أ ش أ سادت حالة من الهدوء ميدان التحرير بعد يوم من التظاهرات الحاشدة التي شهدها الميدان أمس (السبت)؛ احتجاجا على الأحكام الصادرة بحق الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه الستة. وشهد الميدان حلقات نقاشية موسعة بين المتظاهرين، الذين أعلنوا اعتصامهم بالميدان وبين بعض المواطنين المارّين من الميدان باتجاه أعمالهم؛ حيث يرى المعتصمون ضرورة العودة إلى التحرير مرة أخرى؛ لوقف إجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل مجلس رئاسي مدني من عدد من المرشحين الذين خرجوا من سباق الانتخابات ومستقلين، وتطهير القضاء والإعلام، وتشكيل محاكم ثورية لمحاكمة رموز النظام السابق بشكل علني. بينما يرى الطرف الآخر أن محاكمة الرئيس السابق ونجليه ووزير داخليته ومساعديه تعتبر في حد ذاتها مكسبا من مكاسب الثورة، باعتباره أول رئيس في تاريخ مصر يحاكَم ويدخل السجن أيضا في مشهد مذلّ يعتبر عظة وعبرة لكل من سيأتي بعده، وضرورة العمل على تهدئة الأوضاع حتى انتهاء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، مشيرين إلى أن الانتخابات هي بداية الطريق الصحيح لوضع البلاد على طريق الديمقراطية وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب المصري. كما شهد الميدان بعض التجمعات التي احتشدت بالقرب من مبنى الجامعة الأمريكية وأمام مجمع التحرير، والتي رددت هتافات من بينها "القصاص القصاص.. الإعدام الإعدام"، "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم".. "واحد اثنين قانون العزل فين" "سامع أم شهيد بتنادي.. مين هيجبلي حق ولادي". كما شهد الميدان تعليق بعض اللافتات التي تعبّر عن مطالب المتظاهرين، ومن بينها: "شهداؤنا يستحلفوننا عدم الرضوخ للمؤامرة.. لا بديل عن محكمة ثورة.. وحياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديد، القصاص للشهداء". وعلى الصعيد الميداني، ما زال الميدان مغلقا أمام حركة سير السيارات؛ حيث ما زالت الحواجز الحديدية موضوعة بجميع مداخله، بينما يعمل رجال المرور بداية من ميدان عبد المنعم رياض وبداية تقاطع شارع قصر النيل والبستان، ويقومون بتحويل خطوط سير السيارات بعيدا عن الميدان؛ لتفادي الاختناقات المرورية، في الوقت الذي غابت فيه اللجان الشعبية المكلفة بتأمين الميدان عن جميع تلك المداخل حتى الآن. وكان عدد من القوى السياسية والثورية والمستقلين قد أعلنوا بعد منتصف الليلة الماضية اعتصامهم بميدان التحرير لحين تحقيق جميع مطالب الثورة الأساسية؛ وذلك احتجاجا على الحكم الذي صدر أمس من محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت ببراءة 6 من كبار مساعدي حبيب العادلي -وزير الداخلية الأسبق- من تهم قتل المتظاهرين، على الرغم من إدانة العادلي نفسه والرئيس السابق مبارك والحكم على كل منهما بالسجن المؤبد.