أنا كنت بحب بنت في الجامعة وبعتّ لها بنت تكلمها لي وردت وكلمتني واتقابلنا كتير مع بعض، وكانت معجبة بيّ جدا لكن بتقول لي إحنا أصدقاء بس، مع إني عرفت إن هي بتحبني من نظرات عينيها ومن طريقة كلامها، وأنا مش عارف مش راضية تعترف بحبها ليّ ليه، وأنا سبتها علشان السبب ده وبعدت عنها لكن مش قادر أنساها.. أعمل إيه؟ بجد أنا تعبت وأنا اللي طلبت منها ما تتصلش بيّ تاني علشان مش راضية تعترف لي بالحب تجاهي وكمان مش واثقة فيّ خالص.. مودو
صديقنا العزيز.. دعنا نبدأ معا من البداية فأنت أعجبت بفتاة ولمجرد هذا الإعجاب أرسلت لها فتاة أخرى، وواضح من هذا أنه لم يكن هناك مجال مباشر للحديث بينكما وإلا كان الأكثر واقعية أن تتحدث أنت معها مباشرة، وعلى هذا دعني أسألك: على أي أساس أرسلت هذه الفتاة ما دمت لا تعرف أنت فتاتك جيدا، والإجابة قد تكون هي أنك تريد التعرف عليها؛ حيث من الواضح أنه لم يكن هناك مجال للحديث بينكما، فكانت تلك وسيلتك للتعرف إليها، وبصرف النظر عن اختلافي أو اتفاقي معك في تلك الوسيلة إلا أن ما حدث قد حدث، وكانت نتيجته أن يكون بينكما مجال للحديث من المفترض أن يساعدكما معا للتعرف على مدى اتفاقكما واختلافكما بما يسمح أو لا يسمح بارتباط شرعي، هذا إذا كان في نيتك بالفعل التوصل لهذا القرار.
وهذا يا صديقي ما توقعته فتاتك وما التزمت به؛ فهي لم تتسرع في البوح بمشاعر في الغالب يصعب التأكد منها في وقت قليل، وهي من الواضح أنها ليس من الفتيات المستهترات اللاتي لا يهمهن الانتقال من علاقة لأخرى وقول مجرد كلمة لا تضرها ما دامت لم تخسر شيئا بحساب البعض، وما دام لا شاهد عليكما سوى الله بالطبع!
لكنك تسرعت وكنت تتوقع منها أن تتأكد أن تحبك بمجرد أن تتحدث معها، بل وأن تتأكد أنك تحبها دون أن تعرفها أصلا، واعتبرت خطوتك الأولى كافية لأن يكون بينكما "حب" ناسيا أنه في أفضل الأحول لن يكون إلا مجرد "تحرك للمشاعر" ناسيا أو متناسيا أنها أصلا لم تكن على أساس مشاعر حقيقية، وبالتالي لم تفعل شيئا بعد ذلك انتظارا لرد فعلها.
ثم كان أن جاء هذا الرد "رغم عدم بذلك لأي شيء"، وأيقنت بأنها تعلقت بك وظهر كما قلت من نظرات عينيها ومن كلامها أنها أحبتك بعد أن تعرفت عليك أكثر، وهذا وبشكل طبيعي كان من المفترض أن يسبب لك شعورا بالسعادة وأن تبدأ أنت باتخاذ خطوة أخرى بعد أن عرفتها أكثر أنت أيضا وأن تكون وصلت لقرار أكيد.
لكن واضح كما ذكرت أنك لم تفعل شيئا آخر انتظارا أن تقوم هي بالمزيد من الخطوات التي يؤسفني أن أقول لك إنك عجزت تماما عن القيام بها أو ربما لم ترغب في ذلك لا أدري أترددا أم استكبارا أم لشعورك بأنك ملكت قلبها بالفعل ولن تستطيع هي الابتعاد عنك مهما فعلت، وكنتيجة منطقية وطبيعية لذلك بدأت هي تفقد ثقتها فيك، بل ومن الممكن أن يكون أصابها الشعور بالندم على تسرعها وعدم تأكدها من حقيقة مشاعرك ونيتك بالفعل، وبالتالي بدأت في التقهقر ومحاولة الابتعاد حتى لا تخسر المزيد ولا يحق لك أن تلومها على ذلك.
وكل ما عليك الآن أن تقرر وبصدق ماذا تريد منها بالفعل، وهل كان ما شعرت به في البداية نحوها حبا، وبعد أن سمحت لك الظروف بالتعرف إليها فهل أحببتها بالفعل؟ وهل رأيت فيها شريكة حياتك ومن ترغب في الحياة معها بقية العمر؟ وهل كان يمكن أن تقرر ذلك دون أن تتعرف عليها جيدا، ودون أن يكون بينكما حتى مجرد مجال عام للتعامل معا؟
فإذا جاءت إجاباتك ب"نعم" فتكون بابتعادك عنها عاقبت نفسك وعاقبتها معك ما دمت تشعر بالفعل بأنها تحبك، وهذا العقاب أو الابتعاد يكون مفهوما إذا كان لك أي مأخذ عليها أيا كان، فهنا من حقك أن تحكّم عقلك حتى لو كان على حساب قلبك ولن يلومك أحد على هذا حتى ضميرك نفسه..
أما إذا كانت إجاباتك ب"لا" وأنك لا تشعر نحوها الآن بأي حب وأن عدم قدرتك على نسيانها؛ فقط لأنها ما زالت بعيدة عنك ولم تصبح ملك يمينك، إذن فقد كان معها كل الحق في عدم ثقتها فيك وفي مشاعرك وفي نيتك تجاهها، وستحمد الله بالتأكيد على أنها لم تمنحك المزيد وستحاول أن تحتسب مشاعرها عند الله.
لذلك القرار في يدك أنت، فإذا كنت تكنّ لها بالفعل مشاعر حقيقية ومتأكد أن عقلك مقتنع بها وبأنها الشريكة الملائمة لك في حياتك، ففكر في الأمر مرة أخرى وكن صادقا مع نفسك ولا تتردد وحاول أن تستعيد ثقتها بك بالتحدث معها مباشرة في ارتباط جاد ورسمي هذا إذا كان يهمك أمرها.
أما إذا كنت مترددا أو غير مقتنع أو انتهيت من التفكير بها واعتبرتها "كانت" أو مجرد تجربة إذن فلا تلمها على حفاظها على نفسها وعلى مشاعرها، وعلى عدم خداعها لك أو تسرعها في التعبير عن أي مشاعر إلا لرغبتها في التأكد سواء من مشاعرك أو من مشاعرها بما يسمح أو لا يسمح بقيام حياة مشتركة بينكما.