أنا بنت عندي 19 سنة وعايشة شبه مأساة كبيرة.. من وأنا في أولى جامعة وأنا بيعجب بيّ ناس كتير بس أنا باصدهم، لأني باحسهم تافهين. المهم أنا أمي شبه بتعايرني إني لسه ماحدش خطبني، وإن كل دفعتي اتخطبت، وليل نهار تقلل ثقتي في نفسي، لدرجة إني بقيت أحس إني شبه الخدّامين، مش عاجبها شكلي ولا لبسي وبتقارني بأصحابي، كمان بتقول قاعدة لها. وباحسها دايما حزينة وشايلة الهم، مع إني والله مش وحشة أوي كده، بس هي دايما مخلياني حاسة إني صفر، وإني ولا حاجة، وإني عنست.. أنا بجد تعبت وأنا في كلية 4 سنين وخلاص فاضل سنة رابعة وأتخرج وخلاص هابقى عانس رسمي، بجد أنا تعبانة أوي ونفسي أكون بنت حلوة وكده، مع إن والله أصحابي بيعجبوا بيّ جدا، وكمان أمهات أصحابي دايما يتمنوا بناتهم زيي، ويسألوني بجيب لبسي منين وكده.. بس أمي دايما تقول لي خليكي قاعدة لي كده وبكرة تتخرجي ويتقدموا لكِ فوق ال30، وأصحابك كلهم واخدين شباب صغير، أنا والله باصلي دايما وبادعي بس أنا نفسي أعيش حياتي مبسوطة زي كل البنات.. أنا بجد زعلانة ومش عاوزة أعيش في الدنيا دي ونفسي أموت، بس خايفة من لقاء ربنا لو دعيت على نفسي.
bestektmai
صديقة "بص وطل" العزيزة.. هوّني على نفسك، فمشكلتك ليست صعبة وحلها ليس مستحيلا لدرجة الانتحار، والموت -والعياذ بالله- كافرة، كما أن مشكلتك صديقتي مش ممكن تكون العنوسة وأنت عمرك 19 سنة، ولا كمان مشكلتك كلام أمك (الله يسامحها) الذي أثّر فيك كل هذا التأثير وغلب عليك العقل والحكمة ليسيطر الخوف والقلق وانعدام الثقة بالنفس. فمن أين جاءت المشكلة إذن؟! وما السبيل إلى حلها؟ المشكلة ببساطة جاءت من وجهة نظر قاصرة، وخاطئة شاعت بين الأمهات تقول: إن الاختلاط في الجامعة فرصة للفتاة لتحصل على زوج؛ لأنها بعد التخرج سيكون مكانها وراء جدران البيت حيث البطالة عمّت وغطت، وبالتالي لا عمل، وهكذا لن يراها أحد، وبناء عليه لن يتقدم لها إلا عرسان سن الثلاثين الذين يرغبون في الزواج والسلام عن طريق الصالونات أو الخاطبة.. إلخ. وبناء على وجهة النظر هذه نجد الكثير من الأمهات (المستعجلات على زواج بناتهن غير المؤمنات بأن الزواج قسمة ونصيب) يفعلن فعل أمك من تحريض للبنات بعرض أنفسهن وأجسادهن ومكائدهن، لاصطياد ابن الحلال من الجامعة، فالجامعة مكان الاختلاط فيه مباح، والشباب "زي الأرز"، سواء أكانوا طلبة أو أساتذة أو موظفين.. المهم تستغل فرصة الوجود في سوق الزواج بين المدرجات، وغرف الأساتذة، والكافيتريات.. إلخ. وكثيرا ما نرى في الشارع وفي المواصلات سيدة مُحجبة تلف نفسها بالسواد وابنتها بجوارها تلبس الجينز التايت والبادي، وتضع على وجهها من الألوان ما يكفي لعدد من الفتيات، فإذا سألت هذه الأم لماذا لا ترتدي ابنتك ملابس محتشمة، على الأقل لتليق بملابسك تقول: ابنتي لم تتزوج بعد، ولن يتقدم لها أحد إذا "اتكلفتت" ولبست الواسع من غير مكياج. فإذا تطفلت وسألت هل معنى ذلك أن ابنتك تعرض نفسها هكذا في سوق الزواج لتحصل على زوج، تقول بكل حسن نية وببساطة: أومال هتتجوز إزاي وفيه بنات وصلوا ل30 سنة ولم يتزوجن. خلاصة قولي صديقتي: أمك -مع الأسف- مقتنعة، ومدفوعة بوجهة النظر هذه، مثلها مثل أمهات كثيرات يتصورن أن الزواج ملابس، واستعراض جمال جسدي، وعريس صغير يساعده أبوه وأمه في زواجه ويتحكما في حياته هو وزوجته حتى يخنقاهما، ويتم الطلاق بناء على طلب الزوجة دائما لنجد في محكمة الأسرة الآلاف من قضايا الطلاق بين العيال بتوع إمبارح اللي حبّوا واتجوزوا من الجامعة من غير استعداد نفسي ولا مالي للزواج وفتح البيت ومسئولياته. وبما أن صديقتي المشكلة عامة مثل وباء إنفلونزا الطيور أو الخنازير فلا نملك تجاهها إلا التحصين ضدها بالمتاح لدينا من وسائل: وأول هذه الوسائل صديقتي: الإيمان بالله عز وجل الذي بيده النصيب في الزواج بموعد ثابت، كتبه لك ولغيرك في لوحه المحفوظ، ولتحصلي على نصيبك من الله عليكِ بالتقرب منه والوثوق بأن في يده الخير، وأنه تبارك وتعالى على كل شيء قدير، وأنه لن يحرمك من نصيبك هذا، لأنك من أهل طاعته وحسن عبادته. ثانيا صديقتي: ستعيد لك صلاتك وعبادتك ودعائك وثقتك بنصيبك عند الله ثقتك بنفسك، وساعتها ستسمعين كلام أمك ولا تتأثرين به وكأنك تسمعين مسلسلا في التليفزيون أو فيلما. ثالثا: العنوسة ليست في عدم الزواج، إنما في شيخوخة القلب والمشاعر، وفتاة في ربيع حياتها لم تدخل العشرين بعد، إذا لم تتراجع عن وجهة النظر الكئيبة هذه قد تتحول بالفعل إلى عانس؛ فما يجذب الشاب إلى الفتاة هو جمال روحها وإحساسها بالثقة في عطاء الله لها من جمال وعلم وأسرة كريمة، تمكّنها من الثقة بنفسها. صديقتي.. المشكلة مشكلتك أنتِ، وكلام أمك مع حزنها، وهمها يؤكد لك خوفها من المجهول، ولو وثقت أنت بنفسك لثقتك في عطاء الله الذي بيده الخير لتمكنت من إقناعها بأن الأمر بيد الله، وأنه لا بد من التوجّه إلى الله بدلا من الخوف من العفريت، وأنت طبعا عارفة إن اللي يخاف من العفريت يطلع له.