بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا حائرة جدا؛ مكتوب كتابي من أسبوعين تقريبا، ومن ساعة ما كتبت الكتاب وأنا دخلت في دوامة مش عارفة أخرج منها، وحاسة إن أنا متخبطة. أنا ارتبطت ارتباط تقليدي؛ ولكن هذا لم يمنع من حدوث تجاوب وقبول بيني وبين خطيبي؛ لكن من ساعة ما كتبت الكتاب وبدأ تكون طلباته مثل: القبلات، والأحضان، واللمس؛ بحجة أنني أصبحت زوجته، وصراحة أنا تجاوبت مع مطالبه منذ أول يوم؛ لدرجة إني مستغربة نفسي جدا؛ لأني بطبيعتي متحفظة جدا، وماكانش لي أي تجارب، لحد ما وصل سني ل29 سنة، وهو نفسه بيقول لي إنه ماكانش متوقع مني إني أتجاوب معاه؛ لأنني كنت أضع قيودا في فترة الخطوبة.
المشكلة إني بعد كل مقابلة باحس بألم نفسي شديد، ودوخة، وصداع، وباحس إني رخيصة، وصارحته بأحاسيسي؛ لأنه كان بيحس إني باتعب بعد كل مرة، وبيقول لي إن ده إحساس طبيعي؛ لأني لسه مش متعودة، ودايما بيطمني ويقول لي إنه عمره ما هيعمل معايا علاقة كاملة إلا في الدخلة.
أنا مش قلقانة منه؛ بس أنا كمان قلقانة جدا من نفسي ومن اندفاعي، باحس وأنا معاه إني فاقدة الوعي؛ لدرجة إنه ساعات بيكلمني عن حاجات أنا عملتها معاه ومش بافتكرها نهائي، وهو مبسوط إن باوصل لدرجة التجاوب دي معاه.
بجد أنا مش عارفة أعمل إيه؟؟ ولا إيه المسموح بيه في الفترة دي، والأعراض اللي بتحصل لي وتأنيب الضمير اللي باحس بيه دايما يقول لي عيشي اللحظة إحنا اتحرمنا كتير.. هو اندفاعي واندفاعه ده نتيجة حب ولا حرمان؟؟ حاسة إن كل أحاديثنا بقت بتدور في هذا الإطار فقط، وإنه بيفكر فيّ بشكل حسي أكتر إني مجرد متنفس لرغباته، وده تعبني نفسيا جدا بجد، نفسي ارتاح وألاقي حل وتفسير لحالتي.
s.h
السلام عليك ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة.. هناك فرق كبير بين عقد القرآن (كتب الكتاب)، والدخول أو ما يسمى بالنكاح الذي تقومين أنت والعاقد عليك بمقدماته؛ حتى إنك لا تدركين ما تفعلين، والفرق بينهما في شرع الله هو:
إنك أمام الناس والقاضي غير مدخول بك؛ فإذا حصل لا قدر الله الطلاق -وهذا وارد جدا- أو الوفاة (لا قدر الله) للعاقد؛ فليس لك إلا نصف المهر المحدد في ورقة العقد، وليس لك من تركته شيئا إذا مات، وإذا ترك لك حملا في بطنك فلن يعترف به هو إذا أراد أن يخدعك، وبالطبع لن يعترف به ورثته؛ حتى لا تشاركيهم في ميراث ابنهم وأخيهم.
لكن في حال المدخول بها التي تمّ زفافها أمام الناس، إذا طلقها زوجها أو مات عنها؛ فلها كل المهر، ومؤخر الصداق، وقائمة المنقولات، ونفقة سنة لها، ونفقة لابنها أو ابنتها غير نفقة الأم كحاضنة، والسكن لها ولأولادها، ونفقة لأولادها تكفي المأكل والمشرب والتعليم والعلاج... إلخ حتى يكبر، ثم لها أن ترثه بعد عمر طويل، أضيفي إلى ذلك الاحترام والتقدير الذي هي فيه؛ بسبب أنها لم تعط حق الله في الزواج إلا بعد الدخول.
أما من تتسرع مثلك وتدخل في غيبوبة المشاعر والحرمان فسهل جدا أن تفقد عذريتها، وسهل أيضا أن يحدث الحمل، ولو لا قدر الله شبع العاقد وخلع ثم طلق عن بُعد كما يقولون (طلاق إداري)؛ فليس للزوجة التي أعطت بالاستعجال إلا المشكلات والمحاكم والفضائح... إلخ.
واعتقد أنك والعاقد عليك -وأنا أقصد العاقد عليك وليس زوجك فالزوجية لا تتم بالعقد كما سبق وأوضحت؛ ولكن بالإشهار الذي يحدث في ولائم الزفاف- تفهمان هذه القواعد الشرعية تماما؛ والسبب:
الأول: إنه يعدك أن لا يكتمل ما يفعله معك إلا بعد الدخول.
والثاني: أن ما يحدث لك من صداع وندم يؤكد أنك تقدمين ما لا ينبغي تقديمه إلا بحقه.
وحقه هذا صديقة "بص وطل" العزيزة هو: مسكن للزوجية، مفروش بقائمة من المفروشات، تكون لك بمقدار ما لك من مهر، وبمقدار ما دفع أهلك في ثمن الجهاز، ثم إشهار يسمح لك وله بالخلوة التي مكنته أنت منها بغير حق.
ونصيحتي لك تتلخص في أن الفرق بين حقوق المعقود عليها والمدخول بها؛ هو الخلوة التي تحول حقوقك الشرعية من نصف المهر لكل المهر، وما يلي هذا الحق من حقوق سبق وذكرتها، ثم الأهم أن تحتفظي بسلامتك النفسية؛ فالرجل الشرقي صديقتي مثل القطط يأكل وينكر، وإذا حدث بينه وبين زوجته أي خلاف يعايرها بأنها كانت تتمرمغ في الشهوة معه قبل أوانها وبغير حقها.
لذلك نصيحتي لك.. أن لا تمكني هذا العاقد عليك من الاختلاء بك، ويكفي أن يُعبر لك عن حبه بقبلة أو لمسة رقيقة يدفع في مقابلها نصف المهر، ولا تمكنيه من جسدك فالأهم من جسدك كرامتك، وصحتك النفسية، واحترامك لعائلتك التي تتوارين في الخفاء بعيدا عنها؛ لتمكني العاقد عليك من الاختلاء بك، وتأكدي أن تحفظك في الأخذ والعطاء سيجعل العاقد عليك يسرع في إعداد بيت الزوجية السعيد؛ ليختلي بك في شرع الله، وفي رضا أهلك وأهله والمقربون منكم جميعا.
حاذري صديقتي ولا تخوني؛ فالزمن صعب ولم نعُد نأتمن الناس بعد ما نرى من مصائب ارتكبها شباب باسم عقد القرآن ثم طلقوا في غفلة، أو هربوا وتركوا الفتيات معلقات لا زوجات ولا بنات.