يرى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل أن جمهورية مصر ما بعد ثورة 25 يناير هي "الجمهورية الثالثة بعد جمهورية الحقبة الناصرية والثانية هي التي أسسها السادات بعد شرعية أكتوبر، وكان مبارك امتدادا لها"، مبديا تعجّبه ممن يصف فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأنها امتداد لفترة حكم الملك فاروق. وأكّد هيكل -خلال حواره ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة- أن "المجلس العسكري أساء التصرّف خلال المرحلة الانتقالية، وشباب الثورة كان مفتتا، وهو ما جعل أكبر قوة منظّمة -والتي تمثّلها جماعة الإخوان المسلمين- تفوز في الانتخابات البرلمانية". وأوضح هيكل أن العمل السياسي هو عمل مستقبلي، مشيرا إلى أن "الإخوان هم قوة تنظيمية تصلح لحشد الناس فقط لكن بلا سياسة؛ لأن رؤيتهم حالية وليست مستقبلية". ولفت الأستاذ النظر إلى أننا "نعيبش الفترة الحالية مسميات وكلمات فضفاضة، فما معنى مشروع النهضة؟ هو كلام فضفاض لا معنى له وليس مشروع مستقبلي واضح المعالم". ورفض هيكل استخدام الإخوان لشعار الإسلام هو الحل؛ وقال: "الدين قضية مطلقة؛ أما السياسة فهي قضية نسبية، وقد يرى البعض في شعار الإخوان أنه الدين هو المشكلة إذن، وأنا لا أقبل بذلك أبدا". وشدّد الأستاذ على ضرورة أن يتخذ الرئيس القادم قضية التعامل مع إسرائيل بحرص شديد، وألا يقترب في الوقت الراهن من اتفاقية السلام، كما عليه أن يتعامل بأن سيناء "لا تزال رهينة عند إسرائيل". وأردف: "يجب على الرئيس القادم اختيار طاقم رئاسي جيّد على المستوى السياسي"، مضيفا: "كما على الرئيس أن يأخذ في تفكيره أن هناك عجزا يوميا يصل إلى نصف مليار.. كيف سيواجه الرئيس ذلك؟". وأشار هيكل إلى أننا مُقْدِمون على تصادم واضح، مبيّنا: "الاصطدام محتمل بين الإخوان وبين المجلس العسكري، وبين الإخوان والقوى السياسية أيضا". وحول قضية مبارك، أبدى الكاتب الكبير تشككه في تأجيل القضية إلى 2 يونيو، مشيرا إلى أن هذا التاريخ سيكون مع خروج قاضي القضية على المعاش، مضيفا: "وإذا جاءت الأحكام خفيفة؛ فسيقول الناس إنها جاءت مجاملة للمجلس العسكري".