أ ش أ جدّد عمرو موسى -رئيس حزب المؤتمر أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني- التأكيد على أن الحوار مع مؤسسة الرئاسة يستدعي ضمانات واضحة، مشيرا إلى أن إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس هي تعبيرات عن الغضب العام؛ بسبب الممارسات السياسية الخاطئة، ولا تعني بالضرورة اتخاذ خطوات محددة في هذا الاتجاه. وقال موسى -في حوار مع صحيفة "الجريدة" الكويتية نشرته اليوم (الأحد) إن "سوء إدارة الأمور من جهة، وخطورة الوضع من جهة أخرى، تجعل الجبهة مسئولة عن معارضة قوية موضوعية، ولا بد من خطط سريعة وفعالة للتعامل مع الوضع المتأزّم، مما دفعنا لتقديم أكثر من مبادرة، ولم نرفض أبدا الحوار، وإنما طالبنا بضوابط وضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، ومع الأسف الشديد ليس هناك تجاوب من الرئاسة مع هذه المطالب". وتابع: "الجبهة لا تطالب بإسقاط شرعية الرئيس مرسي؛ لأنه جاء من خلال انتخابات، وبالتالي لا تسقط شرعيته إلا من خلال الصندوق، ولكن سوء الإدارة تدفع بعضنا إلى الحديث عن ضرورة الإسراع في الانتخابات، بينما البعض الآخر يتحدث عن إعطاء الرئيس فرصته كاملة مدة 4 سنوات، مع مشاركة في مواجهة الأزمة المصرية حيث لن يستطيع فصيل واحد أن يتصرف أو أن ينقذ الموقف وحده". وأوضح موسى أن هناك خطأ في إدارة البلاد، وأن فصيلا واحدا لا يستطيع الانفراد بالحكم، خصوصا أن نقص الكفاءة ظاهر، كما أن هناك مخاوف لدى الشارع من أخونة الدولة والقضاء على الممارسة الديمقراطية، لذلك وجبت طمأنة الناس؛ لأن ثورة 25 يناير حققت مكسبا رئيسيا وهو الديمقراطية، ولا بد من المحافظة على هذا المكسب. وأضاف أن هناك عالميا من يخشى الإسلام السياسي شيعيا كان أم سنيا، وأن دعم الولاياتالمتحدة للنظام الحالي الذي يمثل تيار الإسلام السياسي لا يعد قفزا على إرادة المصريين، ولكنه يعني القبول بقواعد العملية الديمقراطية والانصياع لإرادة الشعب المصري. وعن الوضع في سوريا أوضح عمرو موسى أن الوضع في سوريا يختلف عن أي دولة أخرى؛ نظرا لموقعها الاستراتيجي المهم وهو وضع بالغ التعقيد؛ لأن نتيجة الوضع هناك ستؤثر سلبا أو إيجابا على الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا والعراق وإيران وفلسطين وإسرائيل وهذا يجعل من المهم أن يكون الحل عربيا وأن يأخذ في شأنه مصالح الاستقرار العربي الإقليمي في الاعتبار. وقال: "لا بد أن يفهم النظام السوري أن الوضع يتغير في العالم العربي، وأن هناك ثورة ولا يمكن العودة أبدا إلى نقطة الصفر، فمن المستحيل مثلا أن تحدث مصالحة في سوريا ويبقى الحكم وكأن شيئا لم يحدث". وأوضح موسى أنه لا يصح استبعاد نظرية المؤامرة أوتوماتيكيا أو كليا رغم أن ما حدث في العالم العربي هو انتفاضة للشعوب ضد الظلم والاستبداد، وأن الثورة في تونس أثرت بشكل فوري ومباشر على مصر وليبيا وسوريا واليمن، وقد تؤثر في غيرها وهذا لا يمنع وجود مخاوف لديّ شخصيا من محاولات رسم خريطة جديدة للعالم العربي، وهنا قد تتم المؤامرة خاصة في ظل ما تعانيه مصر من عدم استقرار ومن ثم تعطل دورها العربي والإقليمي. وعن الدور الإيراني في المنطقة قال موسى إن إيران دولة مهمة ولا يجب النظر إلى إيران باعتبارها عدوا بكل بساطة ودون تعمق وتبصر، وتصنيفها كعدو من شأنه أن يخلق التباسا استراتيجيا، والصحيح أن هناك خلافات عميقة عربية إيرانية وشكوكا عميقة إزاء السياسة الإقليمية الإيرانية.