كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن إيهود باراك -وزير الدفاع الإسرائيلي- قرر هدم ثماني قرى فلسطينية في جنوب الخليل بالضفة الغربية، وذلك لإقامة منطقة تدريب عسكرية مكانها. وأضافت الصحيفة العبرية في عددها الصادر في الثالث والعشرين من الشهر الجاري أن سكان القرى التي سيتم هدمها والذين يقدر عددهم بنحو 1500 مواطن فلسطيني، سيتم نقلهم للعيش في محيط بلدة يطا قضاء الجليل بزعم أن لهم محال إقامة بها، على أن تسمح سلطات الاحتلال لهم بالعمل في أراضيهم ورعي أغنامهم بها، فقط خلال نهايات الأسبوع والأعياد الرسمية الإسرائيلية التي لا يقام فيها تدريبات لجيش الاحتلال الإسرائيلي. هذا وتزعم سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن هؤلاء السكان الفلسطينيين استولوا على الأراضي المقام عليها هذه القرى منذ وقت قريب وأنها ليست من حقهم، رغم أن صحيفة هآرتس نفسها تؤكد نقلا عن مصادر مطلعة أن تلك القرى مقامة منذ حقبة الثلاثينيات من القرن التاسع عشر. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد أصدرت خلال التسعينيات قرارين بإخلاء هذه القرى الثمانية، بالإضافة إلى ثلاث قرى أخرى مجاورة خلال حقبة التسعينيات، إلا أنه تم تجميد هذين القرارين بأوامر من المحكمة العليا عقب شكوتين تقدم بها عدد من سكان تلك القرى، بعد أن أثبتوا ملكيتهم لتلك الأراضي وأحقيتهم في العيش عليها، فقامت سلطات الاحتلال بالتضييق عليهم من خلال تدمير آبار المياه ومباني خدمية أقامها الفلسطينيون هناك. جدير بالذكر أنه خلال حقبة السبعينيات أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن 30 ألف دونم جنوب الخليل كمنطقة عسكرية مغلقة، واعترف حينها بأن سكان تلك القرى الفلسطينية هم سكان أصليون ويحق لهم وفقا للقانون العسكري الإسرائيلي البقاء في المكان، ولكن بعد ذلك أخذ يزعم بأن هؤلاء السكان يشكلون خطرا على أمن إسرائيل، حيث إنه من الممكن أن ينقلوا أسرار تدريب القوات الإسرائيلية إلى عناصر المقاومة، وأخذت إسرائيل تضيق على هؤلاء السكان، إلى أن زعمت أنهم ليسوا سكانا أصليين، وقامت على فترات مختلفة بهدم العديد من المنازل الفلسطينية في المكان وتدمير آبار المياه، وفي عام 1999 تم إخلاء أكثر من 700 فلسطيني من تلك القرى بالقوة.