أنا هاتجوز بعد 7 شهور، بس أنا قلقانة ومش راضية عن كل أفكار خطيبي باحس إننا مختلفين في طريقة التفكير، وبالتالي في الطباع شوية. وبالنسبة للفترة اللي كنت معاه فيها من أول الخطوبة كان إنسان اجتماعي لدرجة ممكن تضايق مشاعري، وكان دايما بيقارني بناس علشان يغيّر فيّ حاجات ودي كانت بالنسبة لي طريقة قاسية جدا. هو بيسمعني كويس، بس دايما بيحسسني إن تفكيري أقلّ منه، وقليل الذوق في طرح آرائه وانتقاداته. وده طبعا بيجرحني جدا إحنا اتكلمنا في كل ده، وقلت له عليه، وهو بيوعدني إنه ياخد باله، بس طبعا كتير بيكرر ده. غير إني كنت ملتزمة جدا ومابحبش أعمل حاجة غلط، وده مع الوقت بقى بيقلّ علشان أرضيه مش عارفة كتير باحس إني للأسوأ معاه. هو مش حدّ وحش أوي، بس أنا باحس إننا بنختلف كتير جدا، وده بيتعبني لأني محتاجة حد معايا يشجّعني ويحفّزني وهو طريقته بتُحبطني. أنا مش عارفة دي أسباب تخليني أفسخ الخطوبة وإني كده مش قدّ المسئولية، ولا مميزات إنه نفس المستوى الاجتماعي والثقافي والمادي وإنه بيحبني وصريح معايا وهيكون أب كويس تخليني أتغاضى عن ده؟ ولو دي حاجات صغيرة ليه عاملة لي القلق ده كله ومش مفرحاني إني خلاص قربت أكون مع اللي بحبه في بيت واحد؟ تفكيري ده غلط؟ لو سمحتم ساعدوني.. أنا طول الوقت بافكّر لدرجة تخنق. Bride nile
بعد الشر عليكِ من الخنقة عزيزتي، هل تعرفين أن السبب الرئيسي في شعورك بالخنقة هو بعدك عن الله، مهما كان بسيطا أو بحدود، لكن الفجوة ستتسع إذا لم تجاهدي نفسك لتعودي كما كنتِ من حيث علاقتك القوية بالله والتزامك بدون تزمّت.
عزيزتي.. لن أجيبك الآن عن تساؤلك الخاص بفسخ الخطبة، لكني سأتحدث أولا عن الصفات التي ترجوها كل فتاة عاقلة قريبة من ربها في شريك حياتها.
أولا وقبل أي شيء أن يكون إنسانا صالحا قريبا من الله قولا وفعلا، وليس ممن ينطبق عليهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}.
فالإنسان القريب من الله سيكون عونا لشريك حياته في القرب من الله قولا وفعلا..
أن يكون إنسانا كريما ولا أعني مبذرا؛ لأن كريم المادة كريم في خلقه ومشاعره، وفي احترامه للمرأة ويقدّر دورها بوصفها الأم والأخت والزوجة والابنة.
وأن يكون إنسانا يجيد التحاور ويقدّر قيمة التشاور، ويملك نفسه عند الغضب، ولا يسيء أو يهين الآخرين في لحظة غضب، فما بالنا بخطيبته وزوجة المستقبل.
إنسان مرح خفيف الظل اجتماعي يقدّر معنى الصداقة، ولكن بشرط أن يكون كله بحدود، فلا يستخدم عبارات خادشة للحياء، أو يسخر ممن معه كي يوجد مادة للضحك، أو يكون ممن يعتبرون الصديق وكأنه سرّ مؤتمن في كل صغيرة وكبيرة في حياته.
أن يكون إنسانا قنوعا يقنع بما رزقه الله، ولا ينظر لما في يد غيره، فيكتفي بزوجته عن نساء العالم، وإن أراد الإصلاح من شأنها في أي شيء فيتخير كلماته وأفعاله.
أن يكون رجلا بمعنى الكلمة سندا لها بعد الله في الحياة، لا مجرد ذَكَر في شهادة الميلاد، ويفتقد شهامة وأخلاق الرجل.
نأتي الآن لصفات هذا الشاب ومدى تأثيرها عليكِ.
"وكان دايما بيقارنّي بناس عشان يغير فيّ حاجات"، من الطبيعي جدا أنه كما توجد صفات يشترك فيها الخطيبان أو تعجب كل منهما في الآخر، وتكون سببا في اختياره له، فإن هناك أيضا صفات تختلف عن بعضهما، وعما يرجوه أحدهما في الآخر.
ولكن هناك طريقة وأسلوب في التعامل وإبداء الرأي تتصف بالذوق والتأدب ومراعاة المشاعر وعدم التقليل من شأن شريك العمر، لا بد من اتّباعها في إبداء أي تحفظ على أي صفة أو تصرف يقوم به ولا يعجبنا.
ولكن "النصح على الملأ تقريع"، والمقارنة في حد ذاتها أمر مؤذٍ جدا للمشاعر، فماذا لو أنك قارنتِ بينه وبين آخرين، بالطبع ستقع الكارثة.
اعتياده على مقارنتك بغيرك بالشكل الذي يسبّب لكِ كل هذا الضيق، بالطبع ليس بالأمر الصحيح، وفي رأيي لا يدلّ على أنه من نوعية الرجال الذين يغضّون البصر، أو الذين يقنعون بما رزقهم به الله.
وإذا كان من هذه النوعية من الرجال فلا تتصوري أن هذه الطريقة في التعامل ستتغير للأفضل فيما بعد إذا لم تتغير وتنتهِ تماما من الآن.
ثم لماذا ارتبط بك إذن ما دام لا تعجبه صفاتك إلى هذا الحد، أم إنه من نوعية الرجال الذين يتخيلون أنهم إذا لم يعلّقوا على كل كبيرة وصغيرة في المرأة لن يكونوا ذوي سلطة عليها، ويريدون تشكيلها كالعجينة اللينة؟
"دايما بيحسسني إن تفكيري أقل منه وقليل الذوق في طرح آرائه وانتقاداته"، ألم يتذكر قول الله عز وجل: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}.
أعتقد أن الإنسان قليل الحيلة أو ضعيف الشخصية، أو الذي يعاني نقصا ما وعدم اعتداد بآرائه من أقرب الناس له هو الذي يتعمّد التقليل من الآخرين، وفرض شخصيته عليهم بطريقة منفرة.
"كنت ملتزمة وده مع الوقت بقى بيقلّ علشان أرضيه مش عارفة كتير باحس إني للأسوأ معاه"، آه هنا تكمن الإشكالية الكبرى، وطبعا ولإرضاء العبد الذي لا حول له ولا قوة، أغضبتِ الخالق مالك الملك، من أجل العبد الذي لستِ على يقين من مدى حبه لكِ أغضبتِ الله الذي إذا أحببته فقد أحببتِ الكون وإذا أحبك فقد أحبكِ خلقه أجمعون.
أنستك نفسك الأمّارة بالسوء وحبك وتعلقك بهذا المخلوق الضعيف الذي لا أجده يستحق حبك أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
قال تعالى: {ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
"هو مش حد وحش أوي"، ماذا تنتظرين أسوأ من هذه الصفات في الشخص الذي تكملين معه حياتك، فيكفي أن تقولي إنه يبعدك من الآن عن الله، ولم يتقِ الله فيكِ فماذا تبغين بعد ذلك؟
نصيحتي لكِ أن تستخيري الله عز وجل بلا انقطاع، وترجعي له تائبة نادمة عن أي فعل أو قول صغيرا كان أو كبيرا كان سببا في بعدك عنه، موقنة بأن توبتك النصوح وقربك من خالقك سبيل نجاتك الوحيد من أي شر قد يلحق بك.
لا تخشي أبدا كلام الناس أو تأخر سن الزواج أو فقْد شخص لا يتقي الله فيكِ.
وتذكري دائما وأبدا "أن من هان على نفسه كان على غيره أهون" فإن كانت معاملته غير المسئولة لكِ وعدم اقتناعه بكِ وبصفاتك وتقليله من شأنك أمرا مقبولا بالنسبة لكِ حاليا وتكتفين بإبداء التحفظ، فلا تتوقعي منه أن يحسّن من نفسه في المستقبل.
قفي وقفة صارمة حازمة وطالبي بحقوقك من احترام واحتواء واعتراف بقيمتك، وحاولي أن تجدي معه نقطة بداية جديدة، ولا تقولي فات الأوان أو سأصلح منه حينما نكون في منزل واحد؛ فالطبع يغلب التطبع، وأنه لا بكاء على اللبن المسكوب.
ثقي عزيزتي أنك بصدقك في علاقتك وحبك لله تستحقين أفضل إنسان ورجل على وجه الأرض، وأدعو الله أن يصلح لكِ من شأنه وأن يقرّب لك الخير حيث كان.