السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أريد أن أطيل عليكم لكن عندي مشكلة أعتقد أنها كبيرة بالنسبة إليّ، وهي: أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما وأعمل مدرّسة، ومشكلتي إن من يتعامل معي لأول مرة يأخذ عني انطباعا بأني ذات شخصية قوية جدا وجادة جدا، ومع الأسف هو ما لا يريده الشباب في هذه الأيام.. ولكن في حقيقة الأمر إنني أخجل جدا من التعامل مع الجنس الآخر، فهذا يجعلني أخفي خجلي هذا في قوة شخصيتي، فلا يرى الشباب فيّ الجانب الأنثوي، فعندما يعجب بي أي شخص ويتقدم لخطبتي وبعد الجلوس معي للتحدث تكون النتيجة المعتادة هي الرفض من جانبه، بالرغم أنه هو الذي تقدم وأعجب بي وبأخلاقي.. ما أستطيع قوله إن هناك حلقة مفقودة أو عيبا ما في شخصيتي تجعل الشباب يخافون من الارتباط بي، لدرجة أنني وصلت إلى درجة تجعلني أبدأ في أن أفقد الثقة بنفسي وأريد تغيير نفسي، لكن السؤال هو" ما هو الشيء الذي لا بد أن أغيره في نفسي، أرجو سرعة الرد لأن حالتي النفسية سيئة للغاية.
s_darwish
صديقتي العزيزة.. أحييك على شخصيتك المتميزة والنقية وسط الفتيات اللاتي خسرن بالفعل أنوثتهن بطريقة تصرفاتهن غير المقيدة مع الشباب، لذا فإن جديتك في حد ذاتها صفة محمودة، وهي ميزة من مميزاتك فلا تكرهيها في نفسك، فتغيريها فتنقلبي إلى العكس أو تخدعي نفسك بأنك دخلت في شخصية أخرى فتخسري شخصيتك. لذا فإنك مبدئيا ينبغي أن تحبي نفسك وتحبي صفاتك وشخصيتك وتعلمي أنك لن تغيري الجيد منها، لأن الآخرين يريدون شيئا آخر ليس من حقهم أن يأخذوه، فإذا كان الفتيات تجاوزن بعض الأمور وجذب هذا الشباب ذوو النفوس الضعيفة فإن ذلك يجعل الشباب غير لائقين بأن يحصلوا على الفتاة العفيفة جدا التي تعرف حدود ربها جيدا ولا تفرط فيها لأجل الارتباط، وبالتالي سوف يرسل الله إليها الإنسان الذي يقدر ذلك. هذا الأمر فيما يتعلق بالحدود التي لا ينبغي تخطيها حتى لو كان كل من في هذا الزمان يسير بعكسها، فإن الله تعالى يكرم من يتمسك بها بسعادة من عنده لا تقدر بثمن، ولا ينالها إلا الشخص الذي يرضى عنه الله. أما بالنسبة إلى ما يمكنك أن تتوجي به جديّتك وشخصيتك هو أن تجعلي حياءك هذا يزيدك أنوثة، فالحياء يظهر على وجهك ويزينه عندما تبتسمين وتخجل عيناك مثلا، وتنظرين إلى أسفل مع ابتسامة خجولة، وهذا ما يحبه الشباب كثيرا -الذي يتمتع برجولة حقيقية منهم على الأقل- فغالبا ما يتفق الشباب على حب الفتاة الخجولة والذي يظهر خجلها بابتسامة الحياء.. كما أن صوتها ينبغي أن يكون منخفضا مع وضوحه، فالصوت العالي يظهر شخصية لا يحبها الرجل، فالرجل يحب الأنثى التي تظهر رقتها في حيائها وانخفاض صوتها، لذا فأخشى أن تكوني أخفيت خجلك بطريقة معاكسة لشخصيتك بالقوة وبالصوت العالي والجدية الشديدة لدرجة عدم الابتسام والخشونة، وربما كان بداخلك فكرة أن تظهري عكس ما بك لكي تظهري بمظهر أنك لا تهتمين بوجود خاطب حتى لا يظن أنك سعيدة به أو تسعين لجذبه إليك. عزيزتي.. تصرفي بطبيعتك واتركي انطباعا جيدا حتى وإن كنت سترفضين الشخص، اجعلي وجهك مبتسما دائما وتحدثي بثقة هادئة رقيقة، لا ترفعي مثلا إحدى رجليك فوق الأخرى، كوني واثقة من مميزات شخصيتك ولا تقللي من نفسك ولا تفتخري بها كوني معتدلة في كل شيء، استمعي إلى من يحدّثك واهتمي بما يقول، لا تقاطعيه إلا عندما ينتهي من كلامه، اجعلي كلامك يأخذ منحنى إيجابيا فلا تتحدثي بيأس أو تشكي من أمور عديدة وتجعلي ذلك الصبغة الأساسية في كلامك، فالرجل لا يحب "النكد" ويبتعد عنه فورا. لا مانع من أن ترتدي ملابس محتشمة بالطبع مع ألوان جميلة متناسقة عليك وتجعلك مشرقة، ولا بأس من تحديد ملامحك بمكياج خفيف بحيث يكون كحل ولون خفيف طبيعي على شفتيك بحيث لا تظهر باهتة، فهذا يمكن أن تفعليه للخاطب. أهم شيء عزيزتي أن تحافظي على الحدود ولا تسمحي بالتجاوز معك في الكلام حتى بعد الخطوبة، كوني حازمة في ذلك ولكن بهدوء وأدب شديد ورقة، وهذا سيزيد من احترامه لك وسيجعله يعرف أنك نادرة وسط فتيات سمحن بالكثير حتى خسرن قيمتهن وأنوثتهن، فالأنوثة الحقيقية هي المصانة داخل حيائها وتمسكها برضا ربها. مع أطيب تمنياتي بالحياة السعيدة.