاجات؛ لكن بطرق مختلفة، وشوف إذا كانت هتقول لك كلام متناقض وتكشف كذبها بنفسها، ولا هتكون صادقة مع نفسها ومعاك؟
وإذا حد حب يخرج من حياتك أحسن لك توصل له لحد الباب، وتقول له مع السلامة، وتقفل الباب، وتنسى إنه زارك في يوم من الأيام، ابني نفسك هي الأوْلى بتفكيرك، وانشغالك الآن أكثر من أي شيء آخر.