بالأمس طالعتنا الصحف بأن إحصائية قتلى سوريا تشير إلى 106.. واليوم عددنا 90 وتتوالى الأرقام تباعا.. فلماذا يموت السوريون بالمئات كل يوم؟؟ لم نعد نقرأ إحصائيات القتلى؛ لأن الأمر أصبح مكررا معادا على الأسماع.. الأرقام تتضاعف والإجرام غير مبرر والقاتل حاكم لا محتلّ!! فهل سيستمر مسلسل الدم في سوريا إلى ما لا نهاية مثل المسلسلات التركية المدبلجة في سوريا أيضا؟؟ بدأ القتلة الآن يستخدمون راجمات الصواريخ.. وبدأ دكّ حمص مخلفا العشرات، وتعلو أكوام الجثث ويزداد حساب السفاح.. فهل سينتهي هذا العبث قريبا أم يستمر حتى تفنى سوريا ومن عليها؟؟ ألم يدرك مجنون سوريا إلى الآن أنه دمية بالية يلعب بها العالم؟ ألم يفهم الدكتور الفطن أن الإيرانيين يحاربون به الغرب، والروس يستخدمونه في تحقيق توازن سياسي، والصينيون يصفون به حساباتهم مع عدو لئيم؟؟ ألم يفهم بعدُ أن الغرب والشرق قد اختاروا أرضه مسرحا لحرب باردة، بينما الأرواح التي تحصد هي مجرد نثريات وأرقام سيتعود عليها العرب، كما تعودوا عليها في فلسطين والعراق وأفغانستان.... هل يتغافل مجنون سوريا عن مصير لا بد سيأتي، وساعة حقيقة لا بد أن تدق فوق رأسه بأنه لا بد أن يكون لكل هذا نهاية؟ هل يتخيل المجنون أن يظل الجنود يدورون وراء الشباب في الشوارع والأزقة عاما وراء عام. أم يذهب به الحلم إلى بعيد فيتخيل أن الأوضاع ستستقر يوما كما قد يهدهده إيراني أو روسي أو بعثي حين يلمح في عينيه الهلع كما نهدهد طفلا صغيرا؟ أي أوضاع تلك التي ستستقر وهو يزيد كل يوم ميراث الثأر، ويرفع أرقام المنتقمين؟ هل يتخيل عاقل أن هناك حربا بلا نهاية، وهل يتخيل ذو إدراك أن طاقة ميليشياته أيا كان حجمها ستظل تدور في البلدات إلى ما لا نهاية تُخمد الصوت في مكان فينفجر في مكان ثان، وحين تخمده يعلو في ثالث ورابع وخامس.. ربما يحلم مجنون سوريا بنصر كنصر أبيه أن يدمّر مدينة ويغير تركيبتها السكانية ومعالمها الجغرافية كما فعل السفاح الأب في حماة، ثم ينام قرير العين هانيها؟ إذن ما أغبى من أشار عليه بهذا الوهم، فأبناء ضحايا الأمس أقوى شكيمة وأشد بأسا، والإناء محكم الغلق لم يعد أمامه خيار إلا أن ينفجر في وجهه الدميم.. مغفّل كل من راهن على خيار البطش؛ فالدم لا يزيد الأمور إلا تعقيدا، والعنف يخلق عنفا بالمقابل، ولو كان لدى مجنون سوريا ذرة من عقل لاتعظ بما جرى لمجنون ليبيا.. ويعرف قبل فوات الأوان أن مصيره رصاصة بالصدر وثلاجة لعرض اللحوم النتنة وقبر مجهول في الصحراء، لو لم يكن لدى السوريين مصير أنكى وأبدع.. ولا أحد يرضى بأن تتفجر سوريا العظيمة ويتلون بردى بلون الدم، وتصبغ صفحات التاريخ القديم في دمشق وحلب وحمص بدم الأبرياء.. لا أحد يتمنى أن تلطّخ أقدام المارينز تراب العاصمة الأبية، وحاضرة الخلافة الأموية.. لا أحد يتمنى أن تلوث سماء الإباء والعظمة طائرات الناتو.. لا أحد يتمنى لسوريا هذا المصير.. فمن الذي يقود الحضارة الإسلامية والعربية إلى الهاوية.. إنه المجنون وحزبه وبخطوات واسعة إلى الانهيار.. لن نقبل بأن يقضي المجانين على تاريخنا وحضارتنا، ولن نسمح بأن يستمر نهر الدم في التدفق، ويموت الأبرياء كل يوم دون جرم إلا أنهم هتفوا يوما بحرية حرموا منها تحت أقدام البعث اللعين.. وفي النهاية لن يصمت صوت الأحرار، فلقد تجاوز الشعب السوري الأبي حاجز الخوف، وخرج إلى الموت بصدور عارية، وبرهن على عزّته وعظمته وإبائه المعهود عبر التاريخ، وسيسحق في النهاية كل مجنون مخدوع مجرم.. وسيعتلي يوما ظهر الأسد.. الأسد والقذافي.. وصداقة الماضي والحاضر والمستقبل * خمسة جد اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: