تُوّج فريق برشلونة بلقب كأس العالم للأندية للمرة الثانية في تاريخه، بعدما سحق سانتوس البرازيلي بأربعة أهداف نظيفة اليوم (الأحد)، في المباراة النهائية للبطولة على استاد يوكوهاما الدولي باليابان. وكان برشلونة قد أحرز اللقب في 2009 قبل أن يُكرّر إنجازه اليوم لتحتفظ القارة الأوروبية بلقب مونديال الأندية للمرة الخامسة على التوالي؛ وذلك بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وأنهى برشلونة المباراة منذ شوطها الأول؛ حيث تقدّم الفريق بثلاثة أهداف نظيفة، إذ افتتح الأرجنتيني ليونيل ميسي التسجيل، ثم أضاف تشافي هرنانديز الهدف الثاني قبل أن يتكفّل سيسك فابريجاس بتسجيل الهدف الثالث. وفي الشوط الثاني أضاف ميسي الهدف الرابع لبرشلونة والثاني له ليعزز الفريق رصيده من الأهداف، ويحقق أكبر نتيجة في المباراة النهائية لمونديال الأندية، بعد أن كانت النتيجة السابقة مسجّلة باسم إنتر ميلان الإيطالي الذي تغلّب على مازيمبي الكونغولي بثلاثة أهداف نظيفة، فيما انتهت المباراة النهائية عام 2007 بفوز ميلان الإيطالي على بوكا جونيورز الأرجنتيني 4/ 2. وتصدّر ميسي قائمة هدّافي كأس العالم على مدار تاريخها، برصيد أربعة أهداف بالتساوي مع البرازيلي دينسلون مهاجم بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي. وكان ميسي قد أحرز هدفين في مونديال الأندية عام 2009 قبل أن يُحرز هدفين في البطولة الحالية. وكانت الأندية البرازيلية قد فرضت هيمنتها على النسخ الثلاثة الأولى من هذه البطولة؛ حيث تُوّج كورينثيانز، وساو باولو، وإنترناسيونالي بألقاب البطولة في أعوام 2000 و 2005 و 2006، ثم بدأت الهيمنة الأوروبية على اللقب في السنوات الأربعة التالية؛ فكان اللقب من نصيب: ميلان الإيطالي، ومانشستر يونايتد الإنجليزي، وبرشلونة الإسباني، وإنتر ميلان الإيطالي على الترتيب. وشقّ الفريقان طريقهما إلى نهائي هذه البطولة بجدارة؛ حيث حصل كل منهما على اللقب القاري ليبدأ مسيرته في البطولة الحالية من الدور قبل النهائي. ولم يجد سانتوس البرازيلي صعوبة كبيرة في التأهل للنهائي بعد الفوز 3/ 1 على كاشيوا ريسول الياباني الذي أطاح في طريقه لهذا الدور بكل من أوكلاند النيوزيلندي ومونتيري المكسيكي. وفي المباراة الأخرى بالمربع الذهبي، حقّق برشلونة فوزا كبيرا 4/ صفر دون عناء في مواجهة السد القطري ليؤكد هو الآخر على أحقيته في خوض المباراة النهائية. وبدأت المباراة بسيطرة تامة من جانب النادي الكتالوني الذي فعل كل ما يحلو له وسط غياب تام من جانب لاعبي سانتوس الذين بدوا مجرد شبح للفريق الذي فاز على كاشيوا الياباني 3/ 1 في المربع الذهبي. وتفنن لاعبو برشلونة، خاصة ميسي وإنييستا وفابريجاس في إهدار الفرص السهلة واحدة تلو الأخرى في الدقائق العشرة الأولى، بينما لم يشكّل سانتوس سوى هجمة وحيدة انتهت بتصويبة من نيمار ضلّت طريقها للمرمى. وأهدر تياجو الكانترا فرصة محققة برشلونة من متابعة لتسديدة ميسي التي أنقذها رافاييل كابرال. وأعلنت الدقيقة 16 عن هدف السبق لبرشلونة عن طريق الساحر ميسي الذي تبادل التمرير مع إنييستا قبل أن يُسدّد الكرة من فوق الحارس إلى داخل الشباك. وأضاف تشافي الهدف الثاني لبرشلونة في الدقيقة 24، بعد أن أهداه البرازيلي داني الفيش تمريرة سحرية لم يجد معها تشافي أي صعوبة في هز الشباك. وردّ بورجيس بتسديدة قوية أنقذها فيكتور فالديز حارس برشلونة بثبات. وكاد فابريجاس أن يحرز الهدف الثالث لبرشلونة في الدقيقة 30، بعد أن تلقى تمريرة رائعة من ميسي ولكن القائم الأيمن وقف له بالمرصاد. وانهارت الروح المعنوية للاعبي سانتوس تماما وهو ما أعطى النادي الكتالوني المجال لمواصلة الهجوم الضاري على مرمى رافاييل كابرال. وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول أضاف فابريجاس الذي يشارك على حساب ديفيد فيا الذي تعرض لكسر في الساق خلال المباراة أمام السد، الهدف الثالث لبرشلونة بعد مجهود خرافي من ميسي الذي راوغ جميع مدافعي سانتوس قبل أن يمرر إلى إنييستا الذي مرّر بدوره كرة داخل منطقة الجزاء سددها إليكانترا برأسه لترتد الكرة من الحارس لتجد فابريجاس المتابع. وبدأت أحداث الشوط الثاني على ما انتهت عليه أحداث الشوط الأول؛ حيث هجمات متتالية من جانب برشلونة وغياب تام للاعبي سانتوس. وخلق برشلونة أكثر من خمس فرص، مؤكّدة في الدقائق الخمسة الأولى عن طريق ميسي وفابريجاس وإنييستا. وأهدر فابريجاس فرصة هدف محقق لبرشلونة بعد أن تلقّى تمريرة متقنة من ميسي في مواجهة المرمى مباشرة ولكنه تعثّر في التسديد، قبل أن يضيع ميسي فرصة تسجيل الهدف الثاني له والرابع لبرشلونة في الدقيقة 53. وخلال الربع ساعة الأولى من أحداث الشوط الثاني سنحت فرصتين لفريق سانتوس عن طريق نيمار، ولكن في كلتا المرتين كان فيكتور فالديز حارس برشلونة هو صاحب الكلمة العليا. وتعددت الفرص على مرمى كابرال الذي حاول أن يدافع عن عرين مرماه بكل ما يملك من قوة، ولكن برشلونة لم يكن قد اكتفى بعد بالأهداف الثلاثة، وسعى لتحقيق نتيجة تاريخية يدخل بها سجلات البطولة. وانحصر اللعب بعد مرور النصف ساعة الأولى في الربع الأخير من ملعب سانتوس، وتنوّعت هجمات برشلونة بين التسديد عن طريق إنييستا، والاختراق من العمق عن طريق ميسي وفابريجاس، بينما لم تجد عرضيات ألفيش الرأس التي تتابع الكرة إلى داخل الشباك. وبذل ميسي مجهودا كبيرا مستغلا المهارات الفردية العالية التي يمتلكها، وأمد زملاءه بالعديد والعديد من الفرص المحققة، ولكن افتقد لاعبو برشلونة إلى الدقة في إنهاء الهجمات، قبل أن يتصدّى القائم لفرصة هدف محقق من داني ألفيش. وقبل نهاية المباراة بثماني دقائق استغلّ ميسي عرضية أرضية زاحفة، واخترق منطقة جزاء سانتوس، وسدّد الكرة مباشرة في الشباك.