السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. عندي استفسار خاص؛ ليّ صديقة متزوجة من حوالي 12 سنة من رجل سيئ الطباع، وله من الأقارب من يعينونه على ظلمها؛ يضربونها ويسبونها لأنهم لا يحبونها، ويريدون تزويجه من قريبة لهم، لا يدافع عنها أمام إخواته الرجال والنساء؛ وحتى إن أخوه الأكبر يضربها ويسبها!! وهو يقول لها: "ماذا أفعل؟؟ إنه أخي". سقط من نظرها وأصبحت تكرهه بشدة.. مواقف كثيرة جدا من الذل والإهانة والعنف واللامبالاة جعلتها تكرهه، وبعد مرور هذه الفترة من العذاب ظهر لها رجل متزوج ويرغب أن يتزوجها، مع علمه الشديد أنها لا تريد زوجها.
ماذا تفعل صديقتي إذن؟؟ وقد تسأل لماذا لم تطلب الطلاق مِن قَبل ظهور ذلك الرجل؟؟ لأنها تخشى العودة إلى أبيها الذي سوف يعيشها في سجن آخر، وقد تسأل هل لديها أولاد؟؟ نعم لديها 3 أولاد، وجعل الأب أولادها يكرهون أمهم بشدة؛ لما يقولوه عنها إنها قاسية، وإن ضربهم فإن ذلك يكون بدافع منها... إلخ.
وقد تسأل أيضا.. وهل الرجل الذي تحبه عنده أولاد؟ نعم 3 أيضا، وزوجته موافقة على زواجه بأخرى؛ نظرا لمرضها.. فما رأيكم الرجاء الاهتمام لظروفها الصعبة جدا ومشكورين.
awillto
صديقتي العزيزة.. نتعاطف بشدة مع كل زوجة تمر بظروف صعبة، ونفكر طويلا في إيجاد أفضل الحلول العملية والواقعية لها، ونسعى كما يقول الأطباء إلى إزالة "الاحتقان" قبل تعاطي العلاج.
ولكي نزيل الاحتقان لا بد أن تجلس صديقتك مع نفسها، ولتسأل نفسها بأمانة تامة: لماذا لا يحبها أقارب زوجها؟ وكيف يمكن تحسين علاقتها بهم؟؟ وعليها ألا تقول إن هذا غير ممكن، فمن الإمكان دائما تغير معاملتنا لمن يضايقوننا، والكفّ عن التعامل معهم وكأنهم أعداء مما يحرضهم على المزيد من مضايقتنا.
وهذا لا يعني بالطبع قبول الذل أو الإهانة؛ فهو أمر مرفوض تماما دينيا ودنيويا، ولا أقبله على أية زوجة؛ ولكن ما أقصده هو تجنب المصادمات، والبحث عن طرقٍ ذكية لفض هذا الاشتباك الدائم مع أهل الزوج.
ولا بد للزوجة من التوقف عن اتهام زوجها بأنه لا يدافع عنها؛ لأن هذا يشعره أنها في حالة حرب مع أهله؛ وهو ما قد يجعله يتحفز ضدها.
والأذكى أن تحاول تحسين علاقتها به عاطفيا وحسيا والتوقف عن كراهيته؛ لأنها الخاسرة من هذه الكراهية التي تؤذيها صحيا ونفسيا، وتجعلها أكثر تحفزا لتصور أي موقف عادي من زوجها أو من أهله على أنه اعتداء عليها وعلى كرامتها.
كما أنه يشعر بالطبع بكراهيتها له، وبالتأكيد لن يحسن معاملتها وستحرضه بهذه الكراهية على التمادي في مضايقتها.
ونفس الأمر بالنسبة لأهله الذين يشعرون بكراهيتها لهم ولذا يضايقونها.
وأكاد أسمع هذه الزوجة تقول: "ولكنني أكرهم بالفعل"، وأقول لها: "أحبي نفسك واختاري أن تحصلي على أفضل ما يمكنك من الزواج؛ من خلال تحسين علاقتك تدريجيا بزوجك وأهله، واستمتعي بباقي جوانب حياتك؛ مثل: دورك كأم، وعلاقتك بأسرتك، وبصديقاتك.
وعليها أن تتعامل برفق مع أولادها، وأن تبتعد عن العصبية معهم، وأن تحتويهم بحب وحنان، وتدريجيا سيبادلونها حبا بحب، ولن يكرهونها أبدا متى أحسنت معاملتهم؛ حتى لو قال لهم الأب وكل الدنيا إنها قاسية.
أما هذا الرجل الذي يريد الزواج منها فالحقيقة أنه لا يمكن الوثوق به، ومن الواضح أنه يريد استغلالها عاطفيا وربما جسديا؛ فلا يوجد رجل محترم يعرض الزواج على امرأة متزوجة، ومَن أدراها بأنه لن يعايرها بذلك بعد الزواج، وأنه لن يكرر ذلك مع غيرها.
ومن الناحية الدينية؛ فإنه من المحُرم شرعا أن يقوم الرجل بخطبة امرأة مخطوبة، فما بالنا برجل يريد الزوج من امرأة متزوجة.
بالإضافة إلى أن لديه ثلاثة أبناء، وستقوم هي بتربيتهم وبالطبع ستتخلى عن أولادها.. فهل هذا هو ما تحلم به لنفسها؟؟!
أما عن الزعم بأن زوجته موافقة على زواجه بأخرى، إن هذا لن ينفي -إذا كان صحيحا- حتمية وجود مشكلات كثيرة بعد الزواج -إن حدث ولم يتخلى عنها بعد طلاقها- سواء من الزوجة الأولى أو من أبنائه.
لذا فلا نستريح لذلك، ونفضل أن تحسن من علاقتها بكل من زوجها وأهله وأولادها، وأن تحمي نفسها من الرجال الذين يستغلون سوء علاقتها بزوجها؛ حتى لا تقع في مشكلات تعرضها للفضائح والخسائر.. وفقك الله أنتِ وصديقتك.