السلام عليكم.. في البداية أحب أعرّفكم إن دي مش مشكلتي؛ دي مشكلة واحدة صاحبتي. هي مرتبطة بواحد من حوالي 10 سنين، جمعت بينهم ظروف العمل واتعلقوا ببعض جامد، وفي الوقت اللي حب يرتبط بيها بشكل رسمي، باباه وقف في طريقهم؛ بحجة إنها مش في مستواهم.. وفعلاً انفصلوا وخطب واحدة تانية.. هو ما كانش بيحب خطيبته، وكان في الوقت اللي هو خاطب فيه بيكلمها وعلى علاقة بيها.. بتقول لي كان بيكلمها أكتر من خطيبته كمان، وهي وافقت على الوضع ده لأنها بتحبه، وحتى بعد ما اتجوز لسه بيكلمها وبيتقابلوا.
المشكلة دلوقتي إنها موافقة تبقى زوجة تانية بدل إحساس الخيانة اللي حاسة بيه على طول ده؛ بس هو ظروفه المادية صعبة جداً.. لو مراته عرفت هتطلب الطلاق، وهتبقى عايزة كل مستحقاتها، ومش هتقبل تشاركه مع زوجة تانية؛ مع إن صاحبتي عادي بالنسبة لها الوضع ده.
دلوقتي ما حدش يقول الحل إنهم يبعدوا عن بعض؛ لأنهم مش هيقدروا.. فهل يتجوزها ويدخل في مشاكل تانية؟ ولا هي تفضل معاه وتضيّع عمرها وتستنى لما المشاكل تتحلّ لوحدها؟
no more love
عزيزتي: تطلبين مني ألا أقول إن عليهما الابتعاد عن بعضهما، وتريدين مني أن أقول إن عليهما الزواج، ومحاربة أي ظروف.. أعتقد أنه لو كان والده سيوافق عليها زوجة ثانية لكان تزوجها منذ البداية، ولما كانت هناك مشكلة من الأساس؛ ولكن أعتقد أن والده لن يرحّب بها زوجة ثانية، ولو أنه كان يرى في السابق أنها أقل منهم في المستوى؛ فسيرى فيها الآن أنها إنسانة سيئة وأنها "خطّافة رجالة" و"خرّابة بيوت".
أعتقد أن موقفها سيكون أصعب، ولو كان من الممكن أن يتعاطف معها الجميع في البداية؛ فلن يتعاطف معها أحد الآن.. فهي في نظر الناس، تريد أن تهدم أسرة، وفي نظرهم أنها إنسانة سيئة؛ لأنها على علاقة بإنسان متزوج، دون أن يكون بينهما أية علاقة شرعية، وأعتقد أن ما تفعله الآن خيانة بعلاقتها بهذا الشخص، والله سبحانه وتعالى لا يقبل الخيانة ولا يباركها.
وأعتقد أن هذا الشخص أجبن من أن يواجه العالم كله ويتزوج صديقتك أمام الناس وعلى الملأ؛ وإنما لو تزوجها سيتزوجها سراً؛ فاسمحي لي أن أقول لك إنه شخص أناني يريد كل شيء دون أن يعطي.. ولو أنه أحب صديقتك بالفعل لابتعد عنها بمجرد زواجه، ولَتَركها تعيش حياتها وترتبط هي الأخرى بإنسان يقدّرها ويعرف قيمتها ويسعى لإسعادها؛ ولكنه لا يفكر إلا في نفسه؛ فهو لا يفكر في مشاعر زوجته لو علمت بخيانته، ولا يفكر في حياة صديقتك، التي تنهار دون أن تدري.
إنه شخص أضعف من أن يواجه، ولو كان بهذه القوة لَحَافظ على حبه، ولَوَاجه والده، ولاستطاع، أن يحارب من أجل من يحب؛ ولكنه أضعف من أن يفعل هذا، وسيكون أضعف من أن يحافظ على هذه الإنسانة. وحتى لو تزوجها؛ فستكون هي أول شيء يضحّي به عند أول مواجهة بينه وبين والده، وبهذا ستخسر كل شيء.
لذا؛ فأنا لا أستطيع أن أنصحها أن تخرب حياة أسرة، ولا أستطيع -بالتأكيد- نصحها بالخيانة؛ فهي تخون نفسها قبل أن تخون زوجة الشخص الآخر؛ لأنها تضع نفسها في موقف سيئ، وتجعل مَن حولها لا يحترمونها، وأرى أنها لن تموت إن ابتعدت عن هذا الشخص تماماً، وأجد أن هذا هو الحل الأمثل، للجميع.
وأتمنى أن تحاول صديقتك التقرب من المولى عزّ وجل، ومراجعة نفسها، ورؤية نفسها من بعيد؛ فسترى أنها وضعت نفسها في موقف سيئ وجعلت من نفسها لعبة يتلاعب بها هذا الشخص، وعليها -إن كانت تحترم نفسها وتريد أن تحافظ على المتبقي من كرامتها- أن تبتعد تماماً، وأن تبدأ من جديد مع شخص تكون في حياته كلَّ حياته، وليست مجرد نزوة في الظلام لا يستطيع حتى الاعتراف بها في النور.