صرح الدكتور محمد البرادعي -المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- بأن الشباب الليبراليين الذين أشعلوا الانتفاضة في مصر تم إقصاؤهم في الانتخابات، وعبّر عن قلقه من الصعود السياسي لما أسماهم ب"عناصر دينية" تدافع عن أفكار متشددة مثل منع النساء من قيادة السيارات. وأعرب البرادعي عن أمله في قدرة المسلمين المعتدلين على كبح جماح المتشددين، وإرسال رسالة إلى العالم بأن مصر ليست بصدد تبني نهج ديني محافظ جدا؛ وفقا لوكالة أسوشيتد برس. وأضاف البرادعي أن الشباب يشعرون بأنهم أُهملوا، وأن أيا من أهداف الثورة لم يتحقق؛ معربا عن اعتقاده بأن حصول التيارين الإخواني والسلفي معا على موقعَي الصدارة في الانتخابات، فاجأ الجميع بمن فيهم ممثلو التياريْن الفائزيْن أنفسهم. وقال البرادعي إن الدستور الجديد يجب أن يحترم مبادئ حقوق الإنسان وحرية التعبير والكرامة، ويقوم على مبدأ التسوية بين اللاعبين الأساسيين، وليس على هيمنة الغالبية البرلمانية. وأفصح البرادعي عن قلقه من بعض الشخصيات القادمة من صفوف السلفيين؛ قائلا: "عندما تسمع منهم أن أدب نجيب محفوظ موازٍ للدعارة، وعندما تسمع جدالات حول ما إذا كان يحق للمرأة قيادة السيارة، وما إذا كانت الديمقراطية مناقضة للشريعة؛ فهذا أمر يدعو للقلق". وأضاف أن "هؤلاء يرسلون بطبيعة الحال -عبر هذه المواقف- رسائل صادمة. وأعتقد أن الإخوان المسلمين وبعض السلفيين مطالبون على وجه الخصوص بإرسال رسائل طمأنة إلى الداخل والخارج بأن المجتمع يواصل تماسكه، وبأن بإمكان الاستثمارات أن تُواصل التدفق". ومضى البرادعي قائلا: "الأداء القوي للإخوان المسلمين كان ضمن التوقعات، آخذين بعين الاعتبار أن مصر تنعتق من عقود من الدكتاتورية القاسية التي خنقت المجتمع المدني". وقال إن واحدا بين كل ثلاثة مصريين أمي، ونصفهم يرزحون في الفقر المدقع. وتوقع البرادعي أن يفضّل الإخوان تشكيل تحالف مع الليبراليين وليس مع السلفيين؛ للحصول على غالبية في البرلمان. وقال إن الكتلة المصرية الليبرالية التي حلت ثالثة ب13.4% من الأصوات يمكنها أن تكون عنصرا موازيا للعناصر المتشددة.