أحب أن أشكر موقع "بص وطل"؛ لأنه فعلًا رائع بمعنى الكلمة.. عشان كده حبيت إني أشارككم مشكلتي لأني باثق جدًا في آرائكم..
أنا عندي 19 سنة، ولسه داخلة في قصة حب جديدة من شهر تقريبًا، حبيبي بيعاملني كويس أوي، وحاسة بجد إني كل حاجة في حياته، وبيرتب لخطوبة قريب إن شاء الله.. بس المشكلة إنه كان ليه أصحاب بنات كتير أوي، وناس كتير بتقول عليه مش كويس وبتاع بنات؛ بس اللي أنا متأكدة منه وشفته بعيني كذا بنت بتجري وراه وتكلمه بحرارة، وتهزر معاه، وواخدة عليه أوي، وهو مش بيستجيب خالص، وفعلا بدأ يحطّ حدود.
كل ده بالنسبة لي عادي؛ لأنه عرّفني على كل أصحابه البنات تقريبًا، وقطع علاقته بكل البنات اللي مش كويسين.. بس النهارده واحدة زميلتي قالت لي إنها عرفت عنه إنه -والعياذ بالله- وقع في الزنا قبل كده! وأنا مع الأسف اتأكدت من صحة الموضوع.
المشكلة دلوقتي؛ أنا مش عارفة أقول له إني عرفت ولا لأ؟ لأني سألته قبل كده إذا كان عمل حاجة غلط ولا لأ، قال لي: لأ عشان أنا عندي أخت ومش عايز أشيل ذنب واحدة مش هارتبط بيها.
ولما كنا أصحاب قبل ما نرتبط كان بيقول كذا مرة إنه عايز يلاقي واحدة محترمة يحجزها قبل ما غيره ياخدها؛ عشان المحترمين مابقوش موجودين.
المفروض إني أقطع علاقتي بيه ولا لأ؟ ناس بتقول لي مالكيش دعوة باللي فات ما دام هو فعلًا بدأ يعمل خطوات إيجابية، وناس تانية تقول لي: لأ غلط زي ده لا يمكن يُغتفر.. وأصلًا هو إيه مفهوم الزنا اللي المفروض الشخص يتعاقب عليه؟ هل هو اللي زي الجواز بالضبط، ولا أي حاجة من اللي بتحصل في العلاقات المحرمة حتى لو ماوصلتش للعلاقة الجنسية الكاملة؟
r0za.am0ra
صديقتنا.. قبل الدخول في تفاصيل هذه العلاقة مع هذا الشاب، أضع أمامك تعريف الزنا، وهو العلاقة الجنسية الكاملة بين الرجل والمرأة.. ولا يدخل فيها ما دون ذلك من تجاوزات من أي نوع.
لكن هذا التعريف يخصّ الجانب الشرعي في تطبيق الحدود؛ لكن من الناحية الأخلاقية؛ فهناك أمور تتوازى مع ذلك من أفعال شنيعة؛ لكن لا يكون فيها تواصل كامل في العلاقة.
المهم أنني شخصيًّا لا أعتمد هذه القضية في تقييمك للشاب؛ لأن كل ما يقال عن ذلك هو كلام، ولا يمكنك التأكّد منه إلا باعتراف منه أو بحجة لا تقبل الجدال؛ كالدليل بالصور ونحوها.
والمهم في الأمر هو وضع الشاب في الوقت الحالي؛ فهل هو بالفعل شخص مهذب وخلوق ومتدين، وما حدث كان هفوة منه لن يعود لها مرة أخرى بإذن الله؟ أم أنه متذبذب بين التوبة والذنب، وقد يعود تحت أي ضغط أو إغواء؟
صديقتي.. إن كان بالفعل قد فعل ذلك، ثم تاب وحسنت توبته، وأنت تستطيعين تقبّل ذلك في ذاكرتك إذا ما مرّت بك هذه التصورات؛ فأنصحك ألا تفتحي معه هذه الموضوعات؛ لأنك بذلك تهزين صورته أمام نفسه واحترامه أمامك، وبذلك تكونين عونًا للشيطان عليه؛ فقد يعود للذنب مرة أخرى؛ بدعوى أنه قد فَقَد احترامه ولا يوجد شيء يخسره.
أما إن كنت غير متقبلة لهذه الذكريات على الجانب النفسي؛ مهما تاب وحسُن عمله، أو كان بالفعل لا تزال أفعاله وأخلاقه مَثار شك؛ فالأوْلى أن ترتبطي بمن تثقين فيه، وترتاحين له، وتأمنين أفعاله، دون أن تشغلي نفسك بمطاردته ومراقبة تصرفاته.
وأخيرًا.. أُسِرّ لك بنصيحة صغيرة؛ وهي أن ارتباطك غير الرسمي والشرعي بهذا الشاب هو أكبر خطأ تفعلينه؛ لأنك تربطين سمعتك بسمعته، وتفقدين من كرامتك ما يمكنك أن تحافظي عليه.. اطلبي منه أن يتقدم بشكل رسمي؛ إن كنت على استعداد مبدئي لقبوله، وساعتها فكري بعقلك مع أهلك في كل أحواله، واسألوا عنه وعن أخلاقه.. وإلا فابتعدي عنه واقطعي علاقتك بك؛ فحياتك أغلى من أن تضيعيها في غير فائدة أو مستقبل منتظر.