كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى.. بالتأكيد يدور في أذهاننا أسئلة تتعلق بالأضحية، وأحكامها ولذا سننشر هنا تباعا أسئلة حول الأضحية.. تجيبنا عنها دار الإفتاء بأسلوبها المبسط وفهمها الواقعي الواعي لظروف المجتمع.. فتابعونا،،، س1: ما معنى الأضحية؟ تعريف الأضحية عند الفقهاء: الأضحية هي ما يذبح من النعم تقربًا إلى الله تعالى من يوم العيد إلى آخر أيام التشريق بشرائط مخصوصة. وعليه فليس من الأضحية ما يذكى لغير التقرب إلى الله تعالى، وكذلك ما يذكى بنية العقيقة عن المولود، أو جزاء التمتع أو القران في النسك، أو جزاء ترك واجب أو فعل محظور في النسك، أو يذكى بنية الهدي. س2: ما الدليل على مشروعية الأضحية؟ ج2: الأضحية مشروعة بالكتاب والسنة القولية والفعلية، وانعقد الإجماع على ذلك. أما الكتاب فقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، قال القرطبي: قال قتادة وعطاء وعكرمة: فَصَلِّ لِرَبِّكَ صَلَاةَ الْعِيدِ يَوْمَ النَّحْرِ وَانْحَرْ نُسُكَكَ. وقال أنس: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْحَرُ ثُمَّ يُصَلِّي، فَأُمِرَ أَنْ يُصَلِّيَ ثُمَّ يَنْحَرَ. وأما السنة فهناك عدة أحاديث تروي لنا فعله صلى الله عليه وسلم لها، وأخرى تحكي قوله في بيان فضلها والترغيب فيها، فأما السنة النبوية الفعلية، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي وكان يتولى ذبح أضحيته بنفسه صلى الله عليه وسلم فمن ذلك: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا" [متفق عليه]. عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فأُتي به ليضحي به، ثم قال: يا عائشة هلمي المدية، ثم قال: استحديها بحجر ففعلت، ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه وقال: بسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد، ثم ضحى به صلى الله عليه وسلم. [رواه مسلم]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين يضحي". [رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن]. وأما السنة النبوية القولية، فقد وردت أحاديث كثيرة في الأضحية منها: عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبلُ فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء. رواه البخاري ومسلم. وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: شهدتُ الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعدُ أن صَلَّى وفرغ من صلاته سَلَّمَ، فإذا هو يرى لحم أضاحِي قد ذُبحت قبل أن يفرغ من صلاته، فقال: من كان ذبح أضحيته قبل أن يصلي -أو نصلي- فليذبح مكانها أخرى، ومن كان لم يذبح فليذبح باسم الله. [رواه البخاري ومسلم واللفظ له]. س3: متى شرعت الأضحية على الأمة المحمدية؟ شُرعت التضحية في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وهي السنة التي شرعت فيها صلاة العيدين وزكاة المال. ************************* في حلقة الغد سنجيب عن حكم الأضحية شرعا، وعن الحكمة والفائدة التي تعود علينا من ورائها.. فتابعونا،،،