لعبت مصر مباراة رائعة في تاريخها العظيم.. عمر المباراة لم يكن تسعين دقيقة، بل كان 48 ساعة فارقة، مصر لعبت في كل مراكز الفريق.. حراسة المرمى من قضاة مصر الشرفاء، وخط الدفاع كان من حوالي 150 ألف جندي من جنود القوات المسلحة الباسلة وقوات الشرطة المصرية العائدة لأحضان شعبها، بينما كان خط الوسط من 13 مرشحا للرئاسة وأنصارهم.. وخط الهجوم كان الهداف الأول فيه والأخير هو شعب مصر.. بينما كان الجمهور من المراقبين المحليين والعالميين والعرب والأفارقة؛ ليتابعوا العملية الانتخابية عن قرب؛ لدرء شائعات واتهامات التزوير.. وهو ما رصده العالم كله في خدماته الإخبارية. مصر التي لعبت بكل قوتها وبخطة البحث عن الفوز وليس التعادل أو الخروج بأقل القليل من الخسارة.. منصّة التتويج كانت هي الهدف الوحيد.
لم يكن الرياضيون بعيدين عن المشهد الانتخابي، مثلهم مثل طوائف هذا الشعب الرائع، فقد وقف التوفيق بجانب لاعبي منتخب مصر للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بعد أن طالب اللاعبون بعمل لجنة انتخابية لهم في معسكرهم بالسودان، إلا أن انتهاء المعسكر ووصولهم إلى القاهرة أتاح لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم. كما حرص لاعبو الكرة على ترك منطقة الصندوق في المستطيل الأخضر، والذهاب إلى صندوق الانتخابات؛ لترشيح الأصلح لرئاسة مصر من وجهة نظرهم. أعطى حازم إمام -نجم الزمالك السابق- ومحمد بركات -نجم النادي الأهلي- وخالد الدرندلي -عضو مجلس إدارة الأهلي- ومحمد محسن الصغير -لاعب الإسماعيلي- للفريق أحمد شفيق الذي يرونه الأمل الذي سيخرج بالبلد من أزمتها.
أما مرشح الإخوان محمد مرسي فقد طُرِح اسمه بقوة من جانب بعض اللاعبين؛ لمساندته في المباراة الانتخابية وكان في مقدمة هؤلاء محمد أبو تريكة -نجم منتخب مصر والنادي الأهلي- وشارك أبو تريكة في نفس الرأي هادي خشبة -المدير التنفيذي للجنة الكرة بالنادي الأهلي- وشاركهم نفس الرأي كل من مختار مختار -المدير الفني السابق لإنبي- ومحمد عامر -رئيس قطاع الناشئين بالأهلي- ومجدي طلبة ومحمد رمضان وهاني العقبي وربيع ياسين وطارق سليمان -مدرب حراس الأهلي- وإبراهيم يحيى -لاعب الإسماعيلي- وسمير صبري -نجم منتخب مصر وإنبي السابق- حيث يرون أنه الأفضل لتحقيق نهضة مصر. بينما نال عبد المنعم أبو الفتوح نصيبا وافرا بين مجموعة أخرى من الرياضيين مثل حسام البدري -المدير الفني الجديد للنادي الأهلي- وجهازه المعاون محمد يوسف -المدرب العام للفريق- وأحمد أيوب -المدرب المساعد- وأيضا سيد عبد الحفيظ -مدير الكرة- والمهندس عدلي القيعي -مدير التسويق بالأهلي- ونادر السيد -حارس مرمى منتخب مصر السابق- ومحمود فتح الله -مدافع منتخب مصر ونادي الزمالك- ومهاب سعيد -مدافع الدراويش- لقناعتهم بأنه مرشح يتوافق مع جميع التيارات، وله كاريزما، بالإضافة إلى نضاله الوطني على مدار السنوات الماضية. أما حمدين صباحي فكان له نصيب الأسد من التدعيم؛ خصوصا أنه مرشح مستقل غير محسوب على أي تيار أو حزب أو جماعة معينة، ودعمه أكثر من لاعب بأندية القطبين رفضوا ذكر أسمائهم؛ حتى لا يؤثر ذلك على توجهات الناس وقتها. في الوقت نفسه رفض عمر جمال -لاعب الإسماعيلي- وأحمد حسن التصريح باسم مرشحهما، مؤكدين أنه لا بد أن يحتكم الجميع للصناديق، ويتقبّل كل من يحصل على الأغلبية مهما كان؛ حتى نبعد عن الانقسامات ويعود الهدوء للشارع لنبدأ جميعا في العمل من أجل مصر.