بسم الله الرحمن الرحيم.. أولا باشكر الموقع ده كتير جدا على أفكاره، والقائمين بالعمل فيه. مش هاطول عليكم هاخش في الموضوع على طول.. أنا عندي 23 سنة، ومسافر بره مصر، وشغال وظيفة كويسة وفي شركة كويسة بمرتب كويس، وكنت خاطب قبل ما أسافر واحدة كنت بحبها جدا لأبعد الحدود؛ لكن ماحصلش نصيب وسبنا بعض وسافرت، وهي اتجوزت، وطول الفترة دي مافيش واحدة شدت انتباهي ولا حسستني إنها تقدر تملى فراغها، غير واحدة عرفتها من على فيس بوك. فعلا حسيت إنها محترمة وبنت ناس، وحاولت أبعد عنها أكتر من مرة لكن باضعف وماباقدرش؛ عشان هي الوحيدة اللي ممكن تكون عوّضتني؛ مع العلم إنه فيه بنات كتيرة كانت بتحاول تكلمني؛ لكن أنا كنت رافض إلا مع الإنسانة دي. أنا عمري ما اقتنعت بحب النت والكلام الفارغ ده؛ لكن مش عارف أعمل إيه؟ وأنا نازل كمان فترة مصر، وكنت بافكر أقابلها وأفاتحها بالارتباط؛ بس عمال أسأل نفسي أسئلة مش لاقي لها أجوبة.. يا ريت تجاوبوا لي عليها: 1- هل ارتباطي بيها عن طريق النت ده يغضب ربنا؟ 2- أنا عندي 23 سنة، وهي كمان 23 سنة، وناوي أتجوز بعد أربع سنين مثلا؛ عشان فيه حاجات كتيرة أوي ناوي أعملها.. هل كده ماتبقاش كبرِتْ وظلمتها معايا مثلا، ولا أنا هارجع أقول ما أنا كنت صبرت وخطبت بنت أصغر مني؟ 3- أنا ناوي أخبي على أهلي إني عرفتها عن طريق النت، وهاقول لهم قابلتها صدفة في الشارع؛ عشان كرامتي ماتسمحليش إني أقول لهم أنا عايز أخطب واحدة عرفتها عن طريق النت؛ لأن طبعا أنتم عارفين وجهة نظر أهلي لو عرفوا إن البنت اللي عايز أخطبها كانت بتكلم أولاد عن طريق النت, أنا متأكّد إنها ماكنتش بتكلم شباب على النت غير زمايلها فقط وأنا؛ لكن برضه؟ 4- وهل يا ترى حياتنا كده ماتكونش بدأت بكذبة، وممكن تعمل لنا مشكلات كتيرة بعد كده؟ 5- أنا غيور جدا لأبعد الحدود, مش ممكن بعد الجواز كل لما أفتكر إنها كانت بتقعد على النت أعمل معاها مشكلات وحياتنا تبقى كئيبة؟ معلش طولت عليكم؛ بس بجد مابقيتش عارف أعمل إيه؟!! حاسس إني ماليش نصيب في الحب؛ الإنسانة اللي حبتها وخطبتها سبنا بعض واتجوّزت، والإنسانة دي مش عارف أخطبها.. آسف على الإطالة وأرجو الرد بسرعة. mido عزيزي.. مَن قال إن الارتباط عن طريق النت يُغضب الله، أو يسيء إلى أصحابه؟! النت مثله مثل أي وسيلة أخرى للزواج الآن، هو مجرد وسيلة للتعارف، وبعد ذلك يتبعها تفاصيل الزواج العادية، والحقيقة أن عقدة النت المسيطرة على كثيرين تثير الدهشة، وكأن الفتاة التي تتكلم على النت مجرمة؛ بينما الفتاة التي تتعرف على شاب في الشارع -كما تريد أن تخبر أهلك- عفيفة ومحترمة؟؟ أوّل نقطة هي إزالة عُقدة النت هذه من عقلك لو كنت تريد إتمام هذا الأمر؛ فهناك العشرات بل المئات من حالات الزواج تمت بعد التعرف عبر الإنترنت، وهي حالات ناجحة ومستمرة بلا بأس. ولكن عزيزي.. كل شيء في الحياة له أصول، حتى النت، أنت تعرفت على فتاة عن طريق النت، تحدثت معك بما لم تره بعينيك أو تتأكد أنه حقيقي أم خداع، فلنعتبر هنا هذا النت مثل الخاطبة أيام زمان؛ فماذا كان يحدث في الزواج عن طريق الخاطبة؟ تَعرِض الخاطبة على الشاب فتاة جيدة من أسرة جيدة، وتعرض على أهل الفتاة الشاب الجيد من الأسرة الجيدة، ثم تعطي لكل أسرة المعلومات الخاصة بالأسرة الأخرى، وتترك كل أسرة لتسأل كما يحلو لها عن العريس أو العروس وأسرتيهما، وعندما تتأكد كل أسرة من أن الطرف الآخر مناسب، يذهب العريس ويرى العروس كما ترى العروس العريس، وإن حدث وِفَاق بينهما وارتاح كل طرف للآخر، يبدأ الحديث عن الزواج ومستلزماته حتى يتم الزواج. فهل حدث بينك وبين من تحب ما أشرت إليه سابقا؟ هل سألت عنها وعن أسرتها ورأيتها وتحدّثت إليها وجها لوجه وحدث توافق بينكما؟ أعتقد أن هذا لم يحدث طبعا عن طريق النت، إذن من أين عرفت أنها فتاة محترمة أو غير محترمة وبها كل هذه الصفات التي تتحدث عنها؟ ثم إن الملاحظ هنا أن المشكلة ليست مشكلة النت في الأساس؛ بل أنت ذكرت أن سنك 23 سنة، وهذا السن بالنسبة للفتى بالذات سن صغير، وهذا من جميع الجهات فأنت لم تنضج بعد، ولم تكون نفسك كما أرى من خطابك بأنك أمامك أربع سنوات تريد أن تكمل بها الكثير من الأشياء؛ حتى تصبح على استعداد للزواج، فلما العجلة، خاصة أن حبك لهذه الفتاة أكاد أقول إنه وهم؛ نتيجة لتسرعك في محاولة الارتباط بعد ترك فتاتك الأولى،كما أنك تريد الانتظار أربع سنوات حتى ترتبط بفتاة لم ترها، ولم تعلم عنها شيئا سوى أنها فتاة على النت أحببتها لمجرد أن قال بعضكم لبعض بعض كلمات الحب، والتي ربما كانت حقيقية أو في كثير من الأحيان مجرد وهم، وإخراج طاقة حب مكبوتة لا تجد لها منفذا. صدّقني ربما عندما تراها تجدها شيئا آخر تماما غير الذي رسمته لها في مخيلتك، ربما تكون أنت تفضّل الفتاة النحيلة فتجدها ممتلئة بشدة أو العكس صحيح، وأيضا ربما تُصدم هي عندما تراك. عزيزي.. أعرف شابا ذهب ليخطب فتاة وأعجب بها بشدة، وجلس معها فترة دون أن تتحدث، وعندما فتحت فمها للحديث اكتشف أن صوتها أقرب للرجال منه للنساء، ففرّ هاربا، هو لم يتحمل ذلك منها على الرغم من أن غيره تحمّلها بصوتها وعاش سعيدا معها. إذن.. يجب أن يكون هناك قبول بين الشاب والفتاة في أي مشروع ارتباط، قبول قائم على المعرفة الشخصية وليس مجرد صورة من الخيال. وهنا أقول لك: اصبر ولا تتسرّع حتى تكمل ما تريد إكماله، وتكون عواطفك ومشاعرك قد نضجت؛ لأن أربع سنوات هي كفيلة أن يتغير فيها الإنسان في كثير من الأشياء؛ خاصة عندما يكون سِنّه 23 عاما، وبعد أربعة أعوام يصير سنه 27. أما أسوأ شيء في الموضوع قولك: "أنا ناوي أخبي على أهلي إني عرفتها عن طريق النت" لماذا؟!! هل تشعر أن ارتباطك عن طريق النت خطأ لدرجة أنك لن تستطيع أن تقول لأهلك أنك جئت بها عن طريق النت؟!! إذن أنت في داخلك غير مقتنع بهذا، لو كنت مقتنعا لكنت واجهت أهلك بالحقيقة ولم تكذب عليهم؛ خاصة أنه في الواقع ليس به ما يشين ما دام اتخذ الموضوع شكلا جديا ومحترما. هذا ببساطة يؤكد أنك تشعر أن ما تفعله خطأ، وبما أنك تشعر أنه خطأ وعار لا تستطيع أن تواجه أهلك به؛ فلمَ فعلته من الأصل؟ ولمَ سمحت لنفسك أن تتكلم مع فتاة أنت تعلم داخلك أنك مستاء من أن يعرف أهلك أنك عرفتها عن طريق النت؟!! موقفك أشبه بشاب يريد الزواج من سيدة سيئة السمعة، ويخاف أن يعرف أهله هذا؛ إذا لماذا تُورّط نفسك من الأصل؟ عزيزي النت وسيلة لتعارف بين البشر في أشياء أدبية واجتماعية وسياسية، ولو حدث تقارب في كل هذه الأمور؛ يبدأ بعدها الشق الآخر وهو الشق الرسمي؛ ولكن ليس على طريقتك، بل بشكل لا يخجل معه المرء من إعلان أنه وهذه الإنسانة تعرفا على النت، ثم أكملا مشوارهما سويا بشكل طبيعي.. هذا هو الزواج السليم من وجهة نظري؛ ولكن أن تبدأ حياتك بكذبة فهذا ما لا أنصحك به؛ سواء كراهية للكذب، أو لأنك بالفعل تشعر بالعار من فتاتك فتحاول أن تداري عن أهلك كيف عرفتها.. فكيف تعيشون حياة سوية في ظل ذلك؟ ولهذا أنصحك بألا تكذب على أهلك في هذا الموضوع، إذا أردت إتمامه بعد كل ما قلت لك. وصدقني يا عزيزي، بداية الكذبة ليست هي الكذب على أهلك؛ ولكن بدايتها هي الحديث مع فتاة لا تعرف عنها شيئا، ثم تريد الزواج بها دون أن تعرف، وقد تركت لمشاعرك كل العنان لتتعلق بوهم، وتعيش في كذبة كبيرة تكتشفها بعد فوات الأوان، ثم تُصدم بها في نهاية الأمر. أعتقد يا عزيزي أن الفتيات كثيرات إن أردت الزواج حقا.. هناك العائلات المحترمة التي تستطيع أن تختار أي فتاة منهن وتحبها وتحبك بالطرق الطبيعية التي تتفق مع تفكيرك أنت الشخصي، ولا تضطر معها أن تحتقر حبيبتك أو تداريها عن أسرتك، ولن تضطر معها لأي التفاف أو كذب أو غيرة؛ فأكمل ما أردت أن تُكمل من أشياء، أمامك أربع سنوات كما قلت، وسوف يُرسل لك الله النصيب الجيد الذي تستحقه دون تلك المهاترات التي لن تسبب سوى الحيرة والعذاب، سواء لك أو لفتاتك التي تستحق شخصا يقدرها، كما تستحق أنت إنسانة تتفق مع طريقة تفكيرك. وفقك الله لما فيه الخير..