السلام عليكم.. بصراحة أنا عندي مشكلة مخلياني مخنوقة جدا؛ لأني مع الأسف مش عارفة أفكر وأوصل لحل.. يا رب يكون راحة بالي عندكم. أنا في فترة من فترات حياتي كنت باشتغل مع أطباء، وكنت باوصل لهم فلوس، ولعدم استقرار الأطباء في شغلهم -يعني فيه سفر دائم- كانت فيه ظروف بتمر عليّ صعبة؛ خلتني استغل الفلوس دي في فك زنقتي.
ومع الأسف لما استقر الأطباء أو البعض منهم كنت أنا مشيت من شغلي، وهم مش عارفين إن ليهم أي فلوس.. دلوقتي أنا كاتبة المبالغ دي بس أرجعها إزاي، وأقول لهم إن طول الفترة اللي فاتت كان الفلوس معايا بتعمل إيه؟!
أنا خايفة أقابل ربنا ويحاسبني؛ بس بجد أنا محرجة جدا.. أفيدوني.
ronty7
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صديق "بص وطل" العزيز.. أما بعد،،،
يقول العقلاء إن أقصر طريق بين نقطتين هو الطريق المستقيم، بمعنى أن تكوني صادقة مع ربك، وصادقة مع نفسك لترتاحي من همّ الديْن الذي هو مذلة بالنهار وهمّ بالليل، والأسوأ هو أن يكون عبئا على الضمير يمنعكِ العمل والتواصل مع الحياة فلا تتمكنين من السداد ولا من الراحة.
لذلك أنصحكِ بأن تكتبي في ورقة ما حدث معكِ بالصدق الذي يرضي الله، ولا تحددين المبلغ حتى لا يُعتبر سندا ضدك يقاضيك به من لا ضمير له، ثم أشرحِ الأسباب التي دفعتك للاحتفاظ بالمال، وكيف أرغمتك الظروف على التصرف فيها بالإنفاق أو الضياع، ثم تذهبين بها أو ترسليها بالإيميل للرد عليها، مُعبّرة عن رغبتكِ في سداد هذه الأموال عن طريق العمل لديهم مرة أخرى لسداد هذه الأموال؛ حيث إنك لا تملكين سدادها، وما تمرين به من ظروف تمنعك من السداد.
وثقي صديقة "بص وطل" العزيزة.. أن ما يخرج من القلب يدخل القلب، وأن هؤلاء الأطباء الذين منّ الله عليهم بالسفر والترقي سيعتبرون ظروفك وسيسامحون في حقهم، ومن لا يسامح عليه أن يستخدمك لكي يسترد ماله، ومن لا قلب له وسيهددك بماله وبالقانون عليه أن يبحث عن دليل يُثبِت له حقه في مال لا يعرف عنه شيء، وأنك ما جئتِ إلا لترضي الله، ولترضي ضميرك، وأن الله الذي جعلتِ ثوابه وعقابه نصب عينيكِ، لن يخذلك أبدا ولن يتركك لمن لا قلب ولا ضمير له.
تصرفي صديقتي بطريقة ترضي الله؛ ليكون الله عز وجل معكِ، فإذا كان ربك معكِ فلا غالب يغلبكِ من البشر، وثقي في الله أن يكون معكِ؛ لأنكِ أردتِ التطهر من أموال لم تسعي لسرقتها، ولم تنفقيها إلا غصب عنك.
لا تترددي صديقتي في إراحة ضميرك بالتواصل مع ربك؛ فيسخر لكِ قلوب عبادة تسمع منك وتسامحك.