أفادت الأنباء أن 3 جنود أمريكيين قتلوا في انفجار قنبلة جنوبي أفغانستان؛ فيما تتواصل العملية العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف ضد طالبان. وكانت الأخبار قد تواردت صباح اليوم حول أن قوات لحلف شمال الأطلسي -بقيادة الولاياتالمتحدة- شنت هجوماً اليوم السبت ضد منطقة (مرجه) آخر معقل كبير لحركة طالبان في إقليم هلمند الأفغاني، حيث تعتبر (مرجه) أكبر منطقة لها حدود مع باكستان، ويقال: إن طالبان لها هناك قواعد خلفية ومعسكرات تدريب. وتتاخم المنطقة أيضا إقليم "أروزوجان" الأفغاني المضطرب. وبدأ الهجوم بعدد من الطائرات الهليكوبتر تنقل مشاة البحرية الأمريكية إلى البلدة في الساعات الأولى من الصباح؛ حيث اشتبكت بالأسلحة النارية مع مقاتلي حركة طالبان. وبعد ذلك توجهت قوات بريطانية بطائرات إلى الجزء الشمالي من منطقة (ناد علي) المجاورة، وتلت ذلك دبابات ووحدات هندسية قتالية، وأطلق مشاة البحرية أربعة صواريخ على الأقل على المتشددين الذين شنوا هجمات من المجمعات. وأصيب واحد على الأقل من قوات مشاة البحرية بشظية. وقال البريجادير جنرال لاري نيكولسون في بيان: إن "هذه العملية تستهدف إعادة ربط شعب (مرجه) مع الحكومة الشرعية في أفغانستان. ونحن مشاركون بصورة كاملة مع الحكومة الأفغانية من أجل هذه العملية ولدينا الموارد التي نحتاجها لإنجاحها". وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد أعطى موافقته على الهجوم منذ يوم الخميس الماضي. ويذكر أن القوات المشتركة واجهت " مقاومة ضعيفة" أثناء اقتحامها معقل طالبان والإقليم الرئيسي لإنتاج الأفيون في البلاد. وقال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كابول: إن عدداً من العمليات الأصغر حجماً جرت في الأيام الماضية قبل مرحلة"التطهير" في العملية التي بدأت اليوم السبت. وقال داوود أحمدي -متحدث باسم حاكم هلمند: إن طائرات تابعة للناتو أسقطت أمس الجمعة منشورات تحذر السكان من عدم إيواء مقاتلي طالبان، والابتعاد عن مواقعهم داخل منطقة (مرجه). وغادر مئات من سكان (مرجه) قبل أيام من العملية، متجهين إلى منطقة لاشكارجاه عاصمة الإقليم، والواقعة على نحو 30 كيلومترا إلى الشرق. وغادر نحو 200 أسرة منطقة "ناد علي" والمناطق المحيطة بها. بيد أن سكاناً محليين يقولون إن معظم سكان المنطقة البالغ عددهم أكثر من 80 ألفا ظلوا في أماكنهم لعدم قدرتهم على الخروج من المنطقة أو لأنهم لم يرغبوا في ترك كل شيء وراءهم. كما أعطى الإعلان عن العملية مقاتلي طالبان فرصة لزرع مزيد من العبوات الناسفة على جوانب الطرق، وهو تكتيك شائع يستخدمه المسلحون، والذي ثبت أنه أكثر الوسائل التي تسببت في مقتل قوات الناتو في السنوات الثلاث الماضية. وذكر متحدث باسم طالبان أن لديهم ألف مقاتل، وأنهم مستعدون تماماً للدفاع عن المنطقة. كما قال محليون إن طالبان أعلنت في المساجد أن لديها أسلحة كافية لتوزيعها على القرويين المحليين. هذا وقد كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أمر في ديسمبر الماضي بزيادة عدد القوات الأمريكية بثلاثين ألف جندي ليصل عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 98 ألف جندي، في محاولة لوضع حد للمكاسب التي حققتها طالبان في السنوات الأخيرة ووقف التدهور الحاد في الوضع الأمني. ويشارك نحو 15 ألف جندي بينهم 4 آلاف من البريطانيين، وفرنسيون وكنديون ودنماركيون وجنود من أستونيا في العملية التي تتم تحت اسم "مشترك"، ويبلغ العدد الإجمالي للقوات الأمريكية وقوات الناتو نحو 113 ألف جندي في البلاد، وتعهدت بعض دول الحلف بإرسال ما يربو على سبعة آلاف جندي إضافي بحلول صيف العام الجاري. وتعد هذه العملية أكبر هجوم منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على أفغانستان في أكتوبر 2001، وهو الأول منذ أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان في ديسمبر. ويمثل الهجوم بداية حملة لفرض سيطرة الحكومة على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون هذا العام قبل أن تبدأ القوات الأمريكية في خفض وجودها في 2011. عن مصادر متعددة