ترددت كتير قبل ما أكلمكم، واللي شجعني على مراسلتكم ثقتي فيكم وفي رأيكم وكمان حيرتي الكبيرة. قصتي بإيجاز شديد تتلخص في إني حبيت شاب وهو حبني.. أنا وهو اتخرجنا من هندسة وبنشتغل؛ المهم اكتشفت منه إن والده بيشتغل حلاق، وأنا لأني بحبه ومش بتفرق معايا المظاهر قلت عادي، اما جه اتقدم لأهلي رفضوا رفضا باتا، وقالوا لي دي أسوأ مهنة؛ فضلت أفهمهم إنها ما دامت مهنة شريفة خلاص، وإنها زي أي مهنة بس هم رفضوا. هو لما عرف سبب رفضهم حس بإهانة وقال لي إنه مش هيستعرّ من أبوه اللي رباه وعلمه أحسن علام؛ أنا طبعا فضلت أحارب في البيت علشان يوافقوا، بس المشكلة إني اكتشفت إنه في يوم إجازته بيساعد أبوه في المحل؛ ولما فكرت في الموضوع اتضايقت وفكّرت في أولادي بعد كده؛ بس لأني بحبه واجهته فقال لي إنه هيبعد نهائي عن المحل، خصوصا إن أبوه نفسه بيبعده عنه؛ لأنه مهندس، بس برضه بيرجع بحجة مساعدة أبوه لحد ما أنا حسيت إنها في دمه وبقى عندي عقدة، كل لما أبص على محل حلاقة أتضايق. هو محترم والناس بتحبه وبتقول عليه راجل، وهو كمان بيحبني واستحمل إهانات أهلي كتير، وبرده مصمم على إنه يتقدم لي؛ أنا مش عارفة أعمل إيه في الصراع اللي جوايا بين قلبي وعقلي؟ هل أنا كده بافتري عليه وعلى مهنة أبوه اللي هي حلال ولا إيه ؟ أنا مش عارفة.. كل اللي أعرفه إني بحبه بس مش عاوزة أولادي يعانوا بعد كده إحساس بالنقص.. دلّونى أعمل إيه؟ الصديقة العزيزة .. الحديث الشريف يقول : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه " إلى آخر الحديث .. لأن الإسلام كمنهج عبارة عن منظومة كلّية يتماشى فيها جانب التزكية الدينية مع الفطرة والاعتبارات الاجتماعية، ولذلك فإن الفقهاء اشترطوا في الزواج التكافؤ بين الزوجين، ومن بين هذا التكافؤ ألا يشعر أحد يوماً بأن الآخر لا يشرّفه في مجتمعه الذي هو فيه. لا أنكر ما قد يكون عليه هذا الشاب من أخلاق عالية ورجولة وتديّن، وجميل منه ألا يتعالى على والده الذي رباه وعلّمه , لكن ليس كل جيد مناسباً.. والدليل على ذلك عندما قلت ( مش عاوزة أولادي يعانوا بعد كده إحساس بالنقص ) إذن أنت نفسك في شك وتردد بأمر مشاعرك في المستقبل , ومن جانب آخر , في حالة احتمالية انفصال هذا الشاب التام بحياته ومركزه عن والده بما يلطّف الأجواء قليلاً، ويجعل هناك بعض الإيجابيات التي قد تمحو بعض السلبيات؛ أصبح أمراً مشكوكاً فيه . صديقتي .. أرى أن والديك لهم بُعد نظر فيما يرفضون من أجله، وأرى أن عليك مشورتهم .. وعليك بالاستخارة وفّقك الله لما يحبّ ويرضى .