نفى الدكتور محمود غزلان -المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين- وجود أي توتر بين جماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية العدالة من جهة ومؤسسة الرئاسة من جهة أخرى؛ وذلك على خلفية قبول الرئيس محمد مرسي استقالة الدكتور عصام العريان -نائب رئيس الحزب زعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس الشورى- من منصب مستشار الرئيس. وقال غزلان في تصريحات لجريدة الشرق الأوسط اللندنية اليوم (الثلاثاء): "ليس هناك أي توتر بين جماعة الإخوان ومؤسسة الرئاسة، حتى وإن اختلفنا مع عصام العريان -كشخص- في الرأي الأخير الذي قاله بشأن عودة اليهود المصريين الذين هاجروا إلى إسرائيل؛ لكن هذا لا يترتب عليه لا توتر مع حزب الحرية والعدالة ولا توتر مع عصام العريان". وتابع قائلا: "إن جماعة الإخوان راجعت عصام العريان، وقلنا له إننا مختلفون معه في هذا الرأي، وانتهى الموضوع عند هذا الحد"، لكنه رفض ربط قبول استقالة العريان بوجود موقف متأزم داخل الرئاسة بعد تصريحاته. وفي مجمل رده حول ما تردد عن أن جماعة الإخوان لن تدخل في أي تحالفات انتخابية في انتخابات مجلس النواب المقبل، وأن ترشيحاتها في القوائم الانتخابية ستكون إخوانية دون انضمام أي أحزاب لها، أكد الدكتور غزلان أن قضية الانتخابات كلها مفوّضة لحزب الحرية والعدالة، والجماعة لا تتدخل فيها، مضيفا: "اختيار مرشحي الحزب في الانتخابات قضية الحزب من الدرجة الأولى، والجماعة بعيدة كل البعد عن ذلك، ومنذ انتخابات برلمان عام 2011 والجماعة تركت أمر الانتخابات للحزب". وحصلت جماعة الإخوان بحزبها الحرية والعدالة على نحو 46% من مقاعد مجلس الشعب المنحل، خلال أول انتخابات برلمانية شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، مما جعل المراقبين يعتبرونه خصما قويا في أول انتخابات تشريعية من المقرر أن تشهدها البلاد بعد شهرين من الآن عقب إقرار الدستور الجديد الشهر الماضي. وأوضح المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أن المشهد الحالي في البلاد يتسم ببعض الاحتقان والتوتر، لكنه خفّ كثيرا عن مرحلة ما قبل الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، مؤكدا أن المشهد يتجه للهدوء. وعن توقعاته بشأن وقوع مصادمات وأعمال شغب في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير هذا الشهر، قال الدكتور غزلان: "لا نتطلع إلى هذا مطلقا، وسنسعى بكل قوة لعدم حدوثها إطلاقا". وفي تعليقه على وجود علاقة بين عودة الهدوء في مصر والتعديلات الوزارية الجديدة، قال الدكتور غزلان: "ليس بالضرورة؛ لأن الآخرين لا يزالون يعترضون على كل شيء، والدليل على ذلك رفض المعارضة للوزارة التي شكّلتها الرئاسة وقبلها طرح الدستور للاستفتاء الشعبي وتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، والمعارضة ستظل معارضة". وأجرى الدكتور هشام قنديل -رئيس الوزراء- تعديلات في حكومته الحالية شملت 10 حقائب وزارية، كان من بينها 4 حقائب لشخصيات تشغل عضوية حزب الحرية والعدالة، وقال الدكتور غزلان معلقا على ذلك: "إن أعضاء جماعة الإخوان لا يمتلكون أن يقدموا أي مساعدة للحكومة الجديدة إلا الدعم الذي يقدمه أي فرد عادي من الشعب لحكومته لكي تنهض البلاد". وكانت ردود الفعل العالمية قد توالت حول التصريحات الأخيرة للدكتور العريان التي دعا فيها يهود مصر المقيمين في إسرائيل منذ أن هاجروا إليها عقب ثورة يوليو 1952 إلى العودة إلى بلدهم الأصلي مصر، مبررا بأن الغرض منذ ذلك هو إعادة الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة، وتبعتها تحذيرات للرئاسة المصرية من أن تصريحات العريان ربما ستفتح الباب لليهود المصريين المقيمين بإسرائيل للمطالبة بتعويضات عن أملاكهم التي تركوها في مصر والتي أُخذت منهم.