السلام عليكم على كل فريق "بص وطل"، بجد أنا عندي مشكلة وأنا عارفة إنكم هتعرفوا تحلّوها. أنا عندي 22 سنة، وبجد -بشهادة كل اللي يعرفوني- أنا طيبة لدرجة تفوق السذاجة، أي حد يقول لي أي حاجة باصدّقها، ووقعت في 600 مشكلة بسبب ده.. ماما شخصيتها قوية وبابا كمان هما بجد مش حارمنّي من حاجة، وعاوزين يعملوا أي حاجة علشان يرضوني أنا وأخويا. المشكلة إني من صغري مش باعرف أختار حاجة في لبسي أو أي حاجة، وكنت باوافق على اختيارهم؛ لأني عارفة ومتأكدة إنه صح وباتراجع عن اختياري حتى لو نفسي فيه، وأقول ربنا هيراضيني، وفعلا الحمد لله على عكس أخويا اللي أصغر مني اللي دايما بيختار هدومه وستايله حتى في شعره وكل حاجة، وهما فرحانين بيّ أوي، وأنا كمان والله، ودايما يقولوا هو عنده شخصية، إنما أنا باوافق على أي حاجة. والنهارده كنت قلت لماما على حاجة كده أشتريها؛ فقالت لي لا دي مش أد كده، والناس كلها لابساها، وكنت فعلا عاوزاها، قلت لها خلاص اللي إنتي شايفاه، وبعدين لقيتها جاية تقول لي إيه رأيك نجيبها ده شكله حلو أوي؟ فقلت لها طب ما أنا قلت لك عليها، وإنتي ما ردتيش مع إني شفتها قبل ما حد يلبسها زعلت مني، وقعدت تعيّط، وقالت لي أنا عمري ما حرمتك من حاجة، وإنتي اللي مش ليكي رأي ومش بتثبتي على رأيك مش زي أخوكي. أنا بجد زعلانة أوي من نفسي، أنا كده ضعيفة، وفعلا بعد اللي أنا عملته علشانهم أطلع ماعنديش شخصية.. بالله عليكم ردوا عليّ؛ لأني قرّرت إني مش هاسمع رأي حد تاني أبدا إلا نفسي، ومش عاوزة أكلّم حد أنا مستنية ردكم، وآسفة أوي على التطويل.
romantic
تلعب الخبرة والاحتكاك المباشر دورا أساسيا في تكوين شخصية الفرد، وكلما مرّ الشخص بالعديد من التجارب التي تتنوّع بين الفشل والنجاح قويت شخصيته؛ فالنجاح يحفزه على مزيد من الاقتحام والاستمتاع بلذة الإنجاز، والفشل يعلّمه أن هناك أشياء ينبغي تجنّبها أو استبعادها مما يدعم نجاحاته ويقلّل خسائره. ولكن الخوف من خوض التجربة أو اتخاذ القرار والاعتماد على الغير في ذلك يُضعف شخصية الفرد، ويُقلّل من ذكائه الاجتماعي، ويحدّ مِن قدرته على إدراك الأمور والتفاعل الواعي مع الآخرين. وهذه مشكلة كثير من الإناث اللاتي كان ترتيبهن الأول في الأسرة؛ فالطفل الأول غالبا يكون فرحة والديه فيحيطانه بمزيد من الحب والحنان والاهتمام، وبذلك فهو يشعر بالإشباع والرضا ويكون حنونا ومطيعا إلى حدّ كبير، بالإضافة إلى صفات الأنثى والتربية الشرقية ورغبة الوالدين في الحرص على البنت. فتظلّ تعيش في حماية وحنان وعطف الوالدين، ولا يترك لها المجال لخوض تجربة أو اتخاذ القرار؛ خصوصا مع استمرار الوصاية الوالدية عليها من منطلق الحب والحنان وحمايتها من أي مشكلات أو مخاطر قد تتعرّض لها، وبذلك يتجنّبون القلق من الخوف عليها، وربما أيضا يشبعون رغبتهم في السيطرة والاستحواذ عليها وبذلك يشعرون بالراحة والرضا. وهكذا يشبع الجميع رغباتهم النفسية والاجتماعية، الوالدان بتحقيق السيطرة على الابنة والاستحواذ عليها، والابنة سعيدة بمن يرعاها ويحبّها ويستجيب لرغباتها بلا عناء؛ فيُصاب الجميع بالرضا النفسي المريض الذي سرعان ما تظهر آثاره النفسية على الجميع عندما تصل الابنة إلى مرحلة الرشد، وتفشل في التعامل الناجح مع الناس فتصاب بالإحباط ويتجرّع ووالداها مرارة فشلها النفسي والاجتماعي. فاللعب مع الطفل ينمّي قدراته الجسمية والعقلية والحركية، ومن 7 : 14 يوجّه بالنصح والإرشاد فيما يتخذ هو مِن قرارات تحت أعين والديه، وعندما يكمل عامه الرابع عشر يدخل مرحلة الصداقة مع والديه أي التشاور، كما هو الحال بين الأصدقاء دون أن يلزم أحد الطرفين الآخر بفعل أو عدم فعل شيء، ثم يترك الابن دون أي سيطرة من الوالدين مثل: وضع الحبل على المركب وتركها بمفردها في البحر فكل القيم والمثل والمبادئ الأخلاقية يتم تلقينها للطفل من 7 : 14 سنة ويترك له تطبيقها بعد ذلك. والخطأ الذي وقع فيه والداك هو أنهما لم يتركا لك فرصة للخلاف معهما أو اتخاذ القرار، وظلّا يفرضان حمايتهما الجميلة عليك، وتوقّفت التعاملات بينكم على المرحلة الثانية من 7 : 14، وربما شعرت والدتك بخطئها غير المقصود في حقّك فندمت على رفضها طلبك، وتراجعت ووافقت عليه بعد ذلك حتى تذيقك طعم الاستقلالية واتخاذ القرار. فساعديها على ذلك ولا تخسريها، وكوني دائما الابنة البارة كما أنت، ولكن بشكل ناضج؛ فواضح من رسالتك أن لديك قدرا كبيرا مِن القيم والتدين يحميانك من الوقوع في الأخطاء الكبيرة لا قدّر الله. قرّري أنتِ اختيار ملابسك وأماكن الترويح، والأصدقاء والخروج معهم، وتبادلي الآراء والخبرات مع أبناء جيلك، وحتى لو كان منهم عنصر رديء؛ فأخلاقك وتديّنك كفيلان بابتعادك عنه وهذا بقرارك أنت، كما أن الدنيا لن تنقلب إذا اخترتِ ملابس يلبسها أقرانك، ولا تخشى من اتخاذ القرار الخاطئ؛ فلديكِ القدرة على التراجع عنه بما لديك من قواعد وأسس أخلاقية سليمة. تبادلي الزيارات مع أصدقائك، ويُمكنك الذهاب معهن للتنزّه أو التسوّق أو حتى مجرّد الفرجة على المحال لمعرفة الأماكن وكيفية الاختيار، وحاذري من الوقوع تحت سيطرة إحداهن. لاحظي سلوكهن وتجاذبي معهن أطراف الحديث، وتبادلي معهن الخبرات والآراء، وقارنيها بما لديك من القيم ولا تتنازلي عن قيمك لو اختلفت معهن، انظري للموضوع من أكثر من جانب، ولا تتسرّعي في الحكم أو اتخاذ القرار، واعلمي أننا لن نحصل على كل شيء، ولكل موقف إيجابياته وسلبياته، وعلينا أن نوازن كل موقف من كل جوانبه، وبذلك تحصلين على تدريب عملي واقعي على مواجهة المواقف في الحياة العملي دون أن تغضبي والديك.. وفّقك الله وسدّد خُطاكِ.