هناك شخصيات أول ما ترى وجهها وأنت في نهار رمضان.. تسرع بترديد اللهم إني صائم.. اللهم إني صائم.. حتى لو لم تصرّح هذه الشحصيات بشيء، فمجرد ظهورها في أي مكان، وفي أي وسيلة إعلام، تجد لسانك يتأهب لأن يقول كلام يفطّر.. لكن العاقل يقول.. اللهم إنّي صائم..
خلال اليومين الماضيين، وبعد إعلان تكليف الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة، ترددت بعد "الفتاوى" من بعض الفتّايين السياسيين الذي تصفهم بعض وسائل الإعلام بالنخب.. واللهم إني صائم..
بعضًا من هؤلاء وصف رئيس الوزراء المكلف بأنه إخوان.. قال إيه لأنه مربي ذقنه، الأمر الذي جعلني أشك في عم جورج اسحاق الناشط السياسي وأحد رواد برامج التوك شو، فربما يكون عضو مكتب إرشاد.. واللهم إني صائم..
وبعضهم وصف قنديل بأنه فلول، ومنهم من أكد أنه عضو لجنة السياسات، فتذكرت أن الحزب الوطني كان ناشرًا على صفحته الإلكترونية أسماء أعضاء لجنة السياسات، واطلعت عليها (اضغط هنا) ولم أجد هشام قنديل من بينهم.. واللهم إني صائم..
كل هذا يمكن تجاوزه، ويمكن تفهمه من أُناس يكرهون الرئيس محمد مرسي، ويحاولون إيجاد أخطاء في كل قراراته ومن بينها تكليف الدكتور هشام قتديل بتشكيل الحكومة..
لكن أن يظهر رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الذي استقال أعضائه منه بسببه، والذي كان أحد رموز السياسيين الذين اجتمعوا مع صفوت الشريف أثناء الثورة لبحث سبل إجهاضها، والذي لم يقل كلمة واحدة اعتراضًا على نظام مبارك، وغير ذلك كثير.
ثم نسمع منه يقول بأن المسيحيين يستعدون للسفر بعد سماعهم بتكليف هشام قنديل بتشكيل الحكومة، ناصحًا إياهم –وشوفوا قلبه الطيب- بألا يغادروا وأن يحموا وطنهم، "فالهرب ليس من شيم المصريين"، وأن عليهم أن يحموا بلادهم من هذا "الغول الهائج" الذي يريد أن يستحوذ على كل شيء"، في إشارة إلى الإخوان...
بالله عليكم تقولوا إيه... إوعى حد فيكم يقول كلام يفطّر.. فقط قل اللهم إني صائم