تمّت خطبتي لشاب عنده 28 عاما، أنا أصغر منه بعامين بعد قصة حب بيننا استمرت عاما، ولم تواجهني معه مشكلات سوي تعارفه المستمر على بنات من أي مواقع اجتماعية وعلاقاته الكتير بالبنات والتي لم تتجاوز النت وأحيانا الخروج معهن، وكان لا يستطيع تحمّل فكرة أني أسيبه ووعدني إنه الموضوع ده انتهى. ولعدم ثقتي بيه بدأت أفتّش من وراه واكتشفت محادثات بتاريخ من مدة طويلة مع شاب تاني بيتكلموا عن علاقة بينهم، والشخص التاني كان بيسأله هو ليه كان بيقول إنه هيبطل وهو قاله إن هو مش بيطلب حاجة من ربنا غير إنه يبطل ويبعد، واتأكدت من الكلام إن الكلام عن علاقة جنسية. ولما سألته وفهمته إني فهمت الكلام اللي قريته اعترف لي إنه من 10 سنين أي وهو في ثانوي أثناء مشاهدة فيلم جنس مع صاحبه حصل بينهم حاجة بسبب شدة الإثارة، ورغم ميله الشديد للبنات وللعلم أنا أعرف حاليا أصدقاءه متجوزين ومحترمين جدا ومافيش منهم حد كده أما الولد ده علاقتهم اتقطعت بعدها على طول إن الموضوع ده ما اتكررش. بس أنا عرفت منه إن المحادثة دي كانت بينه وبين واحد من بلد تانية كان سأل الولد اللي حصل معاه كده ده على حد في نفس البلد، فقال له على خطيبي وهو معتقد إنه ما زال كده عشان كده هو فهّمه في المحادثة إنه خطب. وللعلم قبل ما أعرف كده كانت علاقتنا فيها تجاوزات كتير، وكان بيستمتع معايا جدا وبيميل جنسيا جدا ليّ أكتر مني، وبيوصل لقمة الإثارة وطبيعي جدا معايا. أنا عارفة إن ده مش صح إنه يبقى بيننا حاليا بس هو بيخاف عليا وأنا بحبه ومش بفكر أسيبه خالص، واللي مخليني باسأل هو إزاي طبيعي معايا وحصل معاه كده، ويا ترى هو فعلا طبيعي ولا ممكن يكون فيه حاجة أنا مش عارفاها أو فاهماها. وهو الجو الأسري اللي عنده متدين جدا ومعتدلين بشكل عام وهو بيميل للأنثى جدا وبيحب الجواز وعاوزني جدا، وأنا مش عارفه أعمل إيه لأني مش هسيبه وبحبه. figo.tiger بما أنك لا تطلبين النصح في تقييم العلاقة ولا النصح فيما يقوم به الآن رغم خطوبته لك وتؤكدين أنك تحبينه ولن تتركيه، فلا أملك إلا أن أرد على سؤالك وهو فهمك لما وجدتِه في هاتفه من رسائل، فالحقيقة أنه بالفعل هناك مساحات متدرجة وواسعة في الشذوذ الجنسي؛ فهناك من يحتفظ بالشذوذ في صورة خيالات وتخيلات وأحلام يقظة أو منام فقط ولا يتعدى ذلك، ومنهم من يحمل الميل لنفس الجنس ويكابد أن ينفس عن هذا الميل بأي طريقة تحت أي ظرف من الظروف. وهناك من يعبر عن ذلك الشذوذ في مساحة المشاعر التي يتم التصريح عنها ويقف عند هذا الحد وإن كان هذا الصنف قلة، وهناك من يقف عند حدود التلامس الجسدي الشاذ بينه وبين جنسه دون أن يتم القيام بعلاقة جنسية كاملة، ومنهم من يقع في علاقة جنسية في يوم من الأيام ويندم أشد الندم ويظل يكابد تكرارها ولكن إرادته تمكنه من عدم العودة إليها، ومنهم من يقع في الممارسة الشاذة وهو يتألم لها ويرجو الشفاء منها، ومنهم من يسعد بتلك العلاقات ويدافع عنها ولا يفكر في سواها... ولكن على الرغم من أنهم جميعاً يندرجون تحت الشذوذ بمعناه الواسع إلا أن هناك شريحة أخطر منهم جميعاً وهي الشريحة التي تستطيع أن تمارس الشذوذ مع نفس الجنس وتستطيع في نفس الوقت أن تمارس العلاقة الطبيعية مع الجنس الآخر. أنت أردتِ أن تفهمي وأنا قلت لك بشكل عام ما هي الشرائح الموجودة المتعددة والتي تندرج تحت الشذوذ، ولكن بالنسبة لخطيبك لو صدق في حديثه معك فقد تكون بالفعل مرة واحدة ثم أفاق ولم يعد لها ثانيةً أبداً، وهؤلاء موجودون خاصةً إذا كان لديهم وازع ديني يجعلهم يستحضرون خطر هذا الحد العظيم من حدود الله سبحانه، ورده على رسالة هذا الشخص دليل آخر على صدق ما قاله، ولكن هناك عدة أمور أود أن أوضحها لك حتى تتمكني من فهم وتقييم العلاقة بينكما، وسأسردها لك في شكل نقاط كالتالي: * اتفقنا على أن هناك شريحة مزدوجة تمكنهم من القيام بالعلاقتين الطبيعية والشاذة؛ إذن إثارته معك وإقباله على الفتيات ليس بالضرورة هو الدليل القاطع والنهائي على أنه ليس شاذاً، وإن كان دليلاً على سوائه لو هو من غير هؤلاء، فمن يستطيع أن يجزم غيره، أو من خلال ما تستطيعين أن تؤكديه أنت بنفسك من خلال تفاصيل المواقف والحياة بينكما ما دام لا يتواصل مع متخصص؟ * الذي ينهي تلك العلاقات أو تلك المرحلة المشوشة من عمره بصدق يقطع كل صلته بهذا الماضي المؤسف المؤلم نفسياً وإنسانياً ودينياً فما معنى احتفاظه بتلك الرسائل حتى الآن؟، ولماذا لم يغير رقمه هذا ما دام هو الوسيلة التي يمكن أن يصل إليه هذا الشخص عن طريقها، بل ويرى هذا الشخص أنه يمكن أن يرشد شخصا آخر شاذا يبحث عن شاذ يمارس معه العلاقة الشاذة في المدينة التي هو موجود بها فيكون هو هذا الشخص؟ اللهم إلا إذا كان خطيبك من النوع الذي ينسى "وبيكبر دماغه" جدا، ونسي تلك الرسائل ونسي أن يغير رقمه! * لا ولن يجوز ما يحدث بينكما مهما كانت الدوافع أو المبررات، فالحب رائع وما أروعه حين يكون طاهراً، واستقامته مطلوبة ولا تأتي الاستقامة إلا بالطرق السليمة، فحتى الشواذ الذين يمارسون العلاقة الجنسية مع نفس الجنس لا يكون علاجهم بإقامة علاقات جنسية "محرمة" مع الجنس الآخر، فما يحدث بينكما يغضب الله تعالى وهو حرام لا فصال فيه يغفره الله تعالى بفضله بالتوبة النصوح. * رغم أن ما اكتشفتِه كان مفاجئاً لك إلا أن التجسس لم يأت بخير أبدا!، فما رأيت أسوأ من نتائج التجسس على كثرة ما تعاملنا معه من مشكلات ومصائب؛ فالتجسس يخترق المساحة الخاصة بين العبد وربه ويزرع في القلب الشكوك التي تعصف بالنفس وتجعلها في حالة صراع مستمر؛ فبما أنك قررت ألا تتركيه وتعلمين جيداً قدر حبك له وحبه لك وتتقبلينه كما هو فاقطعي طريق التجسس تماماً ليذهب الشك بعيداً عنك وعنه، وإن لم تفعلي ذلك فلا تلومِنّ إلا نفسك.