أ ش أ تناولت صحف سعودية في افتتاحياتها اليوم (الثلاثاء) العلاقات المصرية السعودية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، والتي لا يمكن أن تهتزّ تحت تأثير حادث فردي في أي من البلدين، أو محاولة من قلّة غير واعية القيام بتصرفات غير مسئولة بغرض الإساءة إلى هذه العلاقات الأخوية. وبعنوان "علاقة راسخة" كتبت صحيفة "المدينة" في كلمتها الافتتاحية "إنه عندما ننظر إلى العلاقات السعودية-المصرية فإننا ننظر في حقيقة الأمر في علاقة ليس لها مثيل بين الدول، ليس فقط بسبب الجذور العقدية والتاريخية والحضارية للدولتين الجارتين، وإنما أيضا لأننا في هذه الحالة نستحضر مواقف وأوضاعا جعلت من البلدين توأمين لا يمكن لأحدهما الانفصال عن الآخر أو الاستغناء عنه". وأضافت الصحيفة "إنه يصعب في ضوء هذه العلاقات المتفرّدة المراهنة على أن تؤدي حادثة كتلك التي أثيرت مؤخرا، فيما يعرف بحادثة المحامي الجيزاوي إلى اهتزاز في تلك العلاقات، فهذه الحادثة هي الآن بين يدي قضاء عادل ومستقلّ ونزيه، فضلا عن أن ما بين الرياض والقاهرة من ترابط وجداني يربط بين الشعبين الشقيقين، وما بين البلدين من وشائج ومصالح حيوية صمدت في وجه أعتى التحديات، كل ذلك كفيل بأن تعود المياه سريعا إلى مجاريها". من جانبها، قالت صحيفة "عكاظ" في كلمتها "إن ما حدث كان حادثا فرديا لا يمكن له أن يؤثر على علاقات بلدين كالمملكة ومصر، وأن تصرفات لا مسئولة من بعض الجهات والأشخاص لا يمكن لها أن تمسّ علاقة شعبين كبيرين، وأن العقلاء في البلدين قادرون على احتواء الأزمة، وأن كل ما حدث لن يتجاوز أن يكون سحابة صيف". وبيّنت الصحيفة أنه لم يكن مستغربا أن تنتفض مصر حكومة وشعبا ومؤسسات غضبا حين تمسّ فئة من المنتفعين والغوغائيين المملكة، وتسيء لقيادتها وتحاول النيل من مقارّ بعثتها الدبلوماسية، وقالت: "تلك هي مصر التي نعرفها والتي تربطنا بها روابط تمتد عبر التاريخ تكرّس ما بين البلدين من قيم مشتركة ومصالح متبادلة وتعاون في مختلف جوانب الحياة". وفي نفس السياق، قالت صحيفة "اليوم" في رأيها "إنه من حق المصريين أو غيرهم أن يتظاهروا وأن يمارسوا حريتهم في نقد أية أخطاء من أي جهة كانت مصرية أو غير مصرية، لكن ليس من حقهم، ولم تعطهم لا القوانين ولا الأنظمة ولا الأعراف في مصر ولا في غيرها، أن يوجهوا إهانات للآخرين، وأن يستخفوا بسيادات الدول وكرامة المجتمعات الأخرى". وأضافت الصحيفة "إنه مثلما يعتز المصريون بكرامتهم ووطنهم ورموزهم، فإن للآخرين أيضا كرامة وأوطانا يعتزون بها، لكن يبدو أن قلة من المصريين مصابون بوهم أنه يجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم، ومن حقهم أن يشتموا بدلا من أن ينقدوا، وأن يرددوا أكاذيب بدلا من البحث عن الحقائق، وأن من حقهم وحدهم إهانة الآخرين والإملاء على سيادات الدول ما يروق لهم، والاعتداء على البعثات الدبلوماسية ومطاردة الدبلوماسيين وممثلي الشعوب الأخرى في الشوارع، ويحق لهم فعل كل هذا لكنهم سيغضبون لو عاملت البلدان الأخرى ممثلياتهم وممثليهم بالمثل".