معركة التنمية    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    «المدارس الكاثوليكية».. وبناء الإنسان    المقاطعة فرض عين    تعرف على أعلى خمسة عشر سلعة تصديراً خلال عام 2023    محافظ المنيا يوجه بمتابعة الالتزام بمواعيد العمل الصيفية بدءاً من اليوم الجمعة    استمرار مجازر الاحتلال وعدد الضحايا يتجاوز 111 ألفا    جماهير الأهلي تزين مدرجات استاد القاهرة قبل مواجهة مازيمبي.. صور    كلوب يعلق على تراجع المستوى التهديفي ل محمد صلاح: أحاول مساعدته    بيراميدز يهزم الزمالك برباعية ويتوج بدوري الجمهورية    بالصور | سقوط أعمدة الضغط العالي بقنا بسبب الطقس السيء    التعليم في أسبوع | إنشاء 8236 مدرسة منذ 2014 حتى الآن.. الأبرز    أحمد السقا يشوق جمهوره بمقطع فيديو جديد من «السرب»| فيديو    سيد رجب: شاركت كومبارس في أكثر من عمل    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    محافظ المنوفية: 25 فاعلية ثقافية وفنية خلال أبريل لتنمية المواهب الإبداعية    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    وكيل خطة النواب : الحوار الوطني فتح الباب لتدفق الأفكار    شركة GSK تطرح لقاح "شينجريكس" للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    رئيس «كوب 28» يدعو لتعزيز التعاون الدولي لتنفيذ اتفاق الإمارات التاريخي    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    مصرع طفل «غرقا» إثر سقوطه في مصرف ري زراعي بالفيوم (تفاصيل)    45 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    إيران والصين تتفقان على تعاون عسكري أوثق    البيت الأبيض يواصل مساعيه للإفراج عن المحتجزين فى قطاع غزة رغم رفض حماس    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    مواعيد صرف منحة عيد العمال للعمالة غير المنتظمة    الإسكان: 20 ألف طلب لتقنين أراضى توسعات مدينة الشروق    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    أرتيتا: لاعبان يمثلان صداع لي.. ولا يمكننا السيطرة على مانشستر سيتي    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    تعديل طارئ في قائمة ريال مدريد لمواجهة سوسيداد    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسات: عام 2006م الأخطر على القدس والمسجد الأقصى منذ الاحتلال
نشر في الشعب يوم 17 - 02 - 2007

الاعتداءات اليهودية على المسجد الأقصى في عام 2006م هي الأخطر منذ عام 1967م، فقد استغلت الحكومة اليهودية وبلدية القدس والجماعات اليهودية المتطرفة انشغال الساحة الفلسطينية حكومة ورئاسة وشعب بأكمله بأنفسهم، وعمل بكل قوته لمسح كافة المعالم الإسلامية في القدس ، ونفذ الكثير من الإنشاءات خلال عام 2006م لفرض الأمر الواقع على الأرض ، فافتتح كنيس لصلاة اليهود أسفل وجوار المسجد الأقصى، ودشن المتاحف ليجعل له تاريخ من لا شيء ، ووسع ساحة البراق والتي جعلوها ساحة للمبكى على أمجادهم المزعومة... واعتمد إنشاءات جديدة وكأنهم في سباق مع الزمن لسلب المسجد الأقصى وتهويده.

والدول الإسلامية بكامل قطاعاتها تكالبت عليها المآسي والآلام ما أشغلها حتى عن قضيتها الأولى " قضية فلسطين " و "هدم المسجد الأقصى" ، والمؤسسات الدولية والقانونية في سبات ، وعشرات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن القدس لم يطبق منها ما يمنع تلك الإجراءات المادية والإدارية ، فمسلسل التهويد الرامي إلى طمس الهوية الإسلامية والتاريخية لمسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم طال جوانب عدة نجمعها بالتالي :

مسلسل الاعتداءات خلال العام 2006م

2/1/2006 عناصر من "أمناء جبل الهيكل" يؤدون طقوساً دينية تدعو لهدم المسجد الأقصى وعدم تقسيم القدس ، واعتدوا على عدد من المسلمين في باب الخليل والواد بالبلدة القديمة ويحاولون اقتحام المسجد الأقصى .

3/1/2006 الكشف عن وجود كنيسٍ يهوديٍ أسفل المسجد الأقصى والعديد من الغرف المُستحدثة ، أعلن عنه الشيخ رائد صلاح بمشاركة مفتي فلسطين الشيخ عكرمة صبري في مؤتمر صحفي شرقي القدس .

8/2/2006 وزارة التربية والتعليم في الكيان المحتل والوكالة اليهودية يوزعان آلاف النسخ لخرائط البلدة القديمة في القدس على أطفال يهود في عشرات المدارس في روسيا، حيث وضعت فيها صورة لمجسم الهيكل الثالث مكان قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك .
14/2/2006 وحُراس المسجد الأقصى يفشلون محاولة تسلل أربعة من المتدينين اليهود إلى المسجد الأقصى في ساعات متأخرة من الليل، حيث كانوا يحفرون في مقبرة الرحمة التي تلاصق سور المسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية، وتضم رفات عدد من الصحابة والعلماء محاولين الوصول للمسجد الأقصى.

28/2/2006 يبادر رئيس بلدية الاحتلال في القدس "أوري لوفوليانسكي" إلى إجراء استطلاع عن علو صوت الآذان من مساجد القدس، ويدعي بأن شكاوى كثيرة وصلت إلى البلدية من كل أنحاء المدينة عن الضجيج الذي يحدثه صوت الآذان.

13/3/2006 طالب موشيه كتساف - رئيس الدولة العبرية - بحفر نفق يربط حائط البراق غربي المسجد الأقصى بالقصور الأموية جنوبه وصولاً إلى سلوان، لربط "ساحة المبكى" ب"حوض داوود" ، ودعا إلى بضرورة الوصول إلى حل "يسمح لكافة المسلمين واليهود بأداء شعائرهم الدينية في هذا المكان المقدس".
13/3/2006 بحضور رئيس دولة الاحتلال موشيه كتساف ورئيس بلدية الاحتلال في القدس أوري لوفوليانسكي ، والحاخامين الرئيسين في الكيان العبري ، تم افتتاح غرفة جديدة لصلاتهم في ساحة البراق ، وتقع هذه الغرفة تحت المبنى المشهور باسم "مبنى المحكمة" في القدس.

28/3/2006 شرطة الاحتلال في القدس تغلق الأقصى وتمنع المصلين المسلمين من أداء صلواتهم فيه بحجة الخوف من التوتر الذي يمكن أن ينجم بين المسلمين والمتطرفين اليهود في اليوم الذي تُجرى فيه الانتخابات العامة في الدولة العبرية.

30/3/2006 قائد لواء القدس في شرطة الاحتلال إيلان فرانكو يوصي وزارة الأمن الداخلي للاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى أمام الزوار مخافة وقوع مناوشات بين العرب المسلمين واليهود بمناسبة ذكرى يوم الأرض.

10/4/2006 كشف الشيخ تيسير التميمي- قاضي القضاة في فلسطين -النقاب عن عدة سيناريوهات أعدتها حكومة الاحتلال لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، منها الحفريات التي تنفذ في الآونة الأخيرة، ومنها قصف المسجد بطائرة محملة بالمتفجرات والقنابل، أو عن طريق قصفه بصواريخ بالإضافة للمخططات المعلنة من الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة التي تستهدف المسجد الأقصى.

12/4/2006 مجموعة من ناشطي "جبهة يهودية قومية" الاستيطانية المتطرفة تحاول الدخول إلى المسجد الأقصى بزعم "تقديم قربان" بمناسبة حلول عيد الفصح العبري، حيث قدِم أولئك المتطرفون ومعهم "جَدي" وأرادوا الوصول إلى باب المغاربة ليذبحوه هناك إلا أن الشرطة منعتهم.

25/5/2006 هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس تغلق أبواب المسجد الأقصى المبارك ولا تسمح إلا للمسلمين بالدخول، وتضع حراس المسجد الأقصى في حالة طوارئ قصوى.

13/6/2006 إيهود أولمرت، رئيس وزراء دولة الاحتلال يؤكد خلال كلمةٍ ألقاها أمام البرلمان البريطاني أنّه لن يتنازل عمّا أسماه "جبل الهيكل" أي الجبل الذي يقوم عليه المسجد الأقصى بأيّ شكلٍ من أشكال التفاوض مع الفلسطينيين.

18/6/2006 الشيخ رائد صلاح يكشف النقاب عن قيام دولة الاحتلال بإجراء حفريات جديدة تحت المسجد الأقصى المبارك عمرها أسابيع فقط ويصفها بأنها الأخطر على مستقبل المسجد الأقصى، ويكشف الشيخ صلاح أيضاً عن مخططات وصفقات مشبوهة جديدة تشارك فيها أطراف أوروبية تستهدف اختلاس الأوقاف والمقدسات في القدس.

18/6/2006 دُشن متحفاً جديداً لليهود الزائرين في حائط البراق تحت اسم "سلسلة الأجيال" ويعطي الزائرين انطباعاً عن علاقة الأجيال – ليهودية- بالقدس منذ زمن النبي إبراهيم عليه السلام وحتى يومنا هذا .

30/6/2006 صحيفة "هآرتس" العبرية تكشف النقاب أن سلطة الآثار ستبدأ بحفريات وإزالة السواتر الترابية المؤدية إلى باب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى.

5/7/2006 المحامي "شموئيل باركوبيتش" من سكان تل أبيب يصدر كتاباً أسماه "كم هذا المكان مهاب" يتحدث عن الهيكل المزعوم وأحقية اليهود ويزعم أن أجزاء من الحائط الغربي "البراق" مسجلة كملك للدولة العبرية في سجل الأراضي اليهودي .

11/7/2006 مواقع إلكترونية في دولة الاحتلال تنشر تقارير تذكر فيها أن حفريات تجري في أنفاق ملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى وأنه تم الكشف – كذباً- عن مطهرة من عهد الهيكل الثاني .

11/7/2006 مصادر صحافية يهودية تؤكد البدء بتنفيذ أكبر توسعة في ساحات حائط البراق وذلك بعد استجابة رئيس بلدية القدس أوري لوفوليانسكي لطلب المصليات اليهوديات في حائط البراق بتخصيص مساحة مساوية لهنّ لأداء الصلاة كما هي المساحة المخصصة للرجال.

3/8/2006 المسلمون المرابطون في الأقصى يحبطون محاولة المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".

13/8/2006 سلطات الاحتلال تطرح مناقصة لهدم طريق باب المغاربة الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى، والمفضي إلى باب المغاربة، الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من المسجد.

26/12/2006م شرع الاحتلال في إقامة كنيس يهودي على أرض وقف إسلامية قرب المسجد الأقصى بمساحة تقدر نحو 200 متر مربع في منطقة حمام العين في البلدة القديمة من القدس ، على بعد نحو 50 مترا من المسجد الأقصى المبارك

الاعتداءات الديمغرافية :

وضمن سياسة الاحتلال لعرب أقل ويهود أكثر في القدس تم إخراج التجمعات الفلسطينية من داخل حدود البلدية عن طريق الجدار الفاصل، ووضع الكتل الاستيطانية والمستوطنين داخل حدود البلدية ، بنهج يندرج ضمن رؤية رئيس الوزراء الصهيوني "إيهود أولمرت" - بصفته أيضا رئيسا سابقا لبلدية القدس - لأن تكون القدس بأقلية عربية لا تتجاوز 12% وأغلبية يهودية تمثل 88% من سكان المدينة.

الاعتداءات على حرمات المقابر :
ولم يتوقف الصلف اليهودي في القدس عند الأحياء ولكنه طال أيضا الأموات وقبور الصحابة ؛ فأضاف لجرائمه جريمة طالت أشهر مقبرة إسلامية في فلسطين والقدس ، بحجة إقامة متحف والغريب أسموه "متحف التسامح" برعاية سلطة التطوير في بلدية القدس ، ولم يجدوا لإقامته إلا مقبرة "مأمن الله " التي تقع غربي مدينة القدس القديمة على بعد 2 كم من باب الخليل، وهي أكبر مقبرة إسلامية في القدس وتقدر مساحتها ب 200 دونماً "-الدونم 1000 متر مربع - ويضم ثراها رفات المجاهدين والعلماء والصالحين من الصحابة والتابعين منذ الفتح الإسلامي إلى الحقب التاريخية التي عقبتها. والعجيب أن يدعي القائمون على المشروع أنه مخصص للترويج وللتفاهم بين الديانات المختلفة والتسامح بينها !!! بكلفة نحو 200 مليون دولار بتمويل مركز سيمون فيزنطال في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة ، فوق عظام الموتى المسلمين رفات "الصحابة" كنموذج حي للتسامح !!.

محاربة المسكن :

فقد شكلت أنظمة التخطيط البلدية عائقاً فولاذياً في الحد من نمو الضواحي الفلسطينية ، وأصبحت أزمة السكن للفلسطينيين في القدس الشرقية خانقة ، حيث مارست سلطات الاحتلال ضغوطاً واسعة في عام 2006 لإجبار أكبر قدر من المواطنين العرب على مغادرتها , ومن أبرز هذه الضغوطات :

· عدم السماح للمواطنين العرب بالحصول على تراخيص بناء أو ترميم .

· تحديد البناء بطابقين في الغالب ، بالرغم من ارتفاع عدد السكان .

· انتهاج سياسة هدم المنازل بغرض ترحيل وتهجير السكان .

· تدني مستويات الدخل لدى فئة كبيرة من السكان في البلدة القديمة .

· مصادرة الأراضي من اجل حرمان مواطني القدس من البناء فيها .

· عدم توفر فرص أخري للسكن ضمن نطاق القدس .

وتخوف المواطنين المقدسيين من فقدان هويتهم المقدسية ( الزرقاء ) ، دفعهم للصمود في البلدة القديمة وتثبيت حق الإقامة رغم القيود التي تضعها سياسة الاحتلال أمام البناء والترميم, ومواجهة المخطط الصهيوني الهادف إلى إفراغ المدينة من سكانها متحملين قسوة الحياة في هذه المنازل الضيقة والتالفة.

الجدار الفاصل... والتهويد الحاصل :

وهو الجدار الذي تم إنشاؤه داخل أراضي الضفة الغربية ليقتطع أجزاء واسعة من الأراضي وليحاصر ويطوق مدن وقرى عديدة في طريقه وإحاطتها بالجدار من كل الجهات لتبدوا على شكل ومعازل وسجون. ومن ضمنها القدس التي أصبحت الآن محاصرة بهذا الجدار الذي يدمر حياة الناس ويمنع تواصلهم ، ( 278 ) ألف نسمة في منطقة القدس فصلوا الآن عن مدينتهم وعن الضفة الغربية ، وعن المعاهد العلمية وعن الجامعات وعن المستشفيات ، وعن إمتدادهم الإسلامي والفلسطيني . أليس هذا الجدار أشد خطورة على القدس والمسجد الأقصى من ممارسات وأفعال اليهود المتطرفين ؟!

السياسة التي اتبعتها الحكومة اليهودية في تنفيذ تلك المشاريع :

لا شك أن الأوضاع المتشابكة على أرض فلسطين وفرت الفرصة الذهبية للمؤسسات والجماعات اليهودية العاملة على هدم المسجد الأقصى وإقامة المعبد اليهودي على أنقاضه لينفذوا ويسارعوا في تهويد القدس وإقامة المنشآت حول المسجد الأقصى وأسفله لتكون أماكن عبادة ومتاحف ومزارات ليهود العالم والمحتلين في فلسطين ، واتبعت مؤسسات الاحتلال وأذرعها المختلفة أسلوب التكتم على هذه الأعمال وإخفائها لحجب الرؤية لفترة من الزمن ثم إعلانها للجمهور العام . وما زالت القيادة اليهودية تدعم بكل جهد المؤسسات العاملة لهدم المسجد الأقصى خصوصًا أن المتطرفين اليهود يعدون بناء الهيكل قبل عام 2007 حتمية دينية إن لم ينفذوها سينالهم "غضب الله"!!

" مسيرة الأبواب مستمرة " :

وما زالت "مسيرة الأبواب" مستمرة والتي تنظمها مجموعات يهودية على رأس كل شهر عبري يتجمعون بالقرب من ساحة البراق ، وتقوم بمسيرة حول أسوار المسجد الأقصى وبوابته الرئيسية، يشارك فيها المئات وأحيانا الآلاف ، يرفعون خلال مسيرتهم شعارات " فليبن الهيكل .. وليهدم المسجد " و " فليبنى الهيكل .. وليحرق المسجد"، وتوزع الكتب والأدبيات حول أهمية بناء الهيكل الثالث ، من منطلقات عقائدية ، مع العلم أن جهاز المخابرات الصهيوني هو الذي أعطى الموافقة لتلك المسيرات ، وكذلك دخول اليهود إلى المسجد الأقصى. كما أن حركة "السلام الآن" نشرت على موقعها على الإنترنت تقريراً تُحذر فيه من مغبة ترك الحكومة "الحبل على الغارب" للمتطرفين اليهود لتنفيذ مخططهم، الذي وصفته بالجنوني، مؤكدة على أنه سيؤدي إلى إحراق المنطقة بأكملها، ويخرج المارد الإسلامي.

مطالبات من يسمعها؟!
وقد طالبت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بحماية الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس ؛ من خلال متابعة تنفيذ البرامج والأنشطة الموجهة لفائدة المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية في القدس.

وأكدت المنظمة الإسلامية " أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحذرت من أية محاولة لانتقاص السيادة الفلسطينية عليها، وأكدت بطلان جميع الإجراءات والممارسات الاستيطانية في القدس؛ وذلك انسجامًا مع قرارات الشرعية الدولية والمواثيق والأعراف الدولية التي تعد كل التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية والاستيطانية الصهيونية الرامية إلى تغيير الوضع القانوني والديموجرافي والعمراني والتراثي والحضاري للقدس باطلة ومخالفة لقرارات الشرعية الدولية ".

ولا شك أن مدينة القدس في نظر القانون الدولي , هي جزء لا يتجزأ من الضفة الغربية، وان ضمها وعزلها من قبل إسرائيل يعتبر أمرا غير شرعي ومخالف للقرارات الدولية المتعلقة بالقدس , ومن هنا تكمن أهمية وضرورة تكاثف الجهود الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية والقانونية فلسطينياً وعربياً لتوعية المواطنين بحقوقهم ومتابعتها , بعدما أصبحت حياتهم في المدينة أكثر خطورة مما هي باقي المدن الفلسطينية حيث يعانون من أساليب متعددة ومطاردة في كافة مجالات الحياة من قبل سلطات الاحتلال التي تستهدف اقتلاعهم من مدينتهم لتغيير الواقع الديمغرافي لصالح المشروع الاستعماري الصهيوني.

وحيث أن الاعتداءات طالت جوانب عدة ينبغي الإشارة إليها والتنبيه على خطورتها والتي لم تهمل شيئا نافعا لتغيير الحقائق وفرض أمرا واقعا يصعب معه معرفة ما جرى وما يجري ، فالتزوير طال كل ما هو إسلامي وعربي في بيت المقدس والبلدة القديمة في شرقي القدس ، ويمكن تقسيمها على النحو التالي :

الأسماء : تزوير وتحريف:

تهويد المسميات عملية منظمة تستهدف التزوير ، وتتم عن طريق " سلطة تسمية الأماكن "الإسرائيلية " وهي الهيئة الوحيدة المناط بها هذا العمل ، والتي تتعمد التحريف للأسماء بعدة طرق منها ترجمة الاسم إلى العبرية - العبرنة - مثل جبل الزيتون إلى هار هزيتم وجبل الرادار إلى هار دار شمال غرب القدس وغيرها ، وتحريف الاسم العربي ليلائم اسماً عبرياً مثل كسلا أصبحت كسلون والجيب جبعون والتحريف يتراوح بين استبدال حرف بآخر إضافة أو حذف .

الآثار الإسلامية : تحريف وتزييف:

من أساليب التحريف والتزييف في المدينة العمل على إزالة وطمس آثار القرى العربية واستخدام حجارتها في بناء المغتصبات اليهودية ، فبلدية القدس تتجنب البناء بالأسمنت المسلح لكي يخيل للزائر أن هذا السور بني من قبل مئات السنين ولكي يعملوا على إعادة استخدام هذه الآثار في تركيب تاريخ يهودي مزور .

الآثار: سرقة وإهمال:

إهمال الآثار في منطقة القدس والتغاضي عما يحدث فيها من نبش ونهب وسرقة في وضح النهار لقد أطلق الكيان اليهودي العنان للتجار اليهود لممارسة ابشع أشكال التجارة والسرقة غير المشروعة للمعالم الأثرية فلم تبق خربة إلا وعاث فيها اللصوص خراباً وتدميراً.

المعالم الإسلامية : طمس وتهويد:

تتعمد حكومة الاحتلال أسلوب طمس المعالم الإسلامية وتهويدها ويعتمدون أكثر من نمط لطمس وتزوير المعالم الإسلامية في المدينة كنمط الإزالة كما حدث لدى حارة المغاربة ومسجد حي الشرف ، وقد يعمدون إلى تحويل المسجد إلى كنيس يهودي كما في مسجد النبي داود حيث أقدمت السلطات اليهودية على إحداث تغيير في معالم المسجد ، بعد إزالتها للكتابات القرآنية وما يحوى بأنه كان في الأصل مسجداً. وقد يعمد إلى تحويل جزء من المسجد إلى كنيس كما حدث في مسجد النبي صموئيل شمال غرب القدس .

السياحة : دعاية خبيثة:

تمارس الدعاية اليهودية أخبث الوسائل لإيصال رسالة واضحة للزائرين من اليهود وغيرهم بأن تاريخ تلك الأرض هو تاريخ اليهود فقط ، وتشوه كذلك صورة المسلم والعربي والحط من قيمته، وتحارب اقتصاد القدس والتجارة فيها بشتى الوسائل بقصد ترحيل التجار القسري المنظم .

وأخطر تلك الممارسات ما يقوم به المرشدون السياحيون من دور يتسم بالتزييف والتزوير خلال إرشادهم للسائحين عن القدس ، فهي " مدينة داود وسليمان والعرب احتلوها وبنوا مقدساتهم على أنقاض كنسهم ومقابرهم ومنازلهم "، وكذلك الكتب والكراريس والمجلات السياحية التي توزع وتباع في المكتبات خلال تجوالهم في شرقي القدس ، والتي لا تقل خطورة من القذائف الدبابات وصواريخ الطائرات الحربية !!

الحفريات اليهودية : الأهداف الخفية:

العديد من الحفريات تجري بهدف إضعاف البنية التحتية للأبنية والمساكن والمقدسات الإسلامية ، حيث أصيب الكثير منها بتصدعات خطيرة ، مثل المدرسة العثمانية ، والمدرسة المزهرية والمدرسة الجوهرية في باب الحديد ورباط الكرد ، والزاوية الرفاتية ، والمدرسة التنكزية في باب السلسلة ، هذا إضافة إلى مئات المنازل التي سقطت أرضياتها وتصدعت جدرانها وتمنع السلطات أي ترميم فيها . ولم تتبق حارة أو زاوية في القدس إلا وتعرضت لهذه الحفريات وعندما توجد أي آثار إسلامية كانت تلقى الإهمال والضياع والتدمير ولا يتم توثيقها .

وأحدث تلك الحفريات ما قامت به سلطات الكيان الصهيوني بحفر نفق جديد وبناء كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى المبارك، مما يهدد أساساته بالانهيار. وقد حمل مجلس القضاء الأعلى الفلسطيني سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن عواقب هذه الأعمال الاستفزازية لمشاعر المسلمين، ودعى العالم العربي والإسلامي إلى تحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذه الحفريات بكل حزم وإصرار دون تردد ووضع المسجد الأقصى على سلم أولوياتهم .

بلدية القدس وهدم منازل الفلسطينيين :

كشف "مائير مرغاليت" منسق - الحركة الإسرائيلية ضد هدم البيوت- المناهض لسياسة هدم المنازل التي يمارسها الاحتلال أن بلدية القدس المحتلة رصدت ميزانية 600 ألف دولار لهدم منازل يملكها فلسطينيون بحجة عدم حصولهم على رخصة بناء . وأوضح أنه خلال 2004 دمرت إسرائيل تسعة آلاف متر مربع من المنازل نحو 152 منزلا في حين دمرت 12 ألفا خلال 2005 نحو90 منزلا لكن هذه المنازل كانت أصغر حجما.

وبلغ عدد المنازل التي دمرها الاحتلال في القدس منذ 1967م لبناء المغتصبات والطرق المؤدية إليها " 12 ألف منزل " ترك ساكنيها من الأسر الفلسطينية بلا مأوى ، ومعظمهم من الفقراء ومتواضعي الحال، وما زال مسلسل الهدم والدمار مستمرا ليهود أكثر وعرب أقل .

وفي ختام هذا السرد لما يحاك للمسجد الأقصى ومدينة القدس ولتجنب الوصول إلى كارثة حقيقية تعطي المجال للجانب اليهودي باستغلال هذه الظروف في مدينة القدس خاصة داخل البلدة القديمة, يجب اتخاذ الآتي :

تنسيق جهود المؤسسات والجهات الداعمة والمسؤولة والمؤسسات الدولية والعربية لتكثيف نشاطاتها ودعمها للمدينة وسكانها ، وتطوير برامج مالية لدعم ومساعدة الأسر التي ترغب في ترميم أو توسيع مساكنها للتقليل من حدة الازدحام ، واستثمار الطاقات وتسخيرها لتوفير فرص العيش الكريم لأهله ولتمكينهم في رباطهم على تلك الأرض المقدسة بكفالة اليتيم، وحلقات العلم ، والمشاريع الإنتاجية .

والعمل على إعمار المسجد الأقصى بالصلاة فيه ودعم حلقات العلم والدورات الشرعية لإعادة الحركة العلمية إليه من خلال المسلمين المقيمين بجوار المسجد الأقصى .
والحكومات العربية والإسلامية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالعمل ضمن استراتيجية واضحة ومحددة لحماية المسجد من مصير التقسيم بالحد الأدنى إن لم تكن قادرة على تحريره، كما ندعوها لدعم وإسناد الدور الذي يجب أن تضطلع به الحكومة الأردنية بصفتها الوصية على الأماكن المقدسة بموجب القانون الدولي وبموجب معاهدة وادي عربة ، تعد الوصية على خدمة المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية في القدس ، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها تجاه القدس بمناهضة أي تغيير يجريه الاحتلال في القدس، ولتعبئة كل أجهزتها ومؤسساتها بما يتجاوز مشاريع متفرقة للإصلاح والإعمار.

ووسائل الإعلام مطالبة كذلك إلى الاهتمام الخاص بتغطية أخبار القدس والمسجد الأقصى وإيجاد الآليات اللازمة لذلك، وإبقاء هذه القضية ضمن القضايا الأساسية في مختلف أنواع التغطيات الحوارية والوثائقية والثقافية لحمل عبء قضية الأقصى والاهتمام بها ومعرفة تاريخها وما جاء من أخبار وآثار إسلامية ، ليتحصن المسلم من شبهات وأكاذيب اليهود ، وتوظيف القلم للدفاع عن المسجد لأقصى ورد الشبهات والأساطير .
وكل مسلم مطالب بالدعاء لله تعالى ، فهو السلاح الذي تملكه أمة الإسلام والذي يصيب كبد السماء ، ومن بخل بالدعاء سيبخل بالأموال والدماء ، فإن الله سبحانه قادر أن يسخر لهذه الأمة رجالاً مخلصين يقودون الأمة إلى الطريق الصحيح ، كما قاد الأمة بالسابق القائد صلاح الدين رحمه الله ودافع عن مقدساتنا وحرر أرض المسلمين من كيد النصارى .
وقبل هذا وذاك لا بد من اليقين أن النصر للإسلام والمسلمين والعاقبة للمتقين ، لبث روح التفاؤل في أنفسنا وبين أبناءنا وأجيالنا ، وعلينا كذلك أن نوقن بأن الأيام دول ، وأن ما أصابنا في فلسطين والمسجد الأقصى من الممكن تداركه ، متى تحلينا بالإيمان وصدق النية والتصميم على استعادة أرضنا المقدسة ، فاحتلال اليهود للمسجد الأقصى ليس نهاية المطاف فكم سقطت أراضى للمسلمين في أيدي المعتدين ثم استطاع المسلمين بفضل الله ومعونته استردادها منهم ، ونسأل الله أن يكون النصر قريباً .
نسأل الله تعالى أن يرد كيد اليهود ، ويرحم إخواننا في القدس وفلسطين ، وأن يحفظ المسجد الأقصى من دنس اليهود ومن كل ظالم جحود .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.