السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا: أنا آسفة لأني هاطوّل عليكم كتير قالوا لي أن كل الناس بتقول عليّ قوية ومغرورة وتنكة وعنيدة.. أنا عارفة إن كل المواصفات دي مش كويسة.. ثانيا: أنا مش عارفة نقطة ضعفي ممكن تقولوا لي أعرفها إزاي. ثالثا: أنا عندي 15 سنة وطالعة أولى ثانوي تجاري؛ المشكلة إن المدرسة مشتركة والبنات والأولاد في فصل واحد، وأنا عايشة في وادي النطرون ومش قادرة أقول لكم الناس عاملة ازاي إذا بنت قالت لولد "السلام عليكم" يطلّعوا عليهم سمعة، والله أنا مش بابالغ. ومشكلتي إني أنا معتبرة كل الناس إخواتي.. يا ريت تقولوا لي أعمل إيه وأتصرف إزاي، بس يا ريت ماتقولوليش أعمل زيهم لأني مابحبش أعمل اللي الناس عايزاه. رابعا: أنا ماما بتعمل لي كل اللي أنا عايزاه بس هي بتشتمني، وعايزة تتدخل في حياتي، وأعمل كل حاجة هي عايزاها، وأنا لما بتعمل كده باتخانق معاها. خامسا: أنا أختي زعقت لي قبل كده في التليفون وأنا مابقيتش أكلمها وهي كانت عايزة تكلمني وأنا رفضت، أنا عايزة أعرف اللي أنا باعمله مع ماما وأختي صح؟؟ أنا آسفة لأني طولت عليكم بس أنا والله العظيم مابثقش غير فيكم.
mima
عزيزتي.. لا أرى في ما أنت فيه مشكلة بمعنى الكلمة، ولكن خمسة عشرة سنة ما زلت صغيرة في الحكم على الأمور.. من ناحية علاقتك بالشباب داخل المدرسة فأعتقد أنك من المفروض أن تلتزمي بما هو سائر في مدينتكم ولا تخرجي على الأصول؛ حتى تكون لك شخصية ملتزمة لا يستطيع أحد أن يتفوّه عليها بكلمة، وعلى رأي المثل (امشي عدل يحتار عدوك فيك).. بالنسبة لشخصيتك حاولي أن تكوني بسيطة مع الآخرين، واعملي على التقرب من الصديقات في الحدود المعقولة، وتحلي بالتواضع فمن تواضع لله رفعه والتزمي بالخلق والدين.. إذا التزمت بالدين والخلق تأكدي أنك سوف تجدين نفسك تسيرين في الطريق المستقيم.. كوني هادئة في تعاملك مع الآخرين، واجعلي صوتك هادئا دائما؛ فالصوت الهادئ يشير إلى الرقة، والرقة من أجمل الصفات التي تتحلى بها الفتاة. حاولي ممارسة أي نشاطات تجعل لك عالما خاصا بك يحسدك عليه الآخرون، مارسي القراءة بشدة فهي تجعل لك عالما خاصا بك، ويضيف إليك ثقافة ومعلومات تجعلك تتفوقين على الآخرين وربما تكونين أنت منبع المعرفة بالنسبة لهم.. حاولي الكتابة فهي تنمي الخيال وتقوي اللغة، ارسمي قدر استطاعتك على الورق أو على الكمبيوتر، فيوجد برامج كثيرة للرسم تساعدك بشدة وتأخذ وقتك في شيء مفيد.. بالنسبة لعلاقتك بوالدتك وأختك فهذا ما أعيبه عليك بشدة، إذا كان الإنسان لا يتعامل مع أهله جيدا فمع من يتعامل بما يرضي الله.. وخاصة الأم وخصوصا أنها تلبي لك كل ما ترغبين أي أنها تحبك، وليس شيئا غريبا عزيزتي أن ترفع والدتك صوتها عليك أو حتى تقوم بشتمك فالحكمة تقول "ومن يكُ راحما فليقسُ أحيانا على من يرحم".. وحاولي تحسين علاقتك بأختك فأن يكون للإنسان أخ أو أخت هو شيء رائع ومن المفروض أن تكونا صديقتين، وبما أنها هي من طلبت أن تتحدث إليك فهذا شيء جيد ساعديها عليه، ويا ليتك كنت أنت البادئة فتكونين أنت الأفضل.. أعرف بعض الناس إذا أساء لهم أحد وخاصة من ذوي الرحم يحضر له هدية ولو بسيطة، ويذهب إليه ويبدأ هو بالسلام، هل تعرفين ماذا يكون رد الفعل؟ يصبحون في قمة الإحراج، ويشعرون بأنهم أخطأوا خطأ كبيرا..وقد جاء في الأثر ما معناه: "إذا اخطأ بك أحد من ذوي الرحم فاختلق له سبعين عذرا، وإن لم تجد واحدا فألق اللوم على نفسك". فاخلقي عزيزتي لأختك سبعين عذرا فإن لم يصلح أي عذر منهم فاغفري لها وصالحيها واعتبري نفسك أنت المخطئة في حقها وصالحيها؛ لأني أراك فتاة رائعة ولا ينقصك إلا بعض هذه الأشياء البسيطة التي ذكرتها لك لتكوني من أروع وأجمل وأرقّ الفتيات.. وفّقك الله في كل أعمالك ودراستك وفي جميع علاقاتك، وبالنجاح إن شاء الله..