[زوجتي لها بعض التصرفات التي لا أستطيع تفهمها] زوجتي لها بعض التصرفات التي لا أستطيع تفهمها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، خطبت زوجتي منذ سنة ونصف تقريبا وعقدنا منذ شهرين وننوي الإشهار والزفاف بعد ثلاثة أشهر إن شاء الله ونحن بحمد الله سمن على عسل ونعتبر نفسينا أسعد زوجين في الدنيا؛ علاقتنا مبنية على التفاهم والمصارحة في كل الأمور وأنا أشاركها في أفكاري وقراراتي وتفعل هي أيضا المثل
عندي 26 سنة وأعمل مهندسا وهي 22 سنة وهي الثانية بعد أخيها الأكبر ولديها أخّان أصغر منها وما زالت طالبة بالجامعة في السنة النهائية وفهمت أن أخاها الأكبر كان مدللا وتحملت هي مسئولية مساعدة والديها في كل شيء مثل شراء الطلبات والتعامل مع العمال في حال غياب والدها، لديها عاطفة شديدة تجاه قضايا البلد مثل الكُره الشديد للظلم والتحمس الشديد المندفع لحضور التظاهرات من زمن ولو انطوى الأمر على مخاطرة.
تهتم بي وبالسؤال عني إن تأخرت خارج المنزل ولا تنام حتى أعود إلى منزلي، شخصيتها اجتماعية أكثر مني ولديها العشرات من الصديقات وتحب الخروج والانطلاق أكثر من الجلوس في المنزل، قالت لي "أنا متربية وسط ولاد" وتعودت أن تلعب معهم في صغرها حتى سن 11 سنة لقلة عدد البنات في عائلتها.
أثناء فترة الخطوبة كانت هي أحرص مني على التواصل والزيارات وكثيرة السؤال عني، لا تحب أن تفعل أي شيء إلا بعد اقتناع فهي ليست سهلة الانقياد وهذا يعجبني فيها لعقلها، وفي ذات الوقت هي مهتمة بنفسها وتحرص على الظهور بمظهر حسن (باعتبار القيود الشرعية بالطبع) أي أنها تهتم جدا باختيار ملابسها مثلا وكذلك هي شديدة الاهتمام بمظهرها عندما أزورها في البيت بعد عقد القران.
تعبر لي عن مشاعرها نحوي بالرسائل ولكن تتحرج من الكلام وتكتفي بقول "وإنت كمان.. إنت أكتر" عند تعبيري أنا عن مشاعري، بعد عقد القران اقتربنا جسديا أكثر بالتدريج من مسك الأيدي والتقبيل.
المشكلة أن هناك بعض التصرفات والظواهر التي لا أستطيع تفهمها ظهرت لي بعد عقد القران وهي مثلا أني عندما أعبر لها عن قلقي عليها عند خروجها مثلا تقول لي: "ماتخافش وراك رجالة".
عندما أعبر لها عن سعادتي بها تقول لي: "عشان إنت طيب بس" عندما أمدح مظهرها تقول لي: "أصلك ماشوفتش بنات غيري"، أو "مراية الحب عميا"، أو "أومال لو كنت جميلة بجد!"، وهي بكل المقاييس جميلة جدا.
مثلا عندما مدحت شعرها يوم كتب الكتاب قالت لي "أبدا.. ده معمول عند الكوافير.. بكرة تشوفه على حقيقته وتغير رأيك"، أحيانا تحول هي بعض التعبيرات العاطفية إلى مادية وهذا يضايقني، مثل إذا عبرت لها عن رغبتي في رؤيتها ثانية بعد وقت قصير من زيارتها تقول "يا نصاب.. مافاتش غير كام دقيقة" أو إذا عبرت لها عن عدم قدرتي عن الاستغناء عنها أبدا تقول لي" إزاي؟ ما إنت هاييجي عليك وقت هاتكون في الشغل".
رغم التقارب الجسدي لكنها تنتفض وتنكمش على نفسها لا إراديا إذا اقتربت من بعض الأماكن بالوجه كرقبتها مثلا وتقول لي: "معلش أصل جسمي بيقشعر" وتفعل هذا في كل مرة حتى إذا اقتربت منها بشكل عفوي أو لا إرادي أو حتى إذا سبق هذا احتضان وتقبيل لفترة طويلة".
بالرغم من هذا هي تبادر أحيانا إن لم أبادر أنا بمسك اليد أو الاحتضان يحدث أنه أثناء وجودنا في جو عاطفي أن تحول الحديث إلى شيء مناقض تماما مثل الحديث عن مشكلة سياسية أو عن صديقة أغضبتها وهكذا.
عملنا قياس MBTI لي ولها فكنت أنا ISFJ وكانت هي ENFJ، وبعد هذه النقاط السابقة، هل عدم التفهم لهذه النقاط فيه مبالغة أم أن من المطلوب أن أغير من تصرفي أو آخذ اعتبارات معينة؟ هل هذه العبارات رد فعل طبيعي على مدح الفتاة؟ كيف أمنع نفسي من الضيق عند سماع هذه العبارات أو كيف أتفادى أن تقول هي ذلك؟
eng.a.redwan
اختبارات تحديد وتحليل الشخصيات اختبارات حازت اهتماما عالميا وصارت اختبارات عالمية، وهي جهد كبير، خاصة حين تقوم على أسس علمية وعلى عدد كبير من البشر ليتم تأكيد تلك الملامح، وفيها يتعرف الشخص على مميزات الشخصية ومناطق قوتها وقدراتها، وكذلك مناطق الضعف فيها واحترامها أو تهذيبها بدرجة مقبولة، وتساعد بجانب التعرف على الملامح والمميزات، على التعرف على ردود أفعال الأشخاص وتوجهاتهم وطرق تفكيرهم، مما يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع الشخصية بقدر كبير من الذكاء والتفهم والحصول بناء على ذلك على أفضل طريقة للتعامل معها، وبالتالي الحصول على أفضل رد فعل أو تصرف نطمح إليه منهم، وهذه الاختبارات مخاض لنظريات نفسية واجتماعية وبيئية... إلخ، قام بها علماء بذلوا الجهد الكبير.
ورغم ما قد يشوبها من استخدام غير أمثل أو يتناقلها غير أصحاب الخبرة، أو قد يستخدمها ويتناقلها أشخاص على درجة من الخبرة بالفعل ولكن يقومون بتطبيقها كما هي من المناخ الذي خرجت منه إلى مناخ آخر يختلف في عدة جوانب أخرى مما يؤثر على سلامة تفاصيلها، وعلى أي حال فإننا نجد أنها تحمل الكثير من الملامح العامة التي تتشابه فيها البشرية.
حتى أن هناك نظريات كثيرة وصلت في دراستها إلى درجة دراسة البناء الجسماني للإنسان، فهناك نظرية تقول إن الشخص النحيف غالبا ما يكون منطويا ومبدعا وغير اجتماعي، على عكس شخص آخر صاحب عظام عريضة يتسم بصفات أخرى... وهكذا، بل أن هناك من وضع علوما لدراسة ملامح الإنسان نفسه.
وعلى الرغم من توافق تلك النظريات في الكثير من الأحيان لكنها تختلف في الكثير منها أيضا، لذا نجد أنه بالرغم من تقابلها في الكثير مما حددته للبشر إلا أنها تحمل من الاختلاف بينهم بقدر ما تحمله من اتفاق، وهذه هي الحال دوما حين نتحدث عن البشر، فقد يتفق البشر في توصيف ما في الشكل العام له.
بينما تظل تفاصيل التصرفات تختلف من شخص إلى شخص، لأن هناك بيئة وخبرات يمر بها الإنسان لا بد أن تترك لها أثرا في التفكير والمشاعر والتصرفات لن تتماثل تماما مع شخص آخر، لذا نجد نفس الأبناء لنفس الأبوين لنفس البيئة لكنهم يختلفون في التصرف وردود الأفعال، هذا لأن الخبرات التي تعرضوا لها على مدار الحياة لن تكون بالضرورة نفس الخبرات وإن تشابهت البيئة والأهل.
ورغم ذلك سنجد بينهم تشابها كبيرا جدا في الخطوط العريضة ومفاهيمهم تجاه الحياة، أرجو أن أكون قد استطعت أن أوصل إليك ما أردته في تلك النقطة، لذا أعود إليك فأقول: هذه الاختبارات ستشير إلى الملامح العامة للشخصية والمميزات العامة لها، ولكنها لن تتمكن من أن تعطيك الرد على سؤالك بهل التوافق سيكون جيدا أم لا، فلو كنا نتحدث عن مجال العمل أو الحياة العامة فقد نعتمد على نتائجها بدرجة كبيرة.
ولكن حين نتحدث عن حياة زوجية بما تعنيه من اندماج وتناغم وذوبان جزء كبير من شخصية كل من الزوج والزوجة في كيان جديد ينشأ عن الزواج وهو "نحن" سيختلف الأمر، ولا تفهم من حديثي أن الزوج والزوجة كلا منهما يذوب في شخص الآخر وأنهما يصيران شخصا واحدا، لا أبدا لا أقصد ذلك، ومن يحدث معه ذلك يلاقي من المتاعب الكثير.
ولكن في الزواج يتحول كل من الزوج والزوجة من "أنا" منفصلة لكل منهما، إلى "أنا" و"نحن"، فيحتفظ كل واحد منهما بجزء "أنا" ويتكون جزء جديد يحدث فيه الذوبان الصحي بينهما يخلق مساحة "نحن" الجديدة، فيظل كل منهما له شخصيته وحياته وأفكاره وطموحه... إلخ، لكن بدأ يكون لهما حلم مشترك، هدفا مشترك... إلخ، يتطلب درجة من الذوبان والتخلي عن بعض ال"أنا" لينجح "نحن".
ولذا الإنسان يتغير، ومع تغيره تتغير أفكاره وتتغير مشاعره وبالتالي تصرفاته، ولكن الحقيقة التي لا شك فيها ولا تقبل أي جدال هي أن الذي يتغير لا يتغير لأن هناك آخر يطلب منه هذا التغيير، ولا لأن الموقف يتطلب منه ذلك، وإنما يتغير الإنسان حين يريد هو وحده أن يتغير، أو حين يقتنع هو أنه يحتاج فعلا أن يتغير فيحدث التغيير، فالزواج الناجح يرتبط ارتباطا وثيقا بالاختيار الناجح للشريك.
واختيار الشريك يتطلب منا أن يكون بيننا وبين الشريك درجة جيدة من التكافؤ في كل المساحات، تكافؤ في الوضع الاجتماعي والمالي والنفسي، وتكافؤ في درجة التدين، وتكافؤ في الأخلاق... إلخ، والتكافؤ ليس معناه التطابق ولكن معناه ألا يكون الفارق كبيرا يؤثر على التناغم مع الشريك، ويتطلب كذلك الاختيار الناجح وجود الحب.
وحين يتوافر التكافؤ كما وضحته ويتوافر الحب يبقى أمر واحد مهم، ألا وهو: أن نتقبل بصدق دون تزييف ودون تشويش الاختلاف الذي نجده في هذا الشريك، فلو هناك تقبل فستتوافق الحياة بيننا وبين الشريك بدرجة قوية، وإن لم نتمكن من التقبل صارت مشكلة، لذا معركتك الحقيقية في تقبل طريقة تعبيرها عن الحب التي تختلف فيه عنك، فهي تحبك ولكن بطريقتها، فهي لا تهنأ إلا بالاطمئنان عليك وتهتم بنفسها لمجيئك وتعبر عن احتياجها إلى القرب الجسدي منك، فهكذا هي تحب.
فهل تتقبلها هكذا؟ هل تتقبل هروبها من الكلام الرومانسي شديد النعومة لأنها لم تعتَد عليه لكونها تربت في بيئة فرضت عليها المسحة الذكورية البسيطة تلك؟ هل ستتفق مع نفسك أن تدربها بالصبر وبالتدرج والتكرار على ما تحب أن تسمعه منها أو ما تحب أن تجده كرد فعل منها؟ هل تفهم أنها فقط تحتاج إلى تدريب وتكرار حين تقنعها بأنها تلك الأنثى التي غابت عنها سنوات لظروف البيئة فتقتنع وتتغير من داخلها وتساعدك؟
الأمر بسيط لو كانت إجاباتك عن أسئلتي بنعم، وستكون مشكلة لو الإجابات بلا، فلو وجدت ما تحتاجه منها وتجده بين يديها أكبر مما تفتقده معها فلا تبخل عليها بهذا الجهد، وإن وجدت العكس فلا تظلم نفسك ولا تظلمها حتى لا تتحول ردود أفعالها تجاه الأنوثة مشكلة ضخمة بينكما.