خيري أحمد شلبي.. هو كاتب وروائي مصري كبير، لُقب ب"شيخ الحكائيين"، وصدر له 70 كتابا، وقد ولد في 31 يناير عام 1938 في قرية شباس عمير بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ. ويُعدّ خيري شلبي هو رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وكان من أوائل من كتبوا ما يسمى الآن ب"الواقعية السحرية".. ففي أدبه الروائي تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الطيور والأشجار والحيوانات والحشرات وكل ما يدبّ على الأرض؛ حيث يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة، وتنزل الأسطورة إلى مستوى الواقع، ولكن القارئ على الرغم من ذلك يصدق ما يقرأ ويتفاعل معه. فعلى سبيل المثال ففي روايته "السنيورة" يصل فيها الواقع إلى تخوم الأسطورة، وروايته "بغلة العرش" تصل الأسطورة فيها إلى التحقق الواقعي الصرف، أما رواية "الشطار" فإنها غير مسبوقة وغير ملحوقة؛ لسبب بسيط وهو أن الرواية من أولها إلى آخرها 500 صفحة يرويها كلب، هذا كلب يتعرف القارئ على شخصيته ويعايشه ويتابع رحلته الدرامية بشغف. ومن أشهر رواياته: "وكالة عطية"، و"السنيورة"، و"الأوباش"، و"الشطار"، و"الوتد"، و"العراوي"، و"فرعان من الصبار"، و"موال البيات والنوم"، و"ثلاثية الأمالي" (أولنا ولد - وثانينا الكومي - وثالثنا الورق)، و"بغلة العرش"، و"لحس العتب"، و"منامات عم أحمد السماك"، و"موت عباءة"، و"بطن البقرة"، و"صهاريج اللؤلؤ"، و"نعناع الجناين"، و"زهرة الخشخاش"، و"صحراء المماليك"، و"إسطاسية". وهناك بعض العلامات التي تركت أثرا كبيرا لدى القراء مثل رواية "صالح هيصة"، وهي قصة شخصية مُثيرة للجدل من عموم الشعب المصري لها آرائها الخاصة في الحياة، ورواية "نسف الأدمغة" وهي قصة عصابة تتاجر ببعض البقايا البشرية؛ لكي تنتج أنواعا أشدّ فتكا من المخدرات. قدّم أيضا العديد من المجموعات القصصية؛ من ضمنها: "صاحب السعادة اللص"، و"المنحنى الخطر"، و"سارق الفرح"، و"أسباب للكي بالنار"، و"الدساس"، و"أشياء تخصنا"، و"قداس الشيخ رضوان"، كما قدّم بعض المسرحيات منها: "صياد اللولي" و"غنائية سوناتا الأول" و"المخربشين"، كما كان له العديد من الدراسات والمؤلفات النقدية مثل: "محاكمة طه حسين"، و"أعيان مصر"، و"غذاء الملكات"، و"مراهنات الصبا"، و"لطائف اللطائف". ويُعدّ خيري شلبي من رواد النقد الإذاعي أيضا، ففي فترة من حياته أثناء عمله كاتبا بمجلة الإذاعة والتليفزيون تخصص في النقد الإذاعي بشقيه المسموع والمرئي، وكان إسهامه مهما؛ لأنه التزم الأسلوب العلمي في التحليل والنقد بعيدا عن الأساليب الصحفية المعتادة، فكان يكتب عن البرنامج الإذاعي، كما يكتب عن الأفلام السينمائية والدواوين الشعرية. وشغل كاتبنا الكبير العديد من المناصب؛ حيث عمل رئيس تحرير لمجلة الشعر التابعة لوزارة الإعلام لعدّة سنوات، ورئيس تحرير سلسلة "مكتبة الدراسات الشعبية" الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة والتابعة لوزارة الثقافة، وعمل أستاذا زائرا بمعهد الفنون المسرحية لتدريس تاريخ المسرح المصري المعاصر. ابتدع لونا جديدا من الكتابة الأدبية في الصحافة المصرية كان موجودا من قبل في الصحافة العالمية؛ ولكنه أحياه وقدّم فيه إسهاما كبيرا اشتهر به بين القراء، وهو فن البورتريه، حيث يرسم القلم صورة دقيقة لوجه من الوجوه تترسم ملامحه الخارجية والداخلية، إضافة إلى التكريس الفني للنموذج المراد إبرازه، وقدّم في فن البورتريه 250 شخصية من نجوم مصر في جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية على امتداد ثلاثة أجيال؛ من جيل طه حسين إلى جيل الخمسينيات إلى جيل الستينيات. قُدّمِت بعض أعماله الأدبية للسينما والتليفزيون؛ منها: فيلم "الشطار" عن روايته التي تحمل نفس الاسم، وفيلم "سارق الفرح" عن قصة قصيرة له، ورواية "وكالة عطية" التي تناولها الفنان حسين فهمي كعمل تليفزيوني في مسلسل يحمل نفس الاسم؛ لكنه لم يحقق نجاحا كبيرا، ومسلسل "الكومي" عن "ثلاثية الأمالي"، وهناك أيضا مسلسل "الوتد" الذي يُعدّ من أبرز أعماله التي قدمت دراميا، وكان من بطولة الممثلة الراحلة هدى سلطان التي كانت تقوم بالدور الرئيسي "فاطمة تعلبة". وقد حصل خيري شلبي على العديد من الجوائز؛ منها: جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" عام 1993، وحصل أيضا على الجائزة الأولى لاتحاد الكتاب للتفوق عام 2002، كما حصل على جائزة ميدالية نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عن رواية "وكالة عطية" عام 2003، وكذلك جائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية "صهاريج اللؤلؤ" عام 2002، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2005، ورشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب. وتُرجمت معظم رواياته إلى الروسية والصينية والإنجليزية والفرنسية والأوردية والعبرية والإيطالية؛ وخاصة رواياته: "الأوباش"، و"الوتد"، و"فرعان من الصبار"، و"بطن البقرة"، و"وكالة عطية"، و"صالح هيصة". وتوفي خيري شلبي في 9 سبتمبر عام 2011 عن عمر يناهز 73 عاما؛ بعد أن أثرى الأدب العربي في العديد من المجالات من: رواية وقصة قصيرة ومسرح.