أحب أشكر الموقع الأكثر من الرائع "بص وطل"، أنا عندي مشكلة شاغلاني طول الوقت.. أنا عندي 21 سنة والدي اتوفّى وأنا عندي 7 سنين، أنا كنت متعلّقة بيه جدا جدا وكنت بحبه أوي كان أحن إنسان عليّ، مع إني ما كنتش معاه وقت كتير علشان أشبع منه، لكن أنا فاكرة له من وأنا صغيرة حاجات كتير أوي، بس الحمد لله على كل شيء حكمة ربنا. أنا من ساعتها وأنا حاسة إني وحيدة في الدنيا دي من بعده.. أنا من الأرياف والدتي متجوزة وهي عندها 13 سنة ومش متعلّمة، وبعد ما والدي توفي اشتغلِت عشان تربّيني أنا وإخواتي؛ فكانت بعيدة عني أوي من صغري ولأني كنت حسّاسة جدا كنت باقعد أبكي لما ما لاقيش حد جنبي. وكنت بافتكر والدي كتير واتحرمت من حنان أمي وأبي، فجه عليّ وقت واتعودت على كده من دراستي، والحمد لله كنت مجتهدة فيها ومشغولة جدا بيها لغاية ما وصلت للكلية والسفر والمذاكرة؛ يعني ماعنديش وقت لأي حد حتى أمي، حتى إني كان ليّ صاحبة واحدة بحبها ودلوقتي متجوزة وعلاقتنا قربت على الانتهاء؛ لأنها ما بتسألش عني زي ما باعمل أنا وإنها مشغولة في حاجات تانية. المشكلة إن نتج عن ده إني بعيدة أوي عن أمي وفي فجوة كبيرة أوي بينا، لدرجة إننا بنيجي نتناقش بخصوص أي موضوع أو مشكلة يحصل خناق وزعل، ولما آجي أشرح لها وجهة نظري تحسّسني إني بادافع عن نفسي وإني أنا باغلطها. يعني مثلا صاحبتي لما اتجوّزت وما بقتش تسأل عليّ، والدتي لامتني إني باسأل عليها من وقت للتاني، وتقول لي إنتي مالكيش شخصية، وأحاول أقول لها إني لما أعيش يوم حلو مع حد استحالة أنسى اليوم ده، ويحصل زعل بينا، وتقول لي إنتي بتحبيها أكتر مني وبتفضّليها عليّ ونخاصم بعض. أما حكاية خطوبتي عايزاني أتخطب بالعافية من واحد مش مقتنعة بيه، وتتهمني إني مش باسمع كلامها، وإن ربنا هيوعدني ببنت أو ولد يعصاني زي ما أنا باعمل فيها.. بجد مش عارفة أعمل إيه أنا خايفة أوي من عذاب ربنا لو كنت مقصّرة في حقها وإني باعصاها، مع إني باحاول زي ما قلت أشرح لها وجهة نظري تفهم العكس، وعايز أقرّب الفجوة والفراغ اللي بينا. علاقتي بيها مش أم وبنتها زي ما باشوف الأمهات وبناتها.. أنا مش باحكي على أسراري معاها ولا لأي حد باحس إن ماحدش هايسمع لي كويس ولا يحس بيّ بجد.. مش عارفة أعمل إيه وأسد الفراغ ده إزاي؟ من صغري وأنا حاسة إني وحيدة وماليش حد.. أنا مقدّرة إنها اتحمّلت مسئولية وهي قد سني ويمكن أصغر، وعارفة إن العيب مني.. أرجوكم ردوا عليّ وقولوا لي أصلّح من نفسي إزاي؟ نفسي ترضى عني دايما.. أنا بحبها أوي وأي نقاش بينا ولو كان صغير بيكبر.. وشكرا لاستماعكم وآسفة جدا على الإطالة.
no_name
من الممتع جدا بل ومن المنعش أن أجد فتاة في مثل سنّك ترغب وبشدة في أن تُصلح علاقتها بوالدتها، والتي وعلى الرغم من اقتناعها بأنها مش غلط، تفضّل أن تغلّط نفسها في مقابل أن تحظى برضا والدتها. عزيزتي.. اسمحي لي أن أشكرك على ما منحتِني إياه من شعور رائع وجميل إن الدنيا لسه بخير، وإن حديث رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- يتأكّد بأمثالك حين قال: "الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين". صديقتي.. حتى تتغلّبي على الفجوة التي بينك وبين والدتك عليك أولا أن تعرفي أسبابها حتى تتمكّني من القضاء عليها، فكما ذكرتِ في رسالتك فوالدتك لم تتعلّم، وتزوجت في سن صغيرة، ثم تجرّعت مرارة الترمّل وتحمّل مسئولية أطفال ما زالوا "لحم أحمر" يحتاجون لكثير من الجهد والمال حتى يكبروا ويشتدّ عودهم.. أما أنت ففتاة ناضجة متعلّمة تحظى بعمل ولها دخل خاص، أكبر الأحزان التي ذاقتها حرمانها من والدها في سن صغيرة.. فهل تتساويان؟ هناك فروق بينكما في التعليم، وفي فهم الحياة، وفي تذوّق مرارة الحياة وقسوتها؛ فهل من الطبيعي أن تفهمك والدتك وتستوعبك؟ ألم تفعل ذلك طوال حياتك؟ ألم يأتِ دورك الآن لتلعبي معها دور الأم التي تحبّ وترعى وتتحمّل المسئولية ولو من الشق المعنوي فقط. عزيزتي.. إذا نظرتِ للأمور جيدا ستجدين أن والدتك هي مَن بحاجتك وليس العكس؛ فهي من تحتاج مَن يحبها ويطبطب عليها ويرعاها، عسى أن يعوّضها عن مرارة الحياة التي عاشتها، لا تعامليها الند بالند ولا يوجد داعٍ لشرح وجهة نظرك.. استمعي إليها وهاوديها ولو من باب الحب والخوف من غضب الله في حال غضبها، ففي أحد الأساطير هناك قصة جميلة أحبّ أن أشاركك فيها تقول: "إذا مات الأب يكون قد مات مَن أحبّك الناس من أجله، وإذا ماتت الأم فقد مات مَن كان يحبّك الإله من أجلها". اعلمي أن ما أطلبه منك ليس بالسهل، ولكن ما مرت به هي أيضا ليس سهلا كذلك، ولكنها اجتازته ونجحت في التغلب عليه، والدليل هو أن ما زرعته حصد فتاة مثلك بارة بوالدتها وترغب في رضاها بشدة طمعا وأملا في رضا الله عنها؛ فانطلقي يا عزيزتي ودعي رغبتك في الفوز برضا والدتك تقودك، وابحثي عن كل ما يدخل السعادة في قلبها وافعليه حتى ولو كان على حساب نفسك، فما أهون الثمن في مقابل ما ستحصلين عليه.