بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    الأوبرا تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة على المسرح الصغير    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الخميس 9 مايو 2024    ارتفاع كبير.. مفاجأة في سعر الحديد والأسمنت اليوم الخميس 9 مايو بالبورصة والأسواق    بتحريض من الكونجرس، الشرطة تخلي مخيم طلبة متضامنين مع غزة بجامعة جورج واشنطن    الفصائل الفلسطينية تشارك في مفاوضات القاهرة    موعد مباراة روما وباير ليفركوزن في الدوري الأوروبي والقنوات الناقلة    ميدو يكشف مفاجأة بشأن شيكابالا حال التتويج بالكونفدرالية    حرارة قاسية وتدهور الرؤية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر    بكلمات مؤثرة.. منى زكي تنعى والدة كريم عبد العزيز    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    ما الأفضل عمرة التطوع أم الإنفاق على الفقراء؟.. الإفتاء توضح    مواد مسرطنة في القهوة منزوعة الكافيين احذرها    حقيقة تعديل جدول امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرفها    «المصريين الأحرار»: بيانات الأحزاب تفويض للدولة للحفاظ على الأمن القومي    شوبير يكشف مفاجأة بشأن تجديد عقد علي معلول في الأهلي.. خلاف حول الراتب.. عاجل    معلومات عن ريهام أيمن بعد تعرضها لأزمة صحية.. لماذا ابتعدت عن الفن؟    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    جريمة تهز العراق، أب يقتل 12 فردا من عائلته ثم يتخلص من حياته (صور)    مصدر: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    إبراهيم عيسى: الفكر السلفي معطل للاقتصاد المصري وخطر على الدولة    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    بعد إصدار قانون التصالح| هذه الأماكن معفاة من تلك الشروط.. فما هي؟    إعلام فلسطيني: غارة إسرائيلية على حي الصبرة جنوب مدينة غزة شمالي القطاع    محافظ الإسكندرية يكرم أبطال سلة الاتحاد عقب فوزهم بكأس مصر    ميدو يوضح رأيه في اعتراض الزمالك على حكام نهائي الكونفدرالية    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    إنتل تتوقع تراجع إيراداتها خلال الربع الثاني    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    سواق وعنده 4 أطفال.. شقيق أحمد ضحية حادث عصام صاصا يكشف التفاصيل    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    خوان ماتا: عانيت أمام محمد صلاح.. وأحترمه كثيرا    محمد فضل: جوزيه جوميز رفض تدريب الأهلي    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 9 مايو: مارس التمارين الرياضية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    تعرف على سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الخميس 9 مايو 2024    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: 4 دول من أمريكا الجنوبية اعترفت خلال الأسبوع الأخير بدولة فلسطين    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    وكيل الخطة والموازنة بمجلس النواب: طالبنا الحكومة بعدم فرض أي ضرائب جديدة    متحدث الوزراء: المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال مستمرة حتى 20 يوليو    «زووم إفريقيا» في حلقة خاصة من قلب جامبيا على قناة CBC.. اليوم    عبد المجيد عبد الله يبدأ أولى حفلاته الثلاثة في الكويت.. الليلة    مستشهدا بواقعة على صفحة الأهلي.. إبراهيم عيسى: لم نتخلص من التسلف والتخلف الفكري    بالصور.. «تضامن الدقهلية» تُطلق المرحلة الثانية من مبادرة «وطن بلا إعاقة»    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    دعاء الليلة الأولى من ذي القعدة الآن لمن أصابه كرب.. ب5 كلمات تنتهي معاناتك    طالب صيدلة يدهس شابا أعلى المحور في الشيخ زايد    رئيس جامعة القناة يشهد المؤتمر السنوي للبحوث الطلابية لكلية طب «الإسماعيلية الجديدة الأهلية»    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    وزير الخارجية العراقي: العراق حريص على حماية وتطوير العلاقات مع الدول الأخرى على أساس المصالح المشتركة    متحدث الصحة يعلق على سحب لقاحات أسترازينيكا من جميع أنحاء العالم.. فيديو    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شخصيتي مالهاش ملامح معينة
نشر في بص وطل يوم 27 - 06 - 2012

بعد التحية للموقع الجميل ده وبعد الشكر للقائمين عليه، أنا عندي مشكلة كبيرة أوي وعايز مساعدتكم بجد، واعذروني على عدم ترتيب الكلام لأن الموضوع متداخل شوية واعذروني على الإطالة؛ لكنها لا بد منها علشان الصورة تكتمل.

زمان كان عندي ضعف ثقة في نفسي، وكمان كان عندي رهاب اجتماعي، يعني كنت باخاف من التجمعات وماباعرفش أتكلم قدام حد حتى لو كان الجمع ده من قرايبنا، بس لما دخلت كلية هندسة زادت ثقتي في نفسي بنسبة صغيرة.

وبعدها عرفت علوم التنمية البشرية، وبدأت أحسّن من نفسي وبقيت ألعب رياضة وأقرأ كتب في كل المجالات وبقيت أجرأ من الأول، وعملت مجموعة أصحاب كويسين في أماكن كتير في الكلية ومراكز التدريب والكورسات وزادت علاقتي بربنا.

لكن مشكلتي اللي راحت جه مكانها مشكلتين؛ وهما: إني أصبحت مضطرب الشخصية بمعنى إن شخصيتي مالهاش ملامح معينة، ولو واحد جه يحكي لي عن مغامراته العاطفية أندمج معاه، وأمثّل الانبهار قدامه بس مش باعرف أعمل أكتر من كده، ومش باعرف أحكي مواقف كمان، ولو واحد تاني جه وكلمني في الدين أعمل نفسي متدين بزيادة، ويوم أتكلم على إن الأفلام والأغنيات حرام ويوم تاني أقول عادي، أو بالأصح على حسب الناس اللي معايا باقول الكلام اللي يرضيهم؛ وده لأني زي ما أكون في قمقم وطلعت منه على العالم مرة واحدة فباحس إني تايه.

والمشكلة التانية هي إني لقيتني بافكر في شكلي، ومن زمان وأنا عارف إني مش وسيم وشكلي مش حلو، ووشي صغير على جسمي الطويل؛ لكن بدأت أشعر بعدم رضا تجاه شكلي، مع إني عارف إن دي كلها حاجات بتاعة ربنا، بس مش قادر أبص في المرايا، وطول ما أنا بعيد عن المرايا أو بعيد عن إن حد يكلمني على الشكل باكون عادي.

وحصلت أكتر من مرة إني أكون باتكلم أو باضحك مع أصحابي في أي مكان عام والدنيا حلوة وزي الفل، لكن أول ما عيني بتقع على صورتي في انعكاس مراية أو حاجة زي كده بازعل جامد وباتغير من الفرحة للحزن، باحاول أتخلص من كده بس مش عارف.. وعلشان أتخلص من الموضوع ده عملت تقويم أسنان، وعملت عدسات لاصقة علشان وشي حجمه صغير والنضارة كانت بتخلي شكله وحش؛ لكن لسه مش عارف أتخلص من نظرتي السيئة لنفسي، خاصة إن أكتر من واحد من أصحابي اتريقوا عليّ في مواقف مختلفة، زي إني أتصور بالموبايل وواحد منهم يعلّق على شكلي، وطبعا بيعتذر بعدها.. ومش نفس الأشخاص بيتريقوا عليّ لكن كل فترة كده واحد يقول كلمة، وحتى واحدة من إخواتي قالت لي مرة: "الحمد لله إنك ماطلعتش بنت كنا مش هنلاقي لك عرسان".

طبعا المشكلات دي أثرت عليّ جامد وبقيت بافكر أكتر وقتي في الشكل والشخصية والحاجات دي، والناس حولي كل واحد بيمشي في طريقه وبيحاول ينجح في حياته، وأنا عمال أتأخر وكفاية إني نزلت سنتين في الكلية، يعني لو ربنا سهلها معايا هاخلص هندسة في 7 سنوات.

بس برغم كل المشكلات دي أنا لسه عندي أمل في بكرة؛ وخاصة إني مش عايز أسيب الدنيا دي غير لما أعمل حاجة تفكر الناس بيّ، وفي نفس الوقت تكون حاجة ماتغضبش ربنا، طبعا بحثت في موضوعي ده كتير ولقيت أمثلة تحفيزية لناس كان شكلها مختلف بس نجحوا، زي الجاحظ وزي هيلين كيلر وغيرهما كتير، والأمثلة دي بتدفعني كتير لقدام.

إحنا أسرة ميسورة الحال والحمد لله والناس تشهد لنا بالاحترام، وقرايبنا بيحبوا والدي ووالدتي ومكانتهم عالية أوي عندهم، وفيه بنت قريبتنا في نفس سني، في السنة السادسة من كلية الطب، وهي متفوقة جدا وأنا معجب بيها من زمان أوي، وفي البيت عندنا مُعجبين بالبنت دي وشايفين إن فيها كل المواصفات المطلوبة من أدب وأخلاق وجمال وأسرة محترمة وعايزين يخطبوها لي.

مشكلتي إني خايف ترفض علشان المشكلات اللي قلتها، وإنها تشوفني شكلي مش كويس لأنها ماشافتنيش بقالها فترة، وكمان علشان نزلت سنتين في الكلية؛ يعني لسه ماخلصتش دراسة، أنا كده فاضل لي سنة وهي كمان باقي لها سنة، ولو أنا اترفضت هيبقى إحراج جامد أوي لوالدي ووالدتي اللي بحبهم جدا، وهتبقى ضربة في مقتل بالنسبة ليّ.

وهيترسخ في ذهني إني ماينفعش أرتبط بأي بنت حلوة وفيها مواصفات فتاة الأحلام، ولازم تكون فيها مشكلات زي ما أنا عندي مشكلات؛ لأني حبيت بنت قبل كده في الكلية واتجرأت وكلمتها ورفضتني، وعلى الناحية التانية باقول ممكن يحصل نصيب وتوافق، خاصة إنهم عارفين أهلي كويس وبيحبوهم، وإن شاء الله ماعنديش جيش والشغل جاهز بعد الكلية، يعني هتستناني سنة واحدة أخلص فيها دراستي وهي تخلص دراستها، ولو هي وافقت عليّ برضاها مش غصب عنها وحسيت إنها بتحبني، ساعتها أقدر أقول إن معظم مشكلاتي النفسية اتحلتوهابتدي أفكر إزاي أسعدها.

أنا محتار ومش عارف أعمل إيه في المشكلات دي كلها؟ وهل أروح أتقدم لخطبتها وأتحمل أنا وأهلي النتايج؟ ووالدي طبعا هايفتكر إن سبب رفضي هو إني لسه طالب وهيأنبني على السنتين دول.. ولا لازم علشان أخطب بنت أستنى إني أكتسب صفاتي المفقودة من ثقة وقوة شخصية، مع العلم إنها في الحالة دي هاتتخطب لأن فيه عرسان كتير بيتقدموا لها؟ ولا أشيل الموضوع من دماغي وأقنع نفسي إني لازم أكون في الصف التاني، والرومانسية والحب والزواج السعيد ده مش للي زيي، وأكيد ساعتها هاكتئب لفترة، بس عمري ما هافكر في الانتحار؟

شكرا مقدما على ردكم..

karemfayez14


صديقي العزيز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية أحب أن أسجل إعجابي برغبتك في التعرف على ذاتك وبذل الجهد في تطويرها، وأنت بالطبع سلكت طريقا يمضي فيه أغلب الشباب في هذه الأيام إذا ما شعر بأن هناك علة في نفسه تحول بينه وبين التكيف مع الحياة بشكل طبيعي، وهذا الطريق هو طريق التنمية البشرية.

ففي الماضي يا عزيزي كان من يشعر بأن لديه معاناة نفسية؛ إما أن يطرق باب الطب النفسي وهذا لا يحدث كثيرا لما يشوب هذا الفرع من فروع الطب من وصمة عار خلقتها ثقافة شعوبنا التي ما زالت تصرّ أن من يلجأ إلى الطب النفسي فهو مؤكد مجنون.

أما الغالبية العظمى فكانت تخفي معاناتها وتحاول جاهدة أن تنساها، لكن الصراعات النفسية في الغالب تأبى إلا أن تؤرق صاحبها وتكدر صفو حياته، فالصراع الكامن الذي يكبته الإنسان يظهر دائما في شكل اضطرابات سلوكية كالغضب والرهاب والأمراض النفسجسمية، كالقولون العصبي، وقرحة المعدة، وضيق النفس، ونوبات الهلع، ناهيك بالآثار الأخرى من التدهور الدراسي، وضعف القدرة على الإنجاز في العمل، والفشل في الحياة الاجتماعية.

فالصراع النفسي ما لم نجد له الحل فهو طاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، ولكنها تتحول من صورة إلى أخرى، أما في هذا العصر فالباب الخلفي للعلاج النفسي هو التنمية البشرية التي تتعامل مع الأمور بشكل شديد السطحية ولا تدخل في عمق النفس البشرية وبالتالي لا تؤدي إلى النمو النفسي المطلوب للتصالح مع الصراعات النفسية.

ولكي تفهم معي ماذا حدث لك تعالَ معا نشرح النفس في ثلاثة أجزاء: الأفكار، المشاعر، السلوك، فأنت مثلا الفكرة الأساسية التي تتمحور عليها حياتك أنك لست وسيما أو بحسب ما تصفه لي "شكلك وحش" والمشاعر حزن واكتئاب.. والسلوك هو الانزواء والعزلة، أو ما وصفته بالرهاب الاجتماعي وتدهور المستوى الدراسي والخوف من الارتباط بفتاة تريدها وأهلك يباركون الفكرة.

إذن كيف نحل مشكلتك؟ لا بد من علاج الفكرة وليس مجرد معرفة الفكرة، فالتنمية البشرية ساعدتك على أن تعرف أنك لست واثقا من نفسك لكنها لم تعالج الأسباب، والأسباب في الغالب تبدأ من الطفولة المبكرة ومن الأسرة وكيفية تعاملها مع الطفل، فربما كنت تعاني في طفولتك من التعليق على شكلك بالرغم من أن أسرتك ربما كانت تداعبك لكن بعض الأطفال حساسون بطبعهم.

فالكلمة لديهم تتغلل في نفوسهم وتكبر بداخلهم وتنمو إلى مفهوم ثابت عن الذات، فربما المفهوم الذي وصلك "أنا شكلي وحش، الناس مش هتحبني، ماحدش هيحب يكلمني"، ولا أخفيك سرا أن ذلك ربما كان السبب في تفوقك لأنك انعزلت عن الناس وقررت أن تفعل شيئا من أجل توكيد الذات فكان التفوق هو الحل الذي رأيته سببا يجعل الناس تنظر إليك بعين أخرى وخاصة أسرتك.

بيد أن هذا لم يكن كافيا ليحل لديك عقدة شكلك، فظللت تعاني من ضعف الثقة بالنفس التي تجددت حتما بدخولك مرحلة المراهقة، حينما رأيت أصدقاءك يرتبطون بفتيات ويتحدثون معك عن الحب وأنت تشعر أن هذا لن تستطيع تحقيقه لأنك دميم وأن أي فتاة لن يعجبها، شكلك وظلت المعاناة بداخلك إلى أن قررت البحث عن حل في محاضرات وكورسات التنمية البشرية التي أعطتك حلا سريعا في شكل خطوات لكي تثق في نفسك ولكي تختلط بالناس فاختلطت بهم وعقدة الشكل تمثل نواة دفينة في عقلك وترتبط بها أفكارك.

أما ما ذكرته عن شعورك بأنك كنت في قمقم وطلعت منه وشعورك بأنك تائه فهذا بالطبع لأنك لم تحدد لنفسك هوية، فالهوية تأتي من مجموعة الأفكار والمفاهيم التي نكتسبها من الطفولة ثم المراهقة ثم الشباب أي خبرات متراكمة، لنحدد اتجاهاتنا في الحياة على الأصعدة كافة: الدينية والاجتماعية والأكاديمية والعملية.

لكن أنت لم ترسم أي خطط أو أهداف، فكيف يكون لشخصيتك معالم وأنت تركز كل أفكارك على موضوع واحد وهو شكلك، وهنا أحب أن أوضح لك أنك لو كنت لجأت إلى العلاج النفسي لربما ساعدتك جلسات العلاج على اجتياز هذه الأفكار السلبية والمفاهيم.

ويتم ذلك من خلال آليات علاجية تساعد على ربط الأفكار بالمشاعر ومعايشة الخبرات المؤلمة حول الذات بشكل واعٍ، مما يساعد على النمو والتطور النفسي بدلا من معايشة فكرة عدم الثقة بالنفس كفكرة تتلفظ بها دون أن تدرك بمشاعرك كيف بدأت ومتى بدأت هذه الفكرة أي من خلال العلاج النفسي التحليلي والتبصيري.

سامحني إن كنت أقسو عليك، لكن أنت تضيع وقتك وعمرك وتضحي بتفوقك الذي وصلت إليه حتى وإن كان تفوقك في البداية هو تعويض عن مشاعر النقص، لكن الآن هو أول الخيط الذي لا بد أن تمسك به ولا تفلته لأنه هو أول الطريق لرسم هويتك ووضع الأهداف لمستقبلك ورسم ملامح لشخصيتك.

والآن أمامنا حل من اثنين الأول أن تتبع هذه الخطوات لتفكر بشكل إيجابي وتكف عن هذا التفكير السلبي البغيض وتساعدك على رفع مستوى ثقتك بذاتك:

1- ممارسة أحد أشكال الرياضة التي تحبها، واعلم أن مجرد تحريك العضلات بشكل منظم وموظف يساعد على رفع مستوى الثقة بالنفس كما أنها تساعد على بناء العضلات وتحسين شكل الجسم.

2- عليك بإعداد قائمة بالأنشطة التي تسعدك وتمتعك ودوّن يوميا كم مرة فعلت هذه الأنشطة.

3- تعرف على مواهبك الخاصة وقدراتك، هل تحب الرسم؟ هل تحب أن تدرس في مجال تكنولوجيا المعلومات مثلا؟ هل تحب تربية الأسماك؟ هل تحب أن تزرع بعض الورود في شرفتك؟ ابدأ بما تحب ولاحظ مدى استمراريتك وافخر بقدراتك.

4- افعل الأشياء التي تجعل مظهرك جميلا، فالشكل يحتوي على عنصرين عنصر لا دخل لنا فيه فهو بيد الله سبحانه وتعالى، وعنصر بأيدينا، فحافظ على هندامك بتمشيط شعرك وتهذيب ذقنك وشاربك وارتداء الملابس المتناسقة.

5- كف عن الجلوس مع من يسخر من شكلك متعمدا مضايقتك فهذه علاقات سلبية لا داعي لها، أما من يفعل ذلك من باب المزاح فلا بأس من المزاح معه واعلم أن مشاركتك للآخرين في المزاح تعزز ثقتك بنفسك وتجعل الآخرين يكفون عن الحديث عن شكلك لأنهم سيدركون أن الأمر لا يزعجك ولا يهمك فيخجلون من أنفسهم حينما يكتشفون أنها "نكتة بايخة".

6- امض وقتا مع من يقدرونك ويشعرونك بأهميتك.

7- اصنع قائمة بإنجازاتك اليومية في المذاكرة وقدرتك على قهر شعورك بالنقص بأنك مثلا تحملت نقد الآخرين ولم يؤثر في مشاعرك ولم يؤثر على يومك بتغير حالتك المزاجية.

8- كن واعيا للرسائل السلبية التي تغذى بها عقلك والتي قد تحدث بشكل تلقائي دون أن تلاحظها، مثلا أن ترفض فتاة الحديث معك فتفسر ذلك تلقائيا في شكل فكرة أوتوماتيكية "علشان شكلي وحش"، وحاول أن تفترض البدائل، فربما هي مشغولة بأمر ما، وربما لا تحب الحديث مع الشباب، واعلم أن الفتاة التي ترفض شابا لمظهره فقط هي فتاة تافهة وسطحية بشرط أن يكون هذا الرجل لديه من الصفات ما يجذبها إليه وأول صفة تجذب الفتاة للرجل هي ثقته بنفسه، فالمفترض أنه من سيحميها ويقوم عليها فكيف له أن يفعل ذلك وهو لا يثق بنفسه؟

9- اصنع قائمة بمميزاتك الشخصية بحيث تحتوي على 5 نقاط على الأقل واكتبها باسمك، أي لا تقل مثلا أنا طيب لكن قل: فلان (اسمك) طيب، فلان يساعد الناس، فلان يحرص على رضا الله... وهكذا.

10- اكتب 10 أشياء تفعلها فتجعلك تضحك ويضحك الآخرين.
11- اكتب 10 أشياء تفعلها فتسعد الآخرين بمساعدتك لهم.
12- اكتب 10 أشياء تفعلها فتجعلك راضيا عن نفسك.

والآن أعط نفسك فترة شهر تنفذ فيها هذه البنود وتكررها يوميا ودوّن ما تلاحظه على نفسك من تغيير، فإن لم تجد أنك قادر على أن تتغير فأنت بحاجة إلى العلاج النفسي بلا شك ليساعدك على التغيير من خلال العلاج النفسي التحليلي الذي يبصرك بخبرات الماضي ويساعدك على التصالح معها.

مع العلم بأن تأثير العلاج النفسي يتسم بالثبات لأنه يساعد على تعميم الخبرة في المواقف المختلفة أما النصائح السابقة لا تعطي تأثيرا ثابتا في بعض الأحيان.

أما عن سؤالك بخصوص الارتباط.. فما يقلقني هو قولك إنها لو وافقت فستفكر ماذا تفعل لكي تسعدها، فهل ستسعدها لشخصها وصفاتها أم تقديرا لها لأنها "كتر خيرها أنها وافقت عليّ بشكلي ده" وكأنها تجاملك، هذه الفتاة إذا أدركت ضعف ثقتك بنفسك وأنك ضعيف أمامها فإما تكون خيرة ومحترمة وعاقلة حينئذ سترفضك لأنها تريد رجلا يحميها ويقوم على مصالحها ومصالح أولادها فيما بعد.

وإما أنها ستدرك ذلك فتكون سيئة الخلق وتستعمل ذلك لتستغلك وتلعب بك كيفما تشاء أو ربما تدركه وتوافق لكونها هي الأخرى ضعيفة الشخصية وهذه الزيجة زيجة عائلية يباركها الأهل فربما تسير على رغبة أهلها والله اعلم بمصير هذا الزواج.. عرضت عليك الاحتمالات والقرار لك.
وفقك الله.

لو عايز تفضفض لنا دوس هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.