مش عارفة أبتدي إزاي.. أنا بحب زوجي جدا بس حبي ليه بدأ يقل، وحاسة إني ندمانة إني اتجوزته؛ فهو لا يتكلم معي بمعنى إن كل حياته للكمبيوتر، مافيش خروج خالص مع بعض ولا كلام.. حتى لما أكلمه يرد عليّ بعد شوية، ويقول لي: "كنتي بتقولي إيه؟". أنا حاسة بملل فظيع معاه، وأنا بالفت نظره كتير إني عايزاه يقعد معايا ونتكلم مع بعض؛ لأني حاسة إني لوحدي؛ بس مافيش فايدة خالص؛ إيه العمل؟
none
ماذا تفعلين لو أن صديقتك المقربة كلما شاهدتك تقول لك: "أريد الكلام معك".. ألن تشعري بالضيق.
قد ترفضين ذلك وتقولين لن أشعر بالضيق؛ لأنني أحبها وأريد إسعادها..
أقول لك إن هذا قد يحدث في بداية الأمر، ولكن إذا تكرر ذلك بصورة شبه يومية فستتوقفين عن التعامل معها من باب الحب، وستعاملينها من قبيل المجاملة أو الواجب، وبالطبع توجد فوارق رهيبة بين عطاء الحب وعطاء الواجب.
أي أن عليك أن تقومي بتغيير تعاملك مع زوجك وتوقعاتك منه أيضا.
فالرجل يتزوج ليضيف إلى حياته قدرا أكبر من السعادة، وليس ليختزل حياته في إطار علاقته مع زوجته، لذا نراه يواصل حياته واهتماماته السابقة قبل الزواج؛ بما في ذلك: اهتماماته السابقة قبل الزواج، بما في ذلك عمله، وأصدقائه، وهواياته؛ بما فيها الكمبيوتر، فهو من خلاله يستمتع بالكثير من المعلومات والراحة الذهنية والنفسية، ودون أي قدر من الإزعاج أو الاختراق لخصوصيته؛ وهو ما يفسر عشق كثير من الرجال للكمبيوتر.
وأكاد أسمعك تقولين: وماذا عن حقوقي لدى زوجي، وأرد عليك أنه لكي تحصلين على أفضل قدر ممكن من التواصل لا بد أن تتوقفي نهائيا عن مطالبته بملء الفراغ في حياتك، وأن تقومي أنت بملئه؛ من خلال الاهتمام بعلاقاتك الإنسانية، والاجتماعية، وهواياتك، والإطلاع على ما يدور في العالم من شئون مختلفة؛ وهو ما يوسع الأفق، ويزيد من الاهتمامات في الحياة؛ لأنها أوسع من مجرد انتظار الكلام مع الزوج، وستتضاعف الأمور التي سيرحب بها زوجك في الكلام معك حولها.
ويجب أن تذكري أن للرجال اهتمامات مختلفة عن النساء، وأنهم يهتمون بالسياسة وبالكرة وبالكمبيوتر، وليس من الذكاء إجبارهم على الاستماع لأمور لا يحبونها.
والأفضل توسيع المجالات المشتركة بينكما، وتعميق علاقتك العاطفية والحسية به، وإبداء الاهتمام بشئونه، وتشجيعه على الكلام في الأمور التي يهتم بها؛ حتى لو لم تهتمي بها ففي ذلك زيادة رائعة للتواصل والاقتراب بينكما.
ولا تصري على أجندتك الخاصة في الكلام، وقومي بتنويع مصادر إشباع رغبتك؛ في الحديث مع الأهل، والصديقات، ولا تقصريها على زوجك؛ لأنه لن يمنحك ما تريدين ليس لأنه لا يحبك؛ ولكن لأنه لا يوجد زوج يشبع زوجته في هذا الشأن؛ لاختلاف الاهتمامات كما ذكرت.
افرحي بحبك لزوجك وبزواجك، واستمتعي بمباهج الزواج، ولا تبالغي في الالتصاق بزوجك أو حصاره، وامنحيه الفرصة ليفتقدك، ولا يهم كم يتكلم؛ فالأهم أن يرغب في الحديث، ولا يشعر أنك تريدين حرمانه مما يحب؛ لتفرضي عليه الحديث في أمور لا تهمه.
وصدقيني فإن التقارب العاطفي مع الزوج سيكون أفضل لو توقفت عن انتظار أن تكوني محورا لحياة زوجك، وأيضا عندما لا تجعلينه محورا لحياتك؛ بل أحد الأجزاء المهمة في حياتك، وعندها ستفرحين أكثر بكل ما في حياتك، وستشعرين بالرضا وبالثقة بالنفس؛ وهو ما سيجعله أكثر حبا لك وإقبالا عليك.
اقرأي الرد يوميا حتى يكون منهاجا عمليا لحياتك واسعدي بالنجاح والسعادة دائما.. وفقك الله.