السلام عليكم.. ممكن تكون رسالتي غريبة شوية؛ بس أنا عايزة حد يفيدني بجد، ويكون كلامه موثوق فيه، وأنا واثقة أنكم هتقدروا تفيدوني. أنا بحب من أربع سنين، والمفروض إنه هو كمان بيحبني؛ لكن كله أتغير من مجرد اختلاف بيننا رغم كل اللي استحملته منه من قسوة وأنانية؛ لكني حبيت، وعمري ما بصيت على عيب، دائما بانظر على الميزة.. وهو تركني ولم يهمه إذا كنت عايشة ولا ميتة، وأهله جابوا له عروسة ،وكل العقبات التي كانت تقال معي زالت؛ ورآها وأعجب بجمالها وبدينها؛ لأنها منتقبة.
هل لأني لم أكن منتقبة، ولم أكن ذات جمال لا يوصف.. أستحق تركه لي؟ أنا وهو نعمل معا، وعندما أراه يتحدث عنها يصيبني سكون وإحساس بأني لا أستطيع التنفس، وهو لا يراعي مشاعري.
يقول للجميع إنه لم يكن يريد الزواج الآن، ومع ذلك يتكلم عنها بكل حب ومبهور بجمالها، ورغم ذلك أشعر بغيرته عندما أضحك مع زميلي، وأحس بنظرته ليّ، وباحس فيها بحب تجاهي.
لا أعلم هل هذا ما أتخيله؟؟ أم حقيقة؟!! رغم أن كل أصدقائنا يقولون إنه يريد أن ينساني، وفي مرة اتصل بيّ ليقول: "أرجوكي ماتهزريش معايا حتى ولو العالم كله كلمني فأنتي لأ!".
ماذا يحاول أن يوصل لي؟ لا أعلم أرجوكم أفيدوني؛ فأنا أحبه، ولا أستطيع الارتباط بغيره ولا أستطيع ترك العمل؛ لاحتياجي له، فأنا دائما حزينة؛ رغم محاولتي الضحك أمامه وأمام الجميع؛ كل ما أريد معرفته هل أحبني أم كان مجرد تعود أم كان كذب؟؟ أرجوكم لا تتركوني أنتظر.. يكفيني انتظاره. tweety
أختي العزيزة.. من يحب لا يعرف القسوة على الإنسان الذي يحبه، والحالة الوحيدة التي يقسو عليه فيها هي عندما يخاف عليه، أو يريد أن يبعده عن شيء قد يسيء إليه، أو قد يؤذيه، فالإنسان عندما يحب يفعل كل ما بوسعه لإسعاد الشخص الذي يحبه، ولا يفكر مطلقا في سعادته هو فقط، فيكون لديه إيثار للشخص الذي يحبه؛ حتى على نفسه؛ ولكن من الواضح أن علاقتك بهذا الشخص بالرغم من طول مدتها؛ فإنها لم ترتق إلى كلمة حب، فقد تكون مجرد ارتياح نفسي من جانبه، وقد تكون حب امتلاك من جانبه، وقد يكون الأمر برمته لا يتعدى كونه مجرد إعجاب.
ولأنه شعر أنه جعلك تحبينه، وأنه تورط في علاقة لا يعرف كيف ينهيها بطريقة لا تشعره بالذنب، أو بأنه ظلمك، فقد انتظر لأول موقف خلافي بينكما؛ حتى يكون لديه الذريعة المناسبة لتركك، والتخلص من أي ارتباط بينكما، هذا إن كان الموقف الذي حدث بينكما موقف بسيط بالفعل كما ذكرت، وليس بسيطا من وجهة نظرك أنت فقط، وهو موقف كبير من وجهة نظر الآخرين، وبالتأكيد جعله يتركك؛ لأنه محق في هذا، ولأنه رأى منك ما يجعله يبتعد تماما عن فكرة الارتباط بك؛ حتى ولو كان يكن لك كل الحب والاحترام، فأنت أدرى بما حدث، وأنت أقدر على الحكم إن كان الموقف بالفعل يستحق ما حدث، أم أنه كان مجرد خلافا بسيطا.
أما فيما يتعلق بخطيبته، فالأمر قد لا يتعلق بالجمال بقدر ما يتعلق بدرجة التدين، فالرجل العاقل عندما يفكر في الزواج يذهب للفتاة الأكثر تدينا، والأكثر قربا إلى الله؛ لأنه يعلم جيدا أنها سوف تأخذ بيده إلى الجنة، وهذا ما يريده في النهاية بيت مسلم في الدنيا، والجنة في الآخرة، فقد يكون هذا الشخص لاحظ عليك ابتعادك عن التدين بشكل ما، أو أنك غير ملتزمة؛ فبالتالي لم يفكر في الارتباط بك، فهذا أدعى أن يجعلك تتقربين إلى الله، وقد تكون هذه رسالة موجهة إليكِ لكي تفيقي من غفلتك، وأن تتوجهي إلى الله بالدعاء أن يخرجك من هذا الشعور الصعب الذي تعانينه، وأن يعوضك خيرا عن الشخص الذي فقدته.
وأنصحك يا عزيزتي بألا تجعلي هذا الشخص مثار اهتمامك، ومحط نظرك؛ بل حاولي عدم الالتفات إليه قدر المستطاع، وحاولي أن تنقلي نفسك من القسم الذي هو به إن كنت لا تستطيعين ترك العمل لاحتياجك الشديد له، كما أنني أعتقد أن ما تشعرين به من غيرة من جانبه عليك، أو ما تشعرين به من نظرات الحب والإعجاب؛ فهو مجرد أشياء في خيالك تريدين تصديقها؛ لكي تقنعي نفسك أنك ما زلت حلم حياته، وأن كل ما يفعله هو لاستعادتك من جديد، أو لأنه يحاول نسيانك، أو أي شيء من هذا القبيل لهذا؛ حتى وإن كان هذا صحيحا فلا تنخدعي ولا تسيري وراء أوهاما قد تجعل الأمور أصعب عليك بكثير.
أتمنى أن أكون قد استطعت الرد على رسالتك بما يساعدك على الخروج من أزمتك في القريب العاجل إن شاء الله.