السلام عليكم ورحمة الله.. أنا عندي مشكلة وهي إني عاطفي للغاية فدائما عاطفتي تخدعني كثيرا، حتى بخصوص الأشخاص اللي عارف إنهم بيكرهوني، لو شفتهم يتألموا مش باسيبهم لوحدهم وباساندهم. كمان لو شفت حد بيبكي بابكي أنا كمان وباحس بنار جوايا، ودائما نفسي تميل إلى كلمات الحزن وقصص الأحزان، وأميل بشدّة للأغاني الحزينة وسماع قصص ومشكلات نفسية. كمان فيه حاجة أنا لا أستطيع المزاح نهائيا، ماباعرفش أحوّر في الكلام، وكتير جدا في مواقف معيّنة باسكت وماباعرفش أتكلّم، وده بيسبّب لي حرجا شديدا سواء مع الجيران أو الأصدقاء، وحتى كمان مع خطيبتي بعد ما كنت مفكّر إنها الشخصية الوحيدة اللي مش هاحس معاها بجفاء مطلقا! وبحب كتير أبعد عن الواقع علشان مع الأسف ماباعرفش أضحك ولا أهزر مع الناس ولا أيضا أحوّر معاهم بشكل عادي، ويا ما ناس اتريقت عليّ؛ لأني لا أُجيد الكلام والمزاح. ودائما اللي باتكلّم معاهم بيكون كلامي في مشكلاتي فقط؛ لأن هو ده اللي باعرف أتكلّم فيه، فالناس غصب عنها بتزهق مني وبتسيبني، فبازعل بعدها جدا إني ماعنديش أهلية في الحوار مع الناس بشكل طبيعي. أنا إنسان حزين جدا ودائما أشعر بأن دموعي تريد أن تجري على خدي.. أرجوكم علاج نافع؛ وأسألكم الدعاء.. جزاكم الله كل خير.
mohmed
الصديق العزيز.. أعلم تماما ما تمرّ به ولن أتحدّث هنا عما هو صواب أو خطأ يا صديقي؛ فقد عانيت ما عانيته وكفى بهذا حديثا؛ ولكني هنا أتحدّث عن الوسطية بين ما هو أقصى وأدنى. أقصى طرق التعامل مع الآخرين أو أدناها، فلا تنعدم تماما أو تتزايد إلى أقصى الحدود بل وسطها، وعلى سبيل المثال أنت تقول إنك تجيد الحديث عن المشكلات حتى يضطر الآخرون إلى الابتعاد عنك؛ فأنت -ومع الاعتذار- مَن غذّيت نفسك بتلك الأفكار طوال حياتك، فأنت تميل للأغنيات الحزينة وقراءة المشكلات، وابتعدت تمام البُعد عما يبهجك أو بحثت عما يسعدك ويخرجك من تلك الحالة. وقد أتفهّم تلك الحالة لشخص وحيد لا يوجد في حياته من يحبّه ويؤنس وحدته، ولكن أنت لديك خطيبتك التي أراك تلومها على شيء هي مقصّرة فيه ولا أعلم ما هو، ولكن إن كنت لا تعرف كيفية إسعاد نفسك فكيف ستسعدها؟ وكيف هي ستتعامل معك في المقابل وتخفّف عنك حزنك؟ وإن كنت أنت بنفسك لا تستطيع هذا! لا أقصد أن ألومك؛ فأنا لست بواعظتك ولكن فكّر في نفسك قبل كل شيء واسألها عمّا تحب واسعَ إليه، وحاول الوصول إليه مهما كانت الطريقة، أحبّ غيرك وتوقّف عن الشكوى؛ فالشكوى لغير الله مذلّة ولن يتفهّم أحد آلامك إلا الخالق القهار، الجأ إليه وتقرّب منه، اخرج وتعرّف على أصدقاء جدد، خذْ خطيبتك واخرجا معا واذهبا لأماكن جديدة، أحبّها وأخلص في حبك؛ ستكون هي ملجأك الوحيد. توقّف عن التفكير المطلق بأن الكون كله طيب وحنون؛ فهناك من يستغلّ هذا ويكرهك في فعل الخير، اسعَ واعمل واجتهد وجاهد نفسك في سبيل الخير ستجد طريقا جديدا وأبوابا تفتح لم تكن تتوقّع أن يوجد لها مفتاح يوما ما، لا تجعل عينك ضيقة، توقّف عن النحيب وابتسم في وجه الدنيا وعاندها، ما دام أنك على حق حياتك لن يعيشها غيرك، ولن تعيشها أنت سوى مرة واحدة.. تحرّر من قيودك التي وضعتها بنفسك، اكسر تلك الحواجز وكنْ إنسانا مختلفا، اعرف قيمة نفسك وغيّر منها للأحسن. صديقي.. ساعد نفسك ولا تنتظر شفقة أحد، قمْ واقف على قدميك وتقدّم وسارع بالزواج؛ لعلّ وعسى تجد فيه السكن المريح والرفقة الطيبة وليرزقك الله الذرية الصالحة، مع تمنياتي بالحياة السعيدة وتابعني بأخبارك دائما.