أ ش أ أكد الدكتور محمد سليم العوا -المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- أن صندوق الاقتراع هو الفيصل في اختيار رئيس الجمهورية القادم مهما كانت الجهة التي تقف وراءه، موضحا أن دعم جماعة الإخوان المسلمين لمرشح بعينه لرئاسة الجمهورية لا يمثل كلمة الفصل، وإن كان يتيح لهذا المرشح فرصا أكبر. وشدد العوا على أن القرار النهائي سيكون لصندوق الاقتراع، مهما كانت الجهة الداعمة له؛ لأن المجتمع يضم قوى كثيرة وأيضا أصوات حرة ليست تابعة لأي تنظيم، إضافة إلى أن مواصفات صندوق انتخاب الرئاسة مختلف عن صندوق انتخاب البرلمان. ورفض العوا ما يتردد حول سيطرة الإخوان على البرلمان، موضحا أن المجلس النيابي يمثل كافة القوى؛ حيث حصل الإخوان على 230 مقعدا والسلفيون على 198 مقعدا، وتتوزع باقي المقاعد على مختلف القوى السياسية الأخرى. وأضاف أن الإخوان جاءوا عبر انتخابات حرة نزيهة لم يطعن أحد في سلامتها في أي دائرة، مشددا على أن هناك "فرق كبير بين الأغلبية المنتخبة والأغلبية المفروضة". وحول اتفاقية كامب ديفيد، قال إنها بمثابة "عقد"، ومصر دولة تفي بالعقود وسوف تستمر بالإيفاء بها ما التزم الطرف الآخر بشروطها، إلا أنه أوضح أنه في حالة مخالفة الطرف الآخر لشروطها فيمكن لمصر اللجوء إلى المحافل الدولية، ومائدة التفاوض الدولي، موضحا أن مصر ليست ضعيفة أو عاجزة عن المطالبة بحقوقها بجميع الوسائل القانونية، مستشهدا بقضية طابا التي جنّد لها كبار رجال القانون والتاريخ والجغرافيا المصريين وتم استعادتها كاملة عن طريق استخدام وثائق "أشجار الدوم" التي تحدد الحدود المصرية قبل الفتح الإسلامي، أي قبل قدوم قوات عمرو بن العاص إلى مصر كجيش فاتح. واستطرد العوا قائلا: "أنا رجل سلام وأبحث عن سلام العالم كله، ولن أخرج عن المطالبة بالسلام، لكن من يبدأنا بالعدوان فلن نسكت له حتى لو كان الجن الأزرق، أما بالنسبة للعقود حول مواردنا الطبيعية فسوف نلتزم بها ما دامت ليس بها إجحاف، ولكن إذا تبين لنا غير ذلك فسوف نسعى لتعديلها". كما قال المرشح المحتمل للرئاسة إن نهضة مصر تعتمد على محورين أساسيين: المحور الأول يضم القاهرة - أنقرة - طهران، ويشمل الصناعة والتكنولوجيا والتسويق بين الأطراف الثلاثة، أما المحور الثاني فيضم القاهرة - دمشق - السعودية، ويمثل تحالفا اقتصاديا من خلال مجموعات تجارية، اقتصادية وتسويقية ثنائية. وحول فلسطين وحصار غزة، ندد العوا بالجدار العازل، وأوضح أن هذا الجدار لم يتم بناؤه وفقا لاتفاقية دولية، وإنما هو بمثابة عدوان إجرامي من جانب الرئيس السابق، وقال إن أولى اهتماماته كرئيس للجمهورية ستكون إنهاء مظاهر الحصار لغزة، مؤكدا على ضرورة أن تمارس مصر كامل صلاحيتها على معبر رفح الخاضع لسيطرة الحكومة المصرية، مثله مثل المطار الدولي تماما. وبسؤاله عن العلاقات مع إيران، وإلى متى ستستمر القطيعة معها، أجاب أن مصر قد تعرضت خلال وجود النظام السابق لضغوط كبيرة كانت تحول دون استئناف العلاقات مع طهران، وأن مصر قد خسرت بسبب هذه القطيعة عوائد هائلة كانت ستدرها السياحة الدينية التي تتمثل في زيارة الإيرانيين لما وصفها بالعتبات المقدسة في مصر. واختتم العوا تصريحاته لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في بروكسل بالتأكيد على أن العمل الدءوب والإخلاص نحو الوطن هو السبيل الوحيد لاستعادة مصر لمكانتها الإقليمية والإفريقية والدولية ولموقعها كمنارة للإسلام السمح المتسامح.