السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا باحييكم على المجهود في الموقع، وده إن شاء الله جزاؤه عند ربنا كبير.. أنا مش هاطول عليكم، أرجو إنكم تفهموا موضوعي كويس وتقدروا تساعدوني.. أولا أنا عندي 23 سنة، خريجة كلية آداب جامعة القاهرة وباشتغل في خدمة عملاء، عندي أخين وبابا وماما منفصلين، لكن المشكلة بدايتها من إني كنت صايعة أوي وباعمل حاجات وحشة كتير، بس والله أنا ماكنتش باكمل فيها، بمعنى إني آه كنت بارجع للغلط تاني بعد كل توبة، لأني من جوايا كويسة ومش كده، بس ماكدبش عليكم التوبة ماكانتش نصوح وإيماني كان ضعيف..
المهم من شهر 11 اللي فات اتعرفت بولد على النت، عارفة إنه أكبر غلط، وقابلته وحبيته، وبصراحة كان ابن ناس ومحترم وقرر إنه يخطبني، وهو كان مسافر بس أهله وأهلي كانوا عارفين، وهو كان "مودي" جدا وشكاك، والفترة دي أنا ماكنتش باعمل حاجة غلط من وجهة نظري المحدودة..
المهم سابني علشان بعتّ له صوري بشعري بعد محايلة منه؛ بحجة إن مافيش بينا حاجة فإزاي أعمل كده! أنا كنت متدمرة في الفترة دي، بس أرجع وأقول أنا السبب واتعلمت جدا من التجربة دي.. بس رجعت للغلط ثاني ورجعت علاقتي بولد كنت أعرفه وعارفة إني مابقتش أحبه، بس كنت عاوزة أنسى الجرح، عارفة إنه غباء وكمان حرام عليّ نفسي، واللي متأكدة منه إن ماحدش خسران إلا أنا..
اللي حصل إني غلطت معاه بس ماقدرتش أتحمل، وفي أول فرصة سبته وقررت خلاص إن كده كويس أوي؛ أنا الأولاد عمالة تسيب فيّ علامات، وأنا اللي باخسر ربي ونفسي..
فجأة لاقيت ولد معايا في الشغل عاوز يتقدم لي، قلت هانهي الموضوع، بس لاقيته بيجرني، هو إنسان كويس أوي، وبصراحة أنا ماقلتش على أي غلطة عملتها لأني كنت مقررة أتوب نهائي وحسيته هدية من ربنا، المهم بصراحة أعجبت بيه والأهل عرفوا وإن شاء الله الخطوبة في شهر 10 اللي جاي.
كل ده كويس، بس ييجي بقى عقاب ربنا، أنا أصلي مؤمنة جدا إن ربنا بيخلص لما بيزعل مني، مش باقدر، باكون حاسة إني هاموت، بس الماضي بيألمني، حاسة إنه هيطلع مش كويس أو هيتعمل فيّ حاجة علشان ربنا يخلص اللي أنا عملته.. أحيانا باكون خايفة يعرف حاجة ويسيبني، والشيطان يفضل يفكرني باللي عملته ويقول لي إنك مش بتحبيه.
عملت استخارة كتير والموضوع ماشي، بس عارفين؟ ضميري بيفكرني باللي فات، وكمان الولد اللي أنا غلطت معاه بيتصل كتير، وأنا مش عاوزة أرد وآخر مرة رديت قلت له أنا اتخطبت، مش عارفة أعمل أيه؟ هو أنا بحبه ولا كنت عاوزة الحلال فلاقيته وبقول لنفسي وفيها إيه طالما حلال..
خايفة أظلم نفسي وخايفة أظلمه، أنا نفسيتي زي الزفت ومش منتظمة في الصلاة ومش عاوزة أسيبه؛ حاسة إني بحبه بس الغلط اللي عملته ربنا بيعاقبني بيه دلوقتي.. محتاجة رأيكم بكل صراحة وفي أسرع وقت.
يا جماعة أنا كويسة أوي والله، بس الظروف هي اللي كانت وحشة، فيه حاجات كتيرة أنا ماتكلمتش عليها بس أنا مش بحب أعلق أخطائي على شماعة حد، أنا غلطانة وبُعدي عن ربنا هو اللي عمل كده، ادعو لي واعرفوا أنا عاوزة الحلال، ومستنية ردكم بفارغ الصبر والله الموفق.
sarah
عزيزتي.. لقد بدأتِ رسالتك بما جعلني أشفق عليكِ ولكن لا أبرر ما فعلتيه، والذي أعجبني بكِ أنكِ أيضا رفضتِ تبريره لنفسك، بقولك إنك لا تحبين أن تعلقي أخطائك على شماعة الآخرين؛ فذكرك بأن والدتك ووالدك منفصلان، فهذا هو أول مسمار يُدق في مشوار انحراف الأبناء، ولهذا فكثير من الأبناء خاصة في فترة المراهقة يحيدون عن الطريق القويم بسبب غياب الرقابة والآثار النفسية التي يتركها طلاق الوالدين..
والحقيقة عزيزتي لقد كنتِ صريحة بشدة، ولم تبرري لنفسك أي خطأ ارتكبتيه أو تداريه، وهذا يدل على مدى صدقك في التوبة، والسير في الطريق المستقيم القويم، وفي الأمثال يقولون "من أقر بذنبه غفر له ربه"، والله تعالى يقول {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}. (الفرقان-70) صدق الله العظيم..
إذن يا عزيزتي إن الله يغفر لمن أقر واعترف لنفسه بأنه أخطأ وتاب، والله سبحانه وتعالى يبدل الأعمال السيئة إلى حسنات للذين تابوا وعملوا أعمالا صالحة بعد التوبة، فإن الله غفور رحيم..
عزيزتي.. لن نذكر ونكرر ما فعلتِ من قبل ومدى فداحته ومدى خطئك الذي قمتِ بفعله؛ فما فعلته يتكلم عن نفسه، وما قلته أنتِ بذاتك يكفي، وخاصة أنني شعرت فعلا كما تقولين أن نيتك خالصة مع الله هذه المرة على عكس المرات السابقة، وأنك قد قررتِ التوبة من قبل أن تتعرفي على الخطيب القادم، إذن نيتك خالصة لله من قبل الخطيب ومن بعده.. واعلمي يا عزيزتي أن الدنيا ليست دار عقاب ولكنها دار اختبار، وأن الله لا يعاقب الناس في الآخرة ما لم يتوبوا توبة نصوحا، ولكنه يختبر توبتهم في الدنيا، فإن كانت نصوحا يدخلهم الجنة بإذن الله، وإن كانت غير ذلك وفيها نفاق كان عقاب الله..
وأنتِ كما أرى قد تبتِ إلى الله بصدق، وحتى إن لم تكوني تحبين هذا الخطيب، ورضيتِ به حتى تنالي الحلال فهي نية خالصة لله، وليست كل الزيجات التي تتم عن حب تنجح؛ فالحب الثائر العنيف ليس شرطا للزواج، بل يكفي في حالتك الارتياح والتقدير.. ومع ذلك فأنتِ أردت الزواج من هذا الشخص حبا في الله والتوبة والرجوع إليه، فلا تترددي يا عزيزتي وأقدمي على الزواج منه، ولا تقولي له أي شيء مما فات، وطالما أن الله سترك ولم يعرف هو شيئا فاتركيه على ما يعلم فيكِ، وهو خير إن شاء الله وسوف يسترك الله ويجعله لكِ زوجا صالحا، يعينك على دينك ودنياك..
وكوني أنتِ الأخرى كذلك له، وعودي إلى صلاتك وانتظمي فيها وصومي إلى الله، وفرصتك آتية مع قدوم رمضان، صومي بنية التوبة النصوح التي لا رجعة فيها، وسوف يقف الله بجانبك وتكملي حياتك على ما يرضى الله ورسوله، ويجعل لكِ الذرية التي إن شاء الله لن تتركيها للطلاق والحياة حتى تدمرها..
أما عن الشاب القديم الذي يحدثك، فتحدثي معه لمرة واحده فقط ولا تعيديها أبدا، واستحثي فيه الرجولة والنخوة، واستحلفيه بالله أن يتركك لحالك ويبتعد عنكِ، قولي له يراعي الله فيكِ، فما سيفعله معكِ الآن سيقعد له في أخواته إن كان له أخوات، أو في بناته في يوم من الأيام، فسوف يقعد لهن هذا العمل الطيب، وكما تركك وستر عليكِ، فسوف يستر الله على أبنائه طيلة العمر، قولي له هذا بنبرة إيمان وطلب وليس بعصبية أو تهديد حتى لا تثيري غضبه، وبإذن الله سيكون الله بجانبك ويبعده عنكِ..
عزيزتي.. تزوجي خطيبك على سنة الله ورسوله، وسيكون إن شاء الله زوج العمر، وانسي كل ما فات، ومهما حدث من أمور فلا تتراجعي عن توبتك ورجوعك إلى الصواب، فإن الله لا يفضح عبدا طلب الستر بنية صافية بإذن الله، ولا تذكري إلا الله والتوبة إليه.. وسوف يوفقك بقدرته وعظمته إن شاء الله.