بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا حاسس بيأس رهيب هيموتني.. مش عارف أبدأ منين؛ حياتي كلها كانت عبارة عن مشكلة كبيرة، من يوم ما اتخرجت من 10 سنين لحد دلوقتي فيه مشكلات.. بس كل ده مش مهم دلوقتي، خلينا في آخر مشكلة.. أنا خطبت بنت أصغر مني بسبع سنوات تقريبا.. بصراحة ماخترتهاش بقلبي في الأول، اخترتها بعقلي، وهي بصراحة كانت كويسة معايا جدا، بقالنا حوالي 5 شهور.. فيه تقارب كبير بين العائلتين في التفكير والمستوى الاجتماعي، وكمان كان فيه تفاهم بيننا وحبيتها وباعاملها أحسن معاملة في الدنيا، عمري ما قلت لها حاجه تزعلها وأصلا ده مش طبعي، وباهتم بيها، وباتصل بيها يوميا، وبازورها كتير، وباقرب منها، وباثق فيها.. كل ده وكانت الأمور ماشية كويس. مؤخرا بدأت تتغير وبقت عصبية جدا، وأنا مش عاجبها في أي حاجة؛ دايما تنتقدني في معظم تصرفاتي.. في الأول أخدت الأمور ببساطة وبهزار، وكنت باحاول أقنع نفسي إنها ماتقصدش لكن الموضوع ده زاد أوي. كل كلمة باقولها ممكن تتحول لمشكلة.. مؤخرا كانت عايزة تعرف مرتبي.. وأنا ماعنديش مانع طبعا أقول لها، بس الأسلوب اللي سألتني بيه وطريقتها حسستني إني مش عايز أقول لها. كنت ساعتها عازمها على الغدا بره علشان أفرحها وأخرجها من حالة الاكتئاب اللي هي عاشية فيها.. رجعت من بره وأنا الدنيا سودا في وشي؛ قالت لي: "أنت كان المفروض تقول لي مرتبك من نفسك ماتستناش إني أسألك.. أنت محسسني إني عمري ما شفت مرتبات وإني طفلة، وإنك مش واثق فيّ أو خايف من الحسد!".. طبعا حلفت إني عمري ما جه الكلام ده في دماغي إطلاقا، وأقسم بالله دي الحقيقة، أنا فعلا بحبها وباحترمها وباحترم أهلها جدا.. بس أنا مش عايز أعرّف مراتي مرتبي؛ ماعرفش جايز أنا غلط بس هي أصلا لسه مش مراتي.. ثانيا أنا ممكن أقول لها بسهولة بس في الموقف ده تحديدا حسيت إن كرامتي منعتني إني أعرّفها وهي بتكلمني بالأسلوب ده.. بتقول لي حاجات تانية كثير.. إنها عندية وبتمشّي كلامها على اللي قدامها، وعمرها ما تسمع كلامي في حاجة لو هي مش مقتنعة بيها.. هي طيبة ومحترمة جدا، وكذلك عيلتها.. وأنا تعبت أوي لحد ما لقيت بنت في أخلاقها وعقلها وطيبتها، بس اللي حصل ده تاعبني جدا ومش عارف أتصرف معاها إزاي..
ahmed
الصديق العزيز.. تعجبت كثيرا حينما قرأت رسالتك، لأنني توقعت أن أسمع هذا الحديث من شاب لخطيبته التي يضع لها قواعد وقوانين لتسير علاقتهما عليها، وكأنه يضع الخطوط الحمراء للعلاقة حتى تسير وتستمر بمعنى أصح، ولكن بعدما قرأت رسالتك أرى أن خطيبتك هي من تفعل هذا؛ فهي تضع قواعدها وترغب في أن تعتاد عليها حتى تقررا هل ستستمر العلاقة بهذا الشكل أم لا. صديقي من الواضح أن خطيبتك صغيرة السن لم يكتمل بعد نضوجها العاطفي، أنت تحبها وهي تحبك، ولكن ما حدث لم يكن إلا بداية لمرحلة جديدة ترغب هي أن تكون فيها الأمور واضحة، ولا بأس بهذا ما دامت لن تتعدى حدودها معك. صديقي.. تحدثت عن تلك الطريقة التي حدثتك بها خطيبتك وكيف أنها لم تعجبك، ولكن أنت لم تذكر كيف تحدثت معها عن هذه الأمور؛ لأن هذا النوع من الأحاديث له أهمية كبيرة لدى الطرف الآخر يعرف به الشخص الذي أمامه، وربما كان اختبارا لك منها لترى كيف ستتصرف تجاه ما يخصك وحدك وهو مرتبك، والذي يفعل كثير من الرجال ما تظن أنه الصح، وهو أن تعتبر مرتبك أمرا يعود إليك وحدك وما لها إلا أن تعيش عيشة كريمة.. ولكن يا صديقي كان عليك أن تحادثها وتعرفها أنك لا ترغب في هذا أو أنك ترغب ولكن أسلوبها كان قاسيا وغير لائق، فهذا سيضع حدودا للكثير من الأمور. صديقي.. لا أجد مانعا من أن تصارحها بمرتبك؛ ففي كل الحالات ستعرفه لاحقا، فمنزلكما سيكون له احتياجات وعليها أن تسير وفقا لهذا الراتب، وأنت تقول إنها فتاة من عائلة طيبة، وكلاكما يحب الآخر.. فقط عليك أن تفهمها وتجعلها تتقرب منك ومن عقلك نظرا لفارق السن بينكما، وتوقع أن تكون أنت أكثر نضوجا، لتشكل العلاقة بشكل أفضل.. وربما كانت عصبيتها أو غضبها ناتجين عن ضيق ما أو حدث شيء جعلها تغضب.. ابدأ من هذه النقطة واطلب منها أن تحكي ما بداخلها وافهم أولا، ربما كانت في حالة نفسية سيئة جعلتها تصبح هكذا.. قف جوارها فهذا أفضل لك ولعلاقتكما.. تحياتي وتمنياتي بالتوفيق.