[كل الناس بتقول عليّ هبلة ومش عارفة أعمل إيه] كل الناس بتقول عليّ هبلة ومش عارفة أعمل إيه أنا مشكلتي وبدون مقدمات إن الناس بتقول لي يا هبلة اعقلي؛ أنا فعلا لما ببقى مبسوطة زيادة أو حزينة زيادة باتصرف بسرعة أو بدون تركيز وباكون متلخبطة، بس الكلمة بتتقال لي قدام الناس وبتحرجني.
مرة مديري كان عايز يسيب الشغل وياخد إجازة لأنه زعلان من واحدة معانا فأنا مش عايزة أخش في الموضوع أوي وعلى قد اللي فهمته إن الكلاش مع حد أنا مش بحبه فمارضيتش أخش في الموضوع وكنت عايزة أهدي المدير وأخليه يتراجع يعني، فقلت بهزار إن لو حضرتك ماجيتش بكرة أنا هاجيب 6 تكاتك (جمع تكتك) وآجي آخد حضرتك من عند البيت فهو قال لي إنتي مش فاهمة وإنتي طيبة أوي، وأنا خارجة من مكتبه مع زملائي كان شكله لسه زعلان فقلت تاني إنت حر لو ماجيتش هاجيب التكاتك فزميلتي ردت عليّ قالت لي يا هبلة.
كمان يوم فرح أنتيمتي كنت برضه فرحانة فصاحبتي قالت لي اهدي شوية. المشكلة إني لما باشوف نفسي في الفيديو بيكون فعلا شكلي زي الهبلة أو هو هبل من كثرة الفرح، كمان ماما كتير تقول لي نِفسي تعقلي، أنا عندي 28 سنة وأكبر إخواتي وأعمل مدرسة لغة إنجليزية، كمان ناس كتير بتحس إن كتر طيبتي واصلة لدرجة الهبل.
تعبت ومش عارفة أحكي تاني لأن خلاص دموعي نزلت وصعبت عليّ نفسي، والمشكلة إني لما بتقل شوية بيقولوا إني تنكة وتقيلة، قولوا لي أتصرف إزاي لأني مش عارفة أتعامل خلاص وزهقت من الناس.
Lightness.forever
هناك فارق كبير بأن يتصرف الإنسان على طبيعته وبأن يكون الشخص "أهبل"، فالتصرف ب"هبل" يكون عادة نتاج مبالغات مقصودة في التصرفات وردود الأفعال بشكل متعمد من قبل صاحبها بهدف جذب الانتباه وخطف الأنظار، لكن أن يتصرف الشخص على طبيعته، أن يترك العنان لتصرفاته وردود أفعاله كي تخرج كما هي دون تقليل أو تهويل فهكذا يتصرف الإنسان على طبيعته، ولكن أحيانا ما تكون ردود الأفعال تلك غريبة نوعا ما أو لا تتناسب مع الموقف وتحتاج أن يتم السيطرة عليها، وهذا هو ما نستعرضه خلال السطور القادمة.
من الواضح أنكِ إنسانة ودودة بطبعك، ولا تألي جهدا في سبيل إسعاد من حولك وإظهار فرحك من أجله أو حزنك أسفا عليه إلا وتبذلينه كما يجب أن يكون، وبالتالي في لحظات السعادة تكونين أكثر من يفرح وفي لحظات الحزن أكثر من يبكي ويبأس، تسعين إلى فك كرب الملكوم بكل ما أوتيتِ من قوة، تعبيراتك تخرج كما هي بدون أي سيطرة أو تنظيم لأنك ببساطة لا تفكرين في الطريقة التي سيفكر بها الناس فيكِ كنتيجة لهذه التصرفات، ولكن كل ما يهمك أن تأتي بالنتيجة المطلوبة من جراء ذلك كما حدث مع مديرك في الموقف الذي ذكرتيه على سبيل المثال.
يجب علينا ألا نهول من حجم المشكلة ونعملق منها لدرجة البكاء ولا نقلل منها لدرجة التسفيه، بل نضعها في حجمها الطبيعي والحقيقي، فمن الجميل أن تتصرفي بطبيعتك، ولكن كل ما نحتاجه أن نقوم بعمل منظم لهذه الانفعالات وردود الأفعال في مختلف المواقف بحيث تتناسب مع الموقف الذي تخرج فيه، وذلك من خلال بعض التمارين التي يمكن أن نستعرضها معا.
في بعض الأحيان تعليقاتك على بعض المواقف قد لا تتناسب مع جدية هذا الموقف، وهو ما يستدعي البعض فيما بعد إلى ادعاء الجدية وممارسة الانتقاد السلبي لك بوصفك بال"هبلة" وبالتالي لنقطع عليهم الطريق في تقييمك ونعتك بتلك الأوصاف التي تثير حفيظتك عليكِ أن تحاولي أن تتمهلي قبل التلفظ بأي كلمة أو تعليق في حال شعرت أنه ربما يترك أثرا سلبيا في نفوس الحاضرين وذلك من خلال التمهل قبلها ولو 10 ثواني للتفكير في هذا الرد وبعدها قوله أو الامتناع عنه حسب ما ستتوصلين إليه خلال هذه الثواني العشرة.
المشكلة الثانية تتعلق بإظهارك لانفعالاتك سواء السعيدة أو الحزينة كما هي ودون سيطرة، وعلى الرغم من أن ذلك لا يعتبر عيبا في حد ذاته لكن يمكن أن ننظمها بشيء من العقل، وبعيدا عن المبالغة يجب عليكِ مثلا أن تجعلي دموعك قاصرة عليكِ وحدك وألا تحاولي أن تظهريها أمام أي شخص غريب أو أمام المقربين منك جدا فحسب بحيث لا تنتقدي بسبب ذلك، وأما حالات الفرح والسعادة فلتعبري عنها كما تشائين، ولكن تأكدي من أن الشخص الذي تفرحين من أجله يستحق هذه المشاعر الصافية النبيلة ولا تكون على الملأ في كل موقف وبدون مناسبة.
وبخلاف ما سبق يمكن لكِ أن تنتقي من بين أصدقائك أكثرهم قربا منك ومن يملك الأهلية كي يوجهك إلى الخطأ والصواب في شكل النصيحة وليس في شكل الانتقاد السلبي وتأتمنيه على مظهرك أمام الآخرين فيصوبك إذا أخطأتي ويردك إذا بالغتي، ولكن حذاري أن تستنسخي من نفسك شخصا جديدا، فقط أصلحي ما ترينه عيبا، صوبي فقط ما تعتقدينه خطأ، فالاستنساخ لا يخلق شخصا جديدا أفضل، بل يخلق مسخا خليطا بين هذا وذاك، لم يحقق مميزات الشخص الجديد ولم يتلافَ سلبيات الشخص القديم.
أخيرا يجب عليكِ أن تفكري في نفسك بطريقة أفضل لأن تلك الانتقادات السلبية الدائمة لك ربما أفقدتك جزءا من ثقتك بنفسك، فكري دائما أنك تستحقين أفضل مما يقال لكِ، إنك إنسانة نقية طبيعية على عكس كثيرين ممن يفضلون ارتداء الأقنعة وتقمص شخصيات مزيفة مخالفة تماما لحقيقتهم.