مامتي مش مرتاحة مع بابا ولا عيلته، وطول الوقت بتقول إنها اختارت غلط، وبتحكي عن عيوبه وعيوبهم؛ فأنا طلعت باكره عيله بابا بالفطرة، وبقيت بابعد أوي عن التعامل معاهم. واتقدم لي ابن عمي ووافقت بيه، وكان النصيب لأني استخرت وما لحقتش أفكر، وقالوا دول عيالنا ووافقوا بسرعة أوي. المهم بعد الخطوبة ابتديت أحس إني باحاول أركّز في كل عيوب بابا وعمي اللي هو أبوه وإني مستنية إنه يطلع شبههم عشان أطلع من الموضوع؛ لأني مش حابة أكون زي ماما أو أمه، وبقيت أكتشف عيوب فعلاً؛ بس أنا مش عارفة دي حاجات بسيطة ولا دي بداية اللي كان بيتحكي لي. باحسه مش بيحترم رأيي وبياخده باستهزاء؛ مع إنه بيقول إنه بيحترمني، ده غير إنه كان حد وحش وعرف بنات كتير، وبيقول إنه عايزني عشان محترمة، وهو مش عايز يرجع للغلط تاني. وباحسه مش بيحترم أهلي في طريقة كلامه، وبيقعد يقول لي أنا مش كداب ولا خاين ولا منافق ولا حرامي.. كده لوحده، ومتهيأ لي اللي بيقول كده بيبقى عارف إنه هو كده أصلاً. المهم إني طول الوقت مخوّناه ومش مرتاحة له من جوايا، وعلى طول موسوسة منه.. مش عارفة ده خوف زايد مني ولا ده لأنه فعلاً حد وحش. أنا مش قادرة أتغاضى عن تصرّفاته.. بجد ساعدوني لأني مش عايزة أعيد نفس قصة أمي أو أكون مش مرتاحة في جوازي أو أجيب عيال نفسياً كارهين الجواز أو موسوسين زيي. أنا مش عارفة العيب فيّ ولا دي حقائق وهو فعلاً زيهم، والمفروض إني أسيبه؟ خايفة أظلمه أو أظلم نفسي.. وأفكاره بعيدة عن دماغي وآراؤه في الدين غيري. بجد أنا متلخبطة ومش عارفة ده الزوج الصح ليّ ولا لا.. ده غير إنه بيحاول يبقى بيننا علاقة حميمة عن العادي -على أساس إننا قرايب ومن عيلة واحدة فكده كده مش هيسيبني- مش قصده حاجة أوفر أوي؛ بس قصده بوسة حضن حاجة زي كده وأنا رافضة ده. Bride nile
أول ما لفت نظري في رسالتك هو أنك استخرتِ ولم تفكّري.. يا عزيزتي إن الإستخارة لا تستقيم إلا بعد التفكير والتدبّر؛ وإلا أصبحت ضرباً من ضروب الشعوذة, وحاشا لله أن يأمرنا الله بتعطيل عقولنا؛ فقد أعطانا سبحانه عقلاً ميّزنا عن سائر المخلوقات لنُعمِله في أمورنا ثم تأتي الاستخارة ليُنزل الله الطمأنينة في قلوبنا لما توصلنا إليه من قرارات أو يُرينا علامات تُثنينا عنه. أما عن خطيبك وعدم ثقتك به، على الرغم من كونها مربوطة بأمور لا يدَ له فيها من خلافات بين والديك، وقد تكون فقط من نسج خيالك؛ إلا أنني في النهاية لا أفضّل لك الاستمرار في علاقة لا ترتاح نفسك إليها.. فأصل الزواج يا عزيزتي هو الأنس بروح أخرى والسكون إليها، ولن يصحّ بوجود الشك وانعدام الثقة. ولكني أدعوكِ -قبل أن تأخذي قرارك- أن تُعطي لنفسك فرصة لتقيّمي ابن عمك، بعيداً عن ضغوط والدتك وتصرّفات عائلته؛ فكم يُخلق من ظهر الفاسد عالم ومن ظهر العالم فاسد.. حاولي أن تتعرفي عليه من جديد بشكل حيادي وأعطِ نفسك بعض الوقت؛ فإذا ظلّ إحساسك كما هو وظل عدم تقبّلك له؛ فاستخيري الله وافعلي ما ترينه خيراً لك.. فمهما كانت مميزاته فلن تظهر لك في ظلّ عدم قبولك له ولن تُطيقي معاشرته.. واعلمي أن الأرواح قد تتلاقى وقد تتنافر بغضّ النظر عن مدى صلاح الإنسان. وأدعوكِ أيضاً ألا تظلميه وتأخذيه بوِزر أفعال آخرين لا يدَ له فيها, أما عن عدم احترامه لآرائك فأودّ أن تتأملي في المواقف التي تدفعك لمثل هذا التفكير لتعرفي هل هي فعلاً قلة احترام من جهته أم أنها التصرّفات الذكورية التي -وللأسف- يتربى عليها الكثير من الرجال في مجتمعاتنا، والتي قد تنصلح وتتغير بالمعاشرة والمناقشة. والاختلاف بين الزوجين وارد؛ ولكن لأي إلى حد أنتما مختلفان؟ وهل الاختلاف من الضخامة بحيث يؤثّر على حياتكما ويسبب الشقاق؟ يجب عليكِ تقييم ذلك أيضاً. أما بالنسبة لترديده أنه ليس حرامي أو شرير.. إلخ؛ فقد يكون نتاج إحساسه بنفورك منه وخوفه من أن تريْ فيه ما ليس فيه.. عموماً كما اقترحت عليكِ يجب أن تبدئي التفكير والتقييم من جديد. ولا تسمحي لوالدتك بالتحدّث بالسوء عن أبيك أمامك؛ فهذا يسيء لها، كما يسيء إليه، كما يدمّر نفسيّتك ويصيبك بالتعقيد من الرجال. وأخيراً أدعوكِ للثبات على موقفك وعدم التفريط في طهارتك، ولا تضعُفي أمام مطالباته لكِ بما لا يصحّ بين خطيبين.. ليهديكِ الله لما هو خير لكِ ويُسعد أيامك.