أنا مشكلتي أكبر من إنها تتحكي، أنا حبيت واحد معايا في الدراسة، كان بيننا شعور متبادل وأخدنا خطوة وكان باين عليّ أوي، وارتبطنا وحبينا بعض. أخدنا فترة تعبت من طبعه، ساعة أكون في السما من كلامه، وساعة تانية آخد منه مليون سكينة في قلبي من جرحه ليّ بالكلام، كان دايما بيكسفني ودايما بيخجل من شكلي، رغم إني الحمد الله مش وحشة يعني مقبولة، بس مش كان بيشوف فيّ حاجة حلوة، دايما كان يبص على غيري وأنا معاه ويقول دول فرس، ويمدح عليهم بأحلى الكلام.. كنت باتجرح وأستحمل وكرامتي تتهان، وأجري عليه أنا وأبدأ بالمصالحة وأتنازل عن حقي عشان بس أرضيه، كنت شايفة إن حياتي من غيره موت، وفعلا كانت بتحصل ما بيننا مشاكل كتير ويحصل خصام، وأنا مش كنت باستحمل برضه أجري عليه وأرضيه، رغم إن كلامه كان يجرح وكنت أهين نفسي، وصل معايا إنه يقول لي إننا مش فاهمين بعض، وخد قرار إنه يبعد فجأة، وجيت على نفسي وكرامتي، كان ناقص أبوس رجله عشان يرجع لي.. المهم بِعِد عني وقعدت فترة مش مستوعبة اللي حصل، عشت معاه وهو بعيد بكل حبي، كنت باحلم بيه وأحتاج له وهو مش معايا، ابتديت أقرّب من ربنا هون عليّ تعبي واشتكيت له ودعيت إنه يرجع لي. وبعد فترة وبالصدفة شفته وأنا في المحاضرة، كنت هاموت وأجري عليه وآخده في حضني وأقول له بحبك، ومش قادرة أعيش من غيرك، خد مني كل حاجة بس أكون جنبك، كنت وقتها مستعدة أعمل أي حاجة، بس طبعا من كتر الألم اللي حسيت بيه قعدت مكاني.. فجأة لقيته بيدور عليّ في كل حتة وحاله متدهور، ماقدرتش أمنع نفسي منه، حصلت لي ظروف وتعبت وأخدت فترة أتعالج فبعدت عنه ورجعت وأنا مش عايزاه معايا، لأني تعبت أوي لما فكرت في الفترة اللي قضيتها لوحدي وأنا كل يوم باموت ألف مرة، بس شفت فيه حب الدنيا بحالها، رجعت لي ثقتي بنفسي وابتديت أحس إني قوية. حصل وسبنا بعض أكتر من مرة، بس دي كانت النهاية، بعدها رجعت وأنا عاقلة بافكر في بكرة، حياتي بقت مربوطة بيه بشكل غير عادي. لكنه مشي في طرق غلط كتير وأنا سامحته، يعرف بنات وشقق وشرب بأنواعه وسهر، وسامحته لغاية ما اتعدل، بس أنا مرفوضة من أهله لأنهم عايزين حد معين، وهو بيقول إنه هيعمل المستحيل، ومش بياخد خطوة؛ مستني الدراسة تنتهي عشان ياخد الخطوة دي. أنا عارفة إنه مخلص، وبصراحة بقينا نفهم بعض أكتر، وكل الناس شافوا حبه ليّ، وفيه خطوة كان هياخدها إيجابية بس مافيش نصيب، أنا مش عارفة أعمل إيه؟ عيبه إنه غامض أوي ودي حاجة متعبة، وطبعه جامد جدا.. وبصراحة أكتر حاجة تعباني منه إن من كتر كلامه عن الجمال والبنات والأشكال بقيت أحس إني حتى لو هكون في يوم من الأيام له مش هملى عينه، لأني باحس إن كل اللي محتاجه مش فيّ، وأنا صاحبة مرض وباعاني من حاجات كتير في صحتي، منها نقص تام في الوزن وإسمرار للبشرة.. مش عارفة أعمل إيه، بقيت أرد عليه بالصمت، ولو هيقول كلام يجرحني بقيت آخد حقي بالذوق والاحترام. ده غير إنه سريع الغضب ومش باعرف أرضيه بأي شكل، أنا تعبت نفسيتي بظروفي اللي مع أهلي من كل النواحي وتعبي وصحتي، بجد مش عارفة ألاقيها منين ولا منين؟
omer
عزيزتي.. ألم تسمعي أغنية أم كلثوم "أصون كرامتي من قبل حبي فإن النفس عندي فوق قلبي" أين كرامتك وعزة نفسك مع إنسان مثل هذا يا عزيزتي؟! وعلى أي شيء تحبين هذا الإنسان؟! لم أر في أوصافه أي شيء منصفا له أو لكِ، إنسان -كما تقولين في رسالتك- محب للتملك، يسلك طرقا خاطئة، يعرف فتيات ويذهب إلى شقق، يسهر ويحتسي الخمر بجميع أنواعه، يعاملك معاملة سيئة ويشعرك دائما بأنك دميمة، وليس هذا فقط، بل ويصر على أن يتحدث عن الجميلات في وجودك، أحاسيسه جامدة، وسريع الغضب، ولا تستطيعين إرضاءه بأي صورة من الصور! ضيفي إلى كل هذه الصفات المذمومة التي لا ترضي الله أو أي من البشر، أن أهله أيضا يرفضونك ويريدون أن يزوجوه بصورة معينة في أذهانهم، ثم تأتي وتقولين لي إنه إنسان مخلص! أي إخلاص -بالله عليكِ- يوجد في إنسان بهذه الصفات؟! أنا لا أجد به صفة واحدة حميدة، كل ما وصفتيه به مذموم وبشدة، لا ترضاه لنفسها أي فتاة تملك ذرة من الكرامة والعقل، واعذريني على هذا القول يا عزيزتي فيجب أن تفيقي مما أنتِ فيه.. ألم تفكري ولو للحظة على أي أساس تحبينه هذا الحب والعشق الذي توصفينه؟! على أي أساس تشعرين بأنك لا تستطيعين تركه؟! لو كنت زوجة له وعندك أطفال لبررت لك هذا بعض الشيء، ورغم هذا لم أكن وقتها لأقول لكِ استمري معه حتى تربي أبناءك، بل لنصحتك أن تتركيه لأن تأثير شخص كهذا عليكِ وعلى أبنائه سيكون تأثيرا سلبيا، كنت وقتها سأطلب منكِ أن تنفذي بجلدك منه.. فما بالك وأنتِ ما زلت على البر، لا خطوبة ولا زواج ولا ارتباط رسمي من أي نوع؟! عزيزتي.. اسمحي لي أن أكون أكثر صراحة معكِ وربما أكثر قسوة، فبعض القسوة يكون هدفها إنقاذ الإنسان حتى من نفسه، وأنتِ تحتاجين من ينقذك من نفسك قبل أن ينقذك من أي شخص آخر.. حبك لهذا الشخص بذلك الشكل المجنون يجعلني أشك في إنك إنسانة مريضة بالتلذذ بالشعور بالاضطهاد أو "الماشوسية"؛ لقد قرأت رسالتك أكثر من مرة حتى أجد لك مبررا واحدا لحبك لهذا الإنسان، ولم أجد فيه أي شيء يرضي أي فتاة، هل ما يرضيك أنه غامض وأن غموضه هذا "جامد آخر حاجة"؟! هل هكذا تفكر الفتاة في حياتها ومستقبلها؟! أين ذهب عقلك وكرامتك واعتزازك بنفسك؟! عزيزتي.. ليس عندي ما أقوله لكِ بعد هذا، إلا أن تهتمي بصحتك التي تقولين إنها مرهقة بشدة، واجعلي هدفك أن تتعافي.. تتعافي من المرض.. وتتعافي من هذا الحب المريض، فما أنتِ به مرض أيضا وربما أكثر خطورة من أمراض كثيرة، ثم اهتمي بدراستك ومستقبلك وثقي بنفسك، وبأن هذا الإنسان ليس آخر رجل في الدنيا حتى تذلي ذاتك أمامه بهذه الصورة المهينة، وحتى إن كان آخر رجل، فعلى الحب والزواج السلام، وارفضيه وابتعدي عنه بأسرع ما يمكنك، وأنتِ غير آسفة عليه وإلا سوف تكونين أنتِ الخاسرة لحياتك ولكل شيء في النهاية..