باختصار شديد وبدون فلسفة أو تنظير .. المواطن المصري كان معروفا عنه الخشونة وقدرته علي تحمل أعباء الحياة والتعايش مع الظروف المحيطة به مهما كانت صعوبتها ، يعني ممكن يشتغل 12 ساعة في اليوم لكي يلبي قوت يومه ولو لم يجد مكانا في الميكروباص لا مانع من أن يتشعلق بسلالم الأوتوبيس وإذا وجد في رغيف العيش بعد ان وقف في طابوره ساعتين مسمارا أو خشبا لا يبالي ويغمسه بالف هذا هو ما حاولنا معرفته من خلال السطور التالية ... يقول سعد شاكر موظف بصيدلية : معدة المواطن المصري لم تعد مثل أيام زمان ذلك لأسباب عديد أبسطها أن زمان لم يكن لدينا أزمة رغيف العيش الذي أصبح في الوقت الحالي إذا استطعنا الحصول عليه نجده مليئا بالزلط والمسامير بل والقمح أيضا غير صالح للاستهلاك الآدمي , فأنا الآن أصاب بإعياء شديد إذا تناولت طبق فول فعمرنا ما كنا كذلك فالحمد لله اننا نعيش حتي الآن . ويضيف محمد منصور موظف بالتخليص الجمركي والشحن قائلا : كثيرا ما أصاب بأمراض المعدة حتي أصبحت لا أحتمل حتي الطعام الصحي , وكل ما نحن فيه بسبب الإهمال وعدم وجود رقابة علي الأغذية فعلي سبيل المثال موضوع رغيف العيش رأيت بعيني أحد الخبازين يأخذ الدقيق المسكوب علي الأرض بالمقشة ويقوم بفرزه بالمنخل وعجنه بعدما هرس بالأقدام والناس بتآكل . ويقول هيثم حسن طالب بتجارة القاهرة إن محلات التيك أواي هي السبب في اصابتي بفيروس سي وهو ما قضيت في العلاج منه ثلاث سنوات , وكنت قبل هذا الحادث قد أصبت بفيروس في المعدة , وعندما ذهب والدي لعمل محضر أحضر له أصحاب المطعم حقيبتين ممتلئتين بالساندويتشات لترضيته ولكنه لم يقبل ولم يعمل محضرا . محمد صلاح حارس جراج يقول : الجيل ضعفان , فمعدتنا هلكت من تناول لحم الحمير فكنت اتناولها مرتين في الشهر لرخص ثمنها وأنا لا اعلم حقيقتها وعندما علمت تعبت نفسيا بخلاف مرضي العضوي حيث أني مريض بالكبد . ويري عمر سليمان خضر رجل أعمال أن العوامل النفسية أصبحت هي السبب في الأمراض العضوية التي تصيب الناس قائلا : الغلاء والبطالة وفساد الضمائر والأخلاق جعلت كل من يقدر علي الغش يفعل ذلك للكسب السريع فبيع لحم الحمير والكلاب أصبح أمرا متعارفا عليه وكل هذا يؤثر علينا إن لم يكن صحيا فنفسيا . أما إيمان محمود ربة منزل فتقول : عندما أصاب أنا وعائلتي بالتسمم بعد تناول طبق فاكهة بسبب الكيماوي وعندما أصاب بحصي بالكلي بسبب كم التلوث في مياه الشرب التي لا يصلح معها جميع أنواع الفلاتر وعندما نستنشق كل هذا الكم في العوادم كل يوم حتي نختنق فإننا لم نعد المصريين الذين كانت معدتهم تهضم الزلط . أحمد محمد 56 سنة صاحب عربية فول يقول : أنا موجود في شارع 26 يوليو من 45 سنة وكنت أعمل من الرابعة فجرا , وحتي الخامسة مساء ولكن خلال الفترة الأخيرة الزبائن قلت جدا ومن كان يأكل رغيفين أصبح يأكل نصف رغيف فقط فكل الناس أصبحت تخاف من أكل الشارع لأن معدتهم أصبحت لا تستحمل أي شيء . ويقول أحد زبائنه أحمد صبحي 22 سنة أنا متعود علي أكل الفول صباح كل يوم وأحيانا أتي للعربية لوجبة الغذاء ايضا والصراحة أنا مضطر أن اكل الفول من العربية لأن الحال مش ولابد والفول رخيص فلا استطيع أن آكل اللحوم كل يوم وبعدين كله زي بعضه فاللحمة بيقولوا إنها لحمة حمير والفراخ عندها انفلونزا وسواء هذا أو ذاك الواحد تعبان . ويتفق معه في الرأي عصام عبد العال 28 سنة قائلا : بالرغم من تعبي من كثرة أكل الفول , ولكن لا استطيع ان يمر يوم إلا ولازم أجري علي العربية وأكل منها , ولا يمر اسبوع إلا وأكون عند الدكتور , لأن المعدة أصبحت لا تستحمل أي شيء وبما أن الأكل والخضار والمياه كله ملوث فيمكن يكون الفول أرحم من غيره . يقول المهندس محمود جبة مدير عام الرقابة التموينية بوزارة التموين : المشكلات الحياتية التي يعاني منها الإنسان عامل مهم يتسبب في الأمراض العضوية فكيمياء الإنسان بمجرد أن تنشغل بالعديد من الهموم تتسبب في العديد من الأمراض لأن في النهاية الأمراض موجودة ولا يوجد شيء اسمه أن يكون الانسان صحيحا دائما , وهذا يعود لوجود مصانع بير السلم ومعدومي الضمير من التجار وأصحاب السلع الاستهلاكية بل ايضا لاستخدام المزارعين للمبيدات كما أن السماد اصبح كيماويا بخلاف التلاعب بالهندسة الهرمونية لرغبتهم في سرعة الحصاد وتضخيم حجم الثمار التي يزرعها ولذلك كل شيء فقد مذاقه بل وأصبح ضارا بصحة الإنسان . ويقول الدكتور أحمد فؤاد طبيب باطني بمستشفي المطرية : كثيرا ما تأتي إلينا حالات التسمم والتلبك المعوي , والتي تستلزم إجراء غسيل معدة علي الفور والجدير بالذكر أن معظمها يأتي بسبب تناول أشياء عادية جدا مثل تناول ساندويتشات فول وطعمية أو ثمار فاكهة أو حتي الخضروات التي تستخدم في السلاطة وهناك ايضا من يتم تحويلهم لأخصائي الكبد والذين نشك في اصابتهم بالتهابات وبائية وهي غالبا تأتي من تناول اللحوم الفاسدة والغريب أن مثل هذه الحالات تأتي بكم كبير وكأنهم مصابون بنزلة برد وليست بأمراض قد تنهي حياتهم .