السلام عليكم، أنا فتاة عندي 21 سنة وكل الناس بتقول عني جميلة، وأحيانا الشيء ده بيرفع معنوياتي وأحس أني مميزة، أنا فعلا كل ما أروح مكان بكون ملفتة للأنظار الجامعة أو حتى رحلة أو لما أسافر. على الرغم من ده أوقات كتير بيكون مزاجي وحش، وأحس إني وحشة ومش جميلة خالص، ليه ماعرفش مع أن بيتقدم لي عرسان كتير أوي بس مش باوافق. أوقات كتير أسأل نفسي هو في إيه وحش في وشي؟ يوم أقول مناخيري لا بشرتي لا جبهتي، وأنا كل ملامحي جميلة ومتناسقة، ورحت لاتنين دكاترة تجميل والاتنين قالوا إني وشي جميل أوي ومش محتاج حاجة، ماما قالت لي يمكن حاسة كده لأنك خمرية وأختك شقراء مثلا. أنا عارفة إني جميلة لكن نفسي ناقصها شيء، حتى الإنسان اللي أنا مرتبطة بيه معجب بشكلي ودايما بيفرح بيّ ودايما بيقول لي إنتي جميلة، بس حتى مشاعري من ناحيته اتغيرت الفترة دي. أنا أخدت شهادة جامعية عالية، ولسه هاكمل وقبل الامتحان توقّفت بسبب الإحساس ده.. في إيه فيّ؟ أنا ما لي؟ باسأل نفسي كتير الفترة دي الحياة تقليدية وأنا عاوزة أكتر، حاسة إن جوايا شيء عاوز يخرج.. مش عارفة أكمل كده عاوزة أغير حياتي بجد. فيه ناس بتقول لي إنتي جميلة جدا علشان كده بتفشلي مع اللي بترتبطي بيهم، وناس تانية بتقول ده دلع. أنا من جوايا مش حلوة.. فاضية حيرانة وقلقانة، ومش عاوزة أتجوز دلوقتي، وخايفة أكبر.. وكمان أنا وخطيبي متصارحين مع بعض، لكن باغير لما ألاقيه عمال على فيس بوك بيكلم بنات كلام عادي جدا؛ لأنه محترم نسبيا. أنا عرفت واحد عليه واتعلقت بيه وبقيت أبكي طول الوقت، كان عامل زي أب حنون جدا رقيق وشدني ليه، وبعدت فجأة عنه ومشاعري واقفة لا قادرة أحب خطيبي زي الأول ولا أكمل مع التاني اللي باحس معاه إني طفلة شقية مدللة وبتشاقى وألعب، وصدره واسع بيستوعب وأكبر مني بعشرين سنة. حيرانة ومحبطة أنا باختصار عروسة خشب، يا ترى أسافر وأبدأ دراسة جديدة غير اللي كنت بادرسها؛ لأني كرهتها ولا أتجوز وخلاص زي كل البنات؟ pretty.pretty تخطئ كثيرا في حق نفسها من تعتقد أن الجمال هو جواز مرورها الوحيد للعالم المحيط بها, لأن المرأة أرقى من أن تُحصر في مجرد صورة, فهي إنسانة لها عقل وروح يميزانها عن أي لوحة يمكن أن تلفت الأنظار لوهلة ثم ينصرف الناس عنها. إن ما يكمل العلاقة الإنسانية وينضجها ويدفع بها للاستمرار هو ما يدور في الرأس البشري من أفكار وما يمتلك من قدرات؛ فقد تبدأ العلاقة بالجمال لكنها لا تتوقف عنده كثيرا، حيث سرعان ما تعتاد عليه العين يصبح شيئا مكررا ومألوفا، وإذا لم توجد مؤهلات أخرى للشخصية فسرعان ما تبهت العلاقة ثم تختفي. إن مشكلتك هي اقتصار تفكيرك على الجمال فقط سلبا أو إيجابا، مما استنفد طاقتك النفسية وجعلك تتركين دراستك، وأهملت بقية العناصر الأخرى للشخصية كالثقافة والذكاء واللباقة والتسامح والتعاون وغيرها من الصفات التي تربط الناس ببعض، وتجعلهم يتحملون أي نقائص أخرى في الشخص، فما قيمة الجمال إذا اجتمع مع الأنانية وحب الذات؟ في حين تعلو قيمة الشخصية إذا زاد رصيد الذكاء والحب والرغبة في العطاء حتى إذا قلّ رصيد الجمال. فأنت إنسانة تبحث عن علاقة عميقة ومستمرة والجمال الذي يؤرقك أو تعتزي به لا يكفي لتحقيق هذا المأرب. لقد تخرجت في الجامعة يعني لديك حد أدنى من الوعي والثقافة يؤهلانك لفهم من حولك والاهتمام بهم والتعامل معهم بكفاءة ونجاح, ولكن استغراقك في التفكير في نفسك ومدى جمالك من عدمه غطى على بقية الإمكانيات التي منحها الله لك، ومنعك من توظيفها بشكل جيد، فشعرت بأنك إنسانة فاضية مما ضاعف من قلقك وحيرتك. إن السؤال الذي طرحته في نهاية رسالتك "أبدأ دراسة جديدة وألا أتجوز وخلاص؟!" يوحي بأن الزواج بالنسبة لك هو نهاية المطاف التي تلقين بنفسك فيها للتخلص من العلاقات الإنسانية المحيرة, في حين أنه بداية اجتماعية جديدة يحتاج إلى التروي والتأني وإعداد النفس له. فعليك بإعداد نفسك لتحمل مسئولية زوج له عليك حقوق من المحبة والاحترام والطاعة. والجمال وحده لن يغني عن هذه الأشياء. ولعلمك لا توجد امرأة جميلة وأخرى قبيحة، بل توجد امرأة تثق وتهتم بنفسها وأخرى لا تفعل ذلك. ومعيار الجمال يختلف من شخص لآخر، والمهم أن من يرتبط بك يكون راضيا ومقتنعا بما حباك الله به من صفات في الشكل والأخلاق, وخطيبك راضٍ عن جمالك كما تقولين، ولكن المشكلة في التردد والفراغ الذي تشعرين به نتيجة الاستغراق في التفكير في نفسك. عليك أن تهتمي بخطيبك وتخططي معه عش الزوجية، وتنسي كل هذه المهاترات التي تدور في رأسك وتستنفد طاقتك فيما لا يفيد. أكثري من القراءة والاطلاع, جددي علاقاتك وتعلمي ممن حولك ولا تحمّلي الأمر أكثر مما يحتمل.