قبل دخول شهر الصيام، اتفقنا إننا نقلّل من الكلام في السياسة طوال فترة الصيام، كي يوفّقنا الله في هذا الشهر الكريم؛ لأن كلام السياسة ربما يجعلنا نقول كلام يفطّر.. وربنا يعدّي الشهر المعظّم على خير.. ولكن من الواضح إن الاتفاق فشل والأخبار تصمم إننا نفطر عليها. رضينا بالعيش أبو مسامير وأعقاب السجائر، وشكل العيش اللي يغم النفس وقولنا "الحمد لله نعمة.. الناس غلابة ومش لاقية تأكل". عرفنا إن الدعم على العيش علشان يكون الرغيف أبو "شِلن" زي الفل والناس تاكله مرتاحة مش ترميه للفراخ تاكله -طبعا إذا عجب الفراخ أصلا- وقولنا برضه "الحمد لله.. أهو ناس ترميه وناس تاكله". استحملنا الموت وزحمة الطوابير، وقالوا لنا كتير هنحسن رغيف العيش أبو "شِلن" وهيكون زي أبو ربع جنيه بالضبط، واستحملنا لغاية ما قرب يكون أبو ربع زي أبو شلن". لم نرد وقلنا اللهم إنّا صائمون. لكن يطلع عبد الله غراب -رئيس الشعبة العامة للمطاحن والمخابز- يقول امبارح إن الحكومة تدرس توحيد رغيف العيش ورفع سعره 10 قروش "بريزة يعني"، ويترفض الاقتراح ويتقدم تاني، وطبعا هيرفعوا السعر ويزودوا المسامير وأعقاب السجائر. قولوا لي بقى تردّوا وتقولوا إيه؟! أوعى حد فيكم يقول كلام يفطّر.. فقط قولوا "اللهم إني صائم".. اللهم إني صائم.. اللهم إني صائم..