وصف الصديق الحميم فاروق جويدة الكاتب الناصري محمد حسنين هيكل بأنه من أنجح الناس في جمع الوثائق، وتساءل لماذا تظهرالوثائق في إنجلترا بعد خمسة وعشرين عاماً، بينما لا تظهر في مصر أبدأً؟! وأنا مع صديقي الأستاذ فاروق جويدة في أن (هيكل) من أكثر من يجمعون الوثائق من مصدرها الانجليزي. لكن الشىء الذي يجب أن يلاحظ أن هيكل ينتقي الوثائق حسب هوائه، وهي تلك الوثائق التي تمجد دوره ودور صنمه الذي كان يعبده جمال عبد الناصر. وأذكر أن الكاتب الكبير الذي نسيه الناس، والذي كان أقدر شخص علي إذلال هيكل، وهو الكاتب الصحفي الأستاذ (محمد جلال كشك) (رحمه الله)؛ كتب في الصفحات الأولي من كتابه الرائع (ثورة يوليو الأمريكية) ، اتهاماً واضحاً للأستاذ هيكل بالخيانة العظمي ، وأنه يحاسب بالدولار من قبل الجهات المشبوه في أوربا وأمريكا علي الكلمة التي يكتبها وليس السطر أو الصفحة، وتحداه وقال له: إني اتهمك بالخيانة العظمي ،وأتحداك أن ترفع قضية ضدي، وسكت هيكل ، فلم ينبس ببنت شفه، وكأنه أصم لا يسمع ، وأبكم لا يتكلم. *** إن هذا الصحفي الناصري الذي عاش يخدع الأمة من سنة 1954حتي 1967م لحساب عبد الناصر تحت عنوان(بصراحة)وهو الذي كان الناس ينتظرونه وكانه عقل عبد الناصر وإنجيله الذين يعرفون منه الواقع والمستقبل.. لكن (بصراحة) كانت زيفاً كلها. وثبت أن عبد الناصر سيده الذي عاد من اليمنُ منهكاً ليدخل في حرب لا معني لها ضد إسرائيل، بعد انهاكه في اليمن، وهو الرجل الذي قال:سنرمي إسرائيل في البحر، وقال مدير مكتبه سامي شرف: إننا سنحول الأسطول الأمريكي إلي قطعة من الحديد، هذا الرجل عبد الناصر لم يصمد ثلاث ساعات في صبيحة يوم الاثنين 5/6/1967، ودُمر طيرانه كله، ولطم حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية علي خديه، عندما رأي أن الطائرات الهيكلية لم تضرب، بينما الطائرات الحقيقية هي التي ضُربت مع أنها كانت كلها مستورة بطبقات معينة، وصرخ قائلاً: إنها مؤامرة!! ومع ذلك كانت لدي إسرائيل خريطة واضحة تسربت قبل حرب يونيو بعدة أيام ، وفيها مواقع كل الطائرات الحقيقية والطائرات الهيكلية المزيفة. *** ومع ذلك حشر هيكل مع سيده في القصر،وكما قال الدكتور حسين مؤنس :إن فلولاً من الجيش المصري الهارب أمام إسرائيل والذي كان هائماً علي وجهه في سيناء اقتربت من القاهرة، وكانت القاهرة بلا حماية فخشي عبد الناصر علي نفسه منها، وامر بضرب الجيش المصري: (أرجع إلي كتاب حسين مؤنس (باشاوات وسوبر باشاوات) طبع الزهراء للإعلام العربي. ومع ذلك كان هيكل منزوياً في القصر مع سيده قائلاً لسيده ليطمئنه: إن إسرائيل لا يمكن أن تصل إلي القاهرة، لأن هذا يغرقها في الكثافة البشرية في القاهرة، فلا تقلق يا سيادة الرئيس... وهكذا كان الأمر كله ، يدور حول سلامة الرئيس وتابعه هيكل. وهذا تاريخ موجود أيده الكبار ، ذكره المؤرخون العظماء، ولا أنسي هنا إلي جانب كلمة حسين الشافعي ما قاله الكاتب الكبير محسن محمد في كتاب (مستقبل وطن" : (إن الهدف من اخفاء الوثائق علي الشعب المصري هي اخفاء الحقيقة التي ستغضب الشعب المصري، وأشهر هذه الوثائق ما يتعلق بمقتل حسن البنا ، حيث يرفض الإنجليز رفضاً قاطعاً نشر وقائع هذا الموضوع، وكانت مصر حينئذ في يد الإنجليز ، وكانت المخابرات في أيديهم كذلك في 1948، وهنا نأتي للحكومة المصرية.. الحكومة المصرية لم تقم بإذاعة أي شىء فمثلاً ثورة 23 يوليو، سنجد أن هناك بعض الوثاثق أذيعت من وجهة بعض الثوار ولكن ماذا حدث بالضبط من عام 1952 وحتي وفاة عبد الناصر لا نعرف أشياء كثيرة. ماهي المداولات التي حصلت ؟ ماهي المداولات التي حصلت في قصة الإصلاح الزراعي؟ نحن لا نعرف ولا نعرف كيف كان يفكر الثوار وهل الإصلاح الزراعي أفاد مصر أم لا؟ هناك أشياء كثيرة جداً لا نعلمها حيث إننا لا نطلع علي محاضر الحكومة المصرية فهي غير متاحة. وعلي العكس إنك تستطيع ان تحصل علي محاضر الحكومات الإنجليزية والأمريكية والأسترالية، أما محاضر الحكومة المصرية فلاتعرفها). *** إنني أصرح بأن هيكل لغز، لكنه لغز مفضوح ، وخير من فضحه الكاتب الصحفي المصري محمد جلال كشك (رحمه الله). وها هو الكاتب الصحفي محسن محمد يكشف أصل القضية وأبعادها في شتي قضايانا ، و عما يدور خلف الكواليس ونحن غافلون. وكفاك سخرية بعقولنا ياهيكل.. أيها الهيكل الناصري!! • أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية- مفكر إسلامي • رئيس تحرير مجلة التبيان