مشكلتي إني مش عارف هي مشكلة ولا لأ؛ بس غيري شايفين إن الوضع ده ما ينفعش. أنا شاب عمري 22 سنة، ومشكلتي إني قريب أوي من مرات خالي بحكم إنها بقالها كتير أوي معانا، يمكن فوق ال12 سنة، وأنا أخدت عليها أوي؛ لدرجة إني بمعدل كل يوم لازم أتصل بيها، وهي كمان كده؛ بس عمر العلاقة ما اتطورت إلى أبعد من كده بحكم إني ما اقدرش أعمل كده لأنه حرام. وهي قريبة مني، يمكن عشان بالاقي معاها اللي مش بالاقيه مع حد تاني؛ سواء أمي أو إخواتي، وإحنا بنقعد نتكلم مع بعض كتير، وآخد رأيها في حاجات وهي كمان؛ بس المشكلة إن أهلي شايفين ده غلط؛ فهل هم صح ولا أنا. midoooo
لتحكُمَ بصدق حول مدى مشروعية ما تفعله وهل تتصرف بشكل صحيح أم لا.. اسأل نفسك بصراحة: هل ترضى لزوجتك -في المستقبل إن شاء الله- أن تتحدث مع أي شخص غيرك مثلما تتحدث زوجة خالك معك يومياً، وترتاح لغيرك ويرتاح غيرك لها، ويتوقف الأمر عند هذا الحد ولا يتطوّر لأنه حرام؟ ولا تقُلْ -من فضلك- إنك تضمن نفسك ولا تضمن غيرك؛ فهذا غير موضوعيّ، كما أن الحديث الشريف الذي يقول "ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" لم يذكر الأخلاق في الموضوع؛ وذلك لأننا كلنا بشر ومعرّضون للحظة ضعف قد لا نستطيع أن نقاومها وتحدث ما لا تُحمد عُقباه. صديقي إن الفاحشة لها مقدّمات منطقية دائماً، ولا تتخيل أن اثنين يخطئان معاً تكون البداية هي الإثم الأكبر؛ لكنها تبدأ بنظرات وكلمات واهتمام متبادل، ثم يُفضي كل منهما للآخر بأسراره ويحدث ارتياح متبادل ووهمي لأنه غير قائم على تحمّل أية مسئوليات؛ لكن ارتباطهما يكون ممتعاً فقط دون واجبات وحقوق متبادلة؛ فترتبط العلاقة شرطياً لديهم باللذة فقط، فيتمادون معتبرين أن كل من يعارضهم يحقد عليهم أو لا يتمنى لهم الخير؛ لكنها متعة أنانية ومحرّمة، وفيها ظلم بيّن لأطراف أخرى تتمثل هنا في زوجها الذي هو خالك، والذي بالتأكيد يجد نفسه منشغلاً عنها بتوفير طلبات المنزل والعمل على توفير الاحتياجات الضرورية لها؛ فلا يمنحها ما تريده من اهتمام، وهذا حال الكثيرين؛ ولكنه ليس مبرراً للخيانة أو البحث عن الاهتمام مع شخص غريب عنها. صديقي قال الرسول صلّى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظّه من الزنا أدرك ذلك لا محالة؛ فالعين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها اللمس، والرِّجل تزني وزناها الخُطى، واللسان يزني وزناه المنطق، والفم يزني وزناه القُبَل، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدّق ذلك أو يكذبه". فصحيح أنك لم تصل حتى الآن للزنا؛ لكن ما تفعله مع زوجة خالك يقرّبك من الفاحشة، وهنا ستكون النتائج مدمّرة لك ولها ولخالك الذي بالتأكيد لم ولن يتوقع منك هذا. صديقي العزيز عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب". لو تخاف عليها فعلاً ويهمك مصلحتها وسعادتها الزوجية؛ فابتعد واجعل علاقتك بها علاقة أغراب؛ فأنتما فعلاً كذلك. وابحث لك عن صديق من سنّك ولديه اهتماماتك، وابحث أيضاً عن شريكة لحياتك تجد لديها الراحة وتتحمل مسئوليتها، ولا تستسهل المتعة المحرّمة الخالية من أية مسئولية، ابتعد يا صديقي ولا تكن خائناً للأمانة وتذكّر أنه كما تدين تُدان وأن الله يُمهل ولا يهمل.