السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لو سمحتم أنا عندي مشكلة خاصة بواحدة صاحبتي مش لاقية حل ليها.. المشكلة باختصار إنها اتجوزت واحد مابتحبوش، هي حاولت ترضى بنصيبها وتحاول تحبه؛ لكن كانت دايما شايفة عيوبه قدامها، عاملة حاجز بينها وبينه، وكمان هي عيوب مش مقبولة؛ زي البخل مثلا والعيشة في مستوى أقل من اللي كانت عايشة فيه، رغم إنه معاه فلوس؛ بس دايما مدّعي الفقر، ومكنّزها ومش عايز يصرف عليها، وبيحاسبها بالجنيه. ظهر في حياتها حبها القديم مرة تانية، وطبعا فرق كبير بينه وبين جوزها في الطباع والمركز الاجتماعي، ومن أول ما ظهر في حياتها وهي مش قادرة تنساه، وبقت متمردة على جوزها رغم إنها بتحاول تصلّح عيوبه؛ علشان تحبه وترضى بعيشتها معاه، بس هو مابينصلحش حاله، وهي محتارة مش عارفة تعمل إيه في جوزها؟!! وآخر مرة كلمتني كانت عايزة تنفصل عنه ومصممة على كده، رغم إنها عندها ولد وحامل للمرة التانية؛ بس هي تعبت من بخله واختلاف طباعهم، وللعلم هي محترمة ومؤدبة جدا وبنت ناس؛ يعني مش رجعت لحبها الأول، علشان كده عايزة تسيب جوزها.. لكن هي حاولت معاه كتير علشان يتغير بس بيفضل على حاله.. يا ريت تلاقوا لها حل للمشكلة دي؛ لأني احترت ومش عارفة أحلها معاها. H.A تعجّبت لأمرك يا عزيزتي وأنت الصديقة التي كان من المفروض أن تقفي في الجانب الصحيح والذي يرضي الله؛ حتى لا توقعي صديقتك في الطريق الخطأ، ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظل؛ فإن ذلك نصره". عزيزتي.. حقا البخل صفة مذمومة وبشدة؛ ولكن هل سألت صديقتك كيف سمحت لنفسها بالزواج من رجل وهي ما زالت متعلقة بآخر؛ حتى إنها بمجرد أن رأته رجع الحب القديم، وأصبحت لا تطيق زوجها الذي تعيش معه تحت سقف واحد، وفي جواره وأمانه، وماله كثر أم قلّ؟؟ كيف تسمح لقلبها بأن يغافلها ويذهب إلى رجل آخر ليس بينها وبينه أي رباط شرعي، ومع هذا تقولين عنها إنها محترمة ومؤدبة وبنت ناس، كيف بالله يتفق هذا مع ذاك؟! كيف تكون بهذه الأوصاف التي تصفينها بها وتسمح لنفسها أن تعيش حتى ولو في خيالها مع رجل آخر غير زوجها مهما كان سيئ؟؟! فالخيانة هنا خيانة لأوامر الله ولنفسها ولزوجها الذي ارتضت الزواج منه. فإن كان سيء تركته وإن كان جيد بقت معه؛ ولكن هذا أمر آخر لا علاقة له بأن تسمح لذاتها بأن تنظر لرجل آخر فتعجب به وتتذكر ما كان بينهما من حب، وتفكر به وهي في عصمة إنسان آخر ارتضت به زوجا ولم يجبرها أحد عليه، وعاشت معه حتى أنجبت طفلا وعلى وشك أنجاب الآخر؟! سليها يا عزيزتي لماذا تزوجت هذا الرجل الذي اعتبره هو المجني عليه لا الجاني في هذه الحالة؟؟ هل أجبرها هذا الرجل على الزواج منه أم تزوجته برضاها؟ وربما تكون تزوجته نكاية في هذا الحبيب الذي هجرها، والذي إن لم يكن هجرها فلما تركته إذن وتزوجت من آخر؟ عزيزتي.. صديقتك تعيش حياتها بأكملها بشكل خاطئ، فها هي تتزوج من رجل من الواضح أنها لم تسأل عنه أو عن صفاته أو ماله أو أي شيء يرضيها فيه. ورغم ارتضائها أن تتزوجه وهي لم تسأل عن صفاته هذه، أو ربما تكون قد سألت وعلمت ومع ذلك رضيت وتزوجته، فها هي تخونه، ولن أقلل من شأن الكلمة.. فما تفعله صديقتك خيانة، وإن كان محلها القلب والعقل والجوانح لا الجسد. كان من باب أولى بصديقتك ما دام اختارت زوجها بإرادتها ألا تظلمه وتظلم نفسها وتكون زوجة يرضاها الله؛ خاصة أنها سمحت لنفسها أن تنجب منه طفلا، ولم تكتفِ بهذا فقط؛ بل هي أيضا في طريقها لإنجاب طفل آخر، وفي النهاية سوف يكونان هما الضحية لهذه الأم، التي سوف أتركك تصفينها أنت (وأنت صديقتها) بما يليق بها في هذا الأمر.. لماذا لم تترك صديقتك زوجها قبل أن تورط أطفالا صغارا معها ما دام اكتشفت أنه بخيل وسيء؟؟ لماذا لم يحدث ذلك قبل أن يظهر الحبيب المجهول وتضع نفسها في هذا الوضع السخيف أو على الأصح المخذي. لنقل أنها تزوجته وكان ما كان.. لماذا عندما اكتشفت بخله أو أنها تعيش في مستوى أقل من الذي كانت تعيش به في بيت أبيها لم تتركه؟! وقتها لو كان هذا الحبيب القديم قد عاد إليها لكانت خالية وتستطيع الزواج به بلا أثم. أما وقد ارتضت أن تعيش في كنف هذا الرجل ليس أقل من عامين بما أنها حامل في طفلها الثاني.. فكيف لها أن يرضى ضميرها بطلب الطلاق -والذي اعتبره إنصاف للزوج المخدوع مهما كان به من صفات سيئة- حتى تعود إلى الحبيب الذي والله أعلم لا تدري إن رجعت له أنه سيتقبلها، وإن تقبلها لا تعرف كيف سيكون، ربما يكون أسوأ ألف مرة من زوجها وأبو أبنائها، وتعيش عيشة أسوأ من ما كانت تعيش فيه مع زوجها، وتصبح نهايتها الفشل، ثم الندم، بعد أن تكون قد شردت طفلين ليس لهم أي ذنب في هذا كله. حتى لو لم تفكر في العودة إلى هذا الحبيب واكتفت بأن تنفصل عن زوجها، فبكل أسف أمام نفسها هي تعرف أنها لم تقدم على هذه الخطوة سوى بعدما ظهر رجل آخر في حياتها. عزيزتي.. كوني أنت صديقة بحق، وانصحيها نصيحة لوجه الله، بأن تراعي زوجها، وتحاول معه مرة.. ومرة.. ومرارا؛ حتى تحافظ على بيتها وأطفالها، وفي هذا الوقت تنسى الحبيب القديم تماما، وتراعي الله في أخلاقها، ولتكن ابنة ناس على خلق بحق وليس مجرد كلام، وإن فشلت وقتها وأرادت الطلاق؛ فليكن هذا من أجل صفات الزوج السيئة وليس من أجل وضعه في مقارنة مع أحد، وعندما تنفصل لا تعود لهذا الحبيب أبدا، حتى ترضي الله وضميرها والله الموفق.. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا