"تكالبت الأنظمة والحكومات الغربية على تلطيف الأجواء مع جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد فوزها بالانتخابات التشريعية المصرية الأخيرة، رغم أن هذه الجماعة متشدّدة ومتطرّفة ومعادية للسامية ومعادية للنصرانية ومعادية للغرب، وصاحبة سجل حافل من الإرهاب والتطرّف، وينطبق عليها مصطلحَي جماعة شريرة ومجرمة". بهذه الكلمات بدأ الكاتب الإسرائيلي "إيزي ليبلر" بصحيفة "يسرائيل هايوم" مقاله المهم عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد فوزها بالانتخابات مؤخرا، وحصدها نِسبة عالية من الأصوات، ليُعيد من جديد فتح قضية شائكة تصدّرت غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا، تتعلّق بوجوب فتح حوار مع جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الدينية الإسلامية في مصر، بالإضافة إلى محاورة قوى سياسية أخرى، وإن زاد على ذلك بعض الكتابات التي رجّحت النزول إلى الشارع المصري، ومحاورته بعد أن انكفأت الحكومات الإسرائيلية السابقة بفتح حوار مع النظام المصري السابق فحسب، دونما توجيه أي اهتمامات بالشعب المصري نفسه. وقال الكاتب الإسرائيلي إن جماعة الإخوان المسلمين ستولي الأهمية القصوى في هذه المرحلة التاريخية من الثورة المصرية بتحسين الأحوال الاقتصادية والأوضاع الاجتماعية للشعب المصري، وهو ما يعني تأييد الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب للجماعة اقتصاديا وسياسيا أيضا، رغم أن الجماعة تعمد على أن تكون صاحبة وجهين؛ الوجه الأول وهو الحقيقي ويعني رفضها لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وتركها لمجلس الشعب القادم، وهو الذي سيحدد مصير السلام من عدمه، والوجه الآخر ويقضي بالاعتدال أمام الكاميرات وأمام الحكومات والأنظمة الغربية. كما أن الإخوان المسلمين أعلنوا من قبل رفضهم لإقامة دولة يهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويُؤيّدون حركة المقاومة الإسلامية حماس في نهجها المقاوِم لإسرائيل والسياسات العنصرية الصهيونية. وأتبع الكاتب الإسرائيلي ليبلر في مقاله المهم ظهر يوم الإثنين الماضي أسلوب الترغيب والترهيب مع جماعة الإخوان المسلمين؛ بمعنى أنه يرى أن الجماعة فازت بنصيب الأسد في حصد أصوات الناخبين المصريين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، لكنه يصفها ب"الجماعة المتطرّفة والمتشددة" التي ترغب في تولي الحكم في مصر، والقبض بيد من حديد على مقاليد الأمور في مصر كلها، والتشديد على الحريات والأقباط المصريين، معتقدا أن "أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك أفضل وأنجع للمصريين من حكم وسيطرة الإخوان المسلمين على الشارع المصري، وكأن أيام مبارك كانت بمثابة جنة عدن للمصريين". بيد أن المحلل السياسي لصحيفة "يسرائيل هايوم" قد اعتبر أن محاورة الإخوان المسلمين والقوى السياسية في مصر والعالم العربي أمر ضروري، ويجب أن ينال حظّه الموفور من البحث؛ لأن مستقبل إسرائيل مرهون بهذه الجماعة وتلك القوى السياسية؛ وغيرها من تيارات الإسلام السياسي.